صنعاء نيوز/ د عادل الشجاع - قضت المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية بعزل الرئيسة المنتخبة ديمقراطيا بسبب قضية فساد خاصة بصديقتها المقربة تشوي سون-سيل، بينما دعاة الديمقراطية في اليمن يتمسكون بهادي الذي أنتهت ولايته وفق المبادرة الخليجية. وانتهت فترة التمديد التي مددها لنفسه. ودعا الخارج لقتل شعبه. كم نحن حريصون على الديمقراطية والشرعية في اليمن.
جاء في قرار المحكمة الكورية أنه رغم صعوبة إثبات كل التهم الموجهة ضد الرئيسة إلا أن المحكمة اقتنعت بأن التهم التي ثبت للمحكمة تورط الرئيسة فيها والخاصة بعلاقتها بصديقتها المقربة وتمكينها من التدخل في الشؤون العليا للدولة دون تفويض دستوري. عزلت وهي المنتخبة ديمقراطيا. ولأنها مكنت صديقتها من التدخل في الشؤون العليا للدولة دون تفويض دستوري. ماذا لو أن جلال كان ابنها؟ كانت المشكلة التي أثارت كل ذلك الغضب الشعبي العارم هي أن الرئيسة خانت الثقة التي أولاها الشعب الكوري، ولم تحترم قدسية المهمة التي أوكلها لها. ماذا كان سيعمل الشعب الكوري لو أن الرئيسة طلبت من مجلس الأمن إدراج بلدها تحت البند السابع كما فعل رئيس الشرعية هادي؟ وماذا كان سيفعل لو أن رئسته طالبت بتدخل عسكري لإعادة شرعيتها وهي المنتخبة ديمقراطيا كما فعل هادي وهو المنتهي ولايته وتمديده والهارب التارك لشعبه والمقدم إستقالته؟ ماذا كان سيفعل الشعب والقضاء الكوري لو أن الرئيسة وجهت رسالة لرئيس جماعة وطنية ليغادر هو وجماعته منطقتهم ويشتتون في أنحاء كوريا لصالح جماعة كورية أخرى كما فعل هادي في طلبه للحجوري مغادرة دماج هو وجماعته لصالح الحوثيين؟ وماذا كان سيفعل الشعب الكوري لو أن رئيسته ذهبت إلى عمران واستقبلت الحوثيين هناك وقالت كلمة هادي المشهورة عمران عادت إلى أحضان الجمهورية؟ وماذا لو أنها قالت كما قال هادي وهو في عمران: لا مكان بعد اليوم للغة الرصاص والحوار هو البديل الوحيد لحل مشاكل اليمنيين داعيا سكان عمران إلى العودة إلى منازلهم؟ وماذا لو أنها فعلت كما فعل هادي حينما أمر وزير دفاعه محمد ناصر أحمد بأن يبقي القوات المسلحة على الحياد؟ وماذا لو فعلت كما فعل هادي حينما كلف لجنة وساطة برئاسة وزير دفاعه الصبيحي للتوسط بين الحوثيين واللواء الثالث حرس جمهوري ووقف المواجهة المسلحة؟ ماذا لو أن الرئيسة الكورية هربت من صنعاء إلى عدن ثم إلى عمان ثم الرياض وقالت أنها ما عرفت أن التحالف يضرب اليمن إلا وهي في الغيضة، بينما التحالف قتل أكثر من 65 ألف يمني وجرح ما يقرب من 100 ألف ودمر البنية التحتية كلها من أجل شرعيتها؟ ماذا لو أن وزير خارجيتها عبد الملك المخلافي الرجل القومي الذي يعمل من أجل وطنه كما يقول يطالب بإبقاء مطار صنعاء مغلقا ليحرم ملايين اليمنيين من الخروج أو الدخول إلى بلدهم اليمن؟
هكذا هي الشرعية عندنا يموت الشعب كله ويبقى هادي. فهو أهم شرعية عرفها التاريخ لتحقيق مصالح كل القتلة وأمراء الحرب في الداخل والخارج. فبقاؤه بقاء لهم. طرف يخوض الحرب لإعادة الشرعية وآخر لإسقاطها ولكل طرف حساباته ومشاريعه الخاصة التي ليست من بينها شرعية الشعب اليمني الذي يتعرض لأكبر محرقة في التاريخ. ويتعرض لأكبر سرقة في التاريخ وصلت إلى حد سرقة المرتبات. وبعد هذا وذاك تجد من يتحدث عن الشرعية. أقول لكل من سيستفزه هذا الكلام عليك بقراءة القانون الدولي والمواثيق الدولية. فإذا وجدت فيها واحدا بالمائة يعطي الشرعية لهادي سأكون معك. وإذا وجدت ظميرك راضيا عما يجري لهذا الشعب الذي يتعرض للقتل بدون ذنب فلتدافع إذا عن شرعية فرد ليموت شعب بأكمله.
|