صنعاء نيوز -
أعربت مصادر عسكريّة في الجيش الإسرائيليّ عن قلقها الكبير من ترسانة الصواريخ التي تمتلكها حماس. وفق ما ذكره موقع 0404 العبري. وأضافت المصادر قائلةً إنّ تلك الصواريخ من النوع الثقيل، وتصيب أهدافها بدقةٍ وذات جودة فائقة تمّ تصنيعها على يد وسطاء إيرانيين. وحسب ترجيحات المصادر العسكريّة، ففي الحرب المقبلة مع حماس ستستخدم حماس تلك الصواريخ.
في السياق عينه، ذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ الثانية مساء أمس الأربعاء أنّ حركة المقاومة الإسلاميّة “حماس″ باتت تمتلك صواريخ قصيرة المدى جديدة تشكل تحديًا لمنظومة “القبة الحديدية” المضادّة لمثل هذا النوع من الصواريخ.
وأضافت القناة، نقلاً عن مصادر أمنيّة إسرائيليّة رفيعة أنّه في إطار استعدادات حركة “حماس″ للمعركة المقبلة مع إسرائيل فإنّها لا تتوقف عن تجديد ترسانة الأسلحة التي بحيازتها، وبشكلٍ خاصٍّ هذا الصاروخ الجديد قصير المدى الذي يحمل كمية كبيرة من المتفجرات يُمكن أنْ تلحق أضراراً شديدة في موقع الانفجار.
ووفقاً لهذه المصادر يحمل الصاروخ الجديد بين 160 و200 كيلوغرام من المواد المتفجرة، الأمر الذي يشكل تحديًا لـ”القبة الحديدية” التي أعدت أصلاً لاعتراض صواريخ ذات مدى أبعد. ورجحت المصادر أنْ يتم توجيهه إلى قوات الجيش الإسرائيليّ التي تقترب من السياج الحدودي وربما أيضًا إلى المستوطنات المحيطة بالقطاع. وأشارت إلى أنّ “حماس″ تستخلص العبر من الحروب السابقة، وهي تعمل باستمرار على امتلاك قدرات يمكن توجيهها إلى المستوطنات القريبة من السياج الحدودي، وإلى الوحدات العسكرية الإسرائيلية التي ستتجمع عندما تقتضي الضرورة بالقرب من قطاع غزة قبل دخولها إلى أراضي القطاع.
على صلةٍ بما سلف، كشف المُحلل للشؤون العسكريّة في موقع (WALLA) الإخباريّ العبريّ، أمير بوحبوط، نقلاً عن مصادر وصفها بأنّها عليمة جدًا في المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، كشف النقاب عن أنّ الأجهزة الأمنيّة فوجئت جدًا من أنّ كتائب القسّام تمكّنت بقواها الذاتيّة من إنتاج صاروخ اسمه R-160 على الرغم من أنّ المخابرات الإسرائيليّة تقوم بمراقبة ما يدور في القطاع على مدار الساعة.
وأضاف نقلاً عن المصادر عينها، أنّ صاروخين من هذا الطراز تمّ إطلاقهما من قطاع غزّة باتجاه حيفا، حيث تمكّنت القبّة الحديديّة، وفق المصادر، من اعتراض صاروخ واحد قبل أنْ يسقط في حيفا، فيما تمكّن الصاروخ الثاني من الإفلات من القبّة الحديديّة، وسقط، حسب المصادر ذاتها، في منطقة مفتوحة.
وزاد المُحلل قائلاً، نقلاً عن مصادر رفيعة جدًا في المؤسسة الأمنيّة، إنّه في جيش الاحتلال الإسرائيليّ تفاجئوا من قدرة حماس على إنتاج صواريخ تصل إلى حيفا، التي تبعد عن القطاع مسافة 120 كيلومترًا، وبالتالي أخفوا هذه المعلومات عن رؤساء البلديات والسلطات المحليّة، الأمر الذي أبقى المدن والبلدات في الشمال بدون دفاع من هذه الصواريخ، على حدّ قول المصادر.
وتابع بوحبوط قائلاً إنّ ضابطًا رفيع المستوى في الجيش الإسرائيليّ قال إنّ رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة في الجيش (أمان)، الجنرال أفيف كوخافي، قام في جلسة تقدير قوّة حماس عُقدت في كانون الأوّل (ديسمبر) من العام 2013 بإبلاغ قادة الجيش والمستوى السياسيّ بأنّ حماس تمتلك هذا الطراز من الصواريخ القادر على ضرب حيفا، وأضاف الضابط قائلاً للموقع العبريّ إنّ الحديث يدور عن تحدٍ كبيرٍ، ذلك أننّا حتى لو قمنا بتدمير مخازن الأسلحة التابعة لحماس ومصانع الإنتاج في القطاع، فإنّهم يملكون القدرة والمقدرة لإنتاج صواريخ طويلة المدى، على حدّ تعبيره.
من ناحيتها، عرضت القناة العاشرة العبريّة تحقيقًا مصورًا بعنوان “حماس على الجدار”، يظهر كثافة انتشار مواقع “كتائب عز الدين القسام”، الجناح العسكريّ لحركة حماس على طول الخط الحدوديّ الفاصل بين القطاع وإسرائيل. وعرض التلفزيون العبريّ صورةً تظهر فيها مجموعة من الأشخاص وهم يتحرّكون حول ما يشبه الرافعة، زاعمة أنّها لعناصر من “حماس″، يقومون بحفر نفقٍ على بعد مائتي متر من الحدود.
وتضمن التحقيق مقابلات مع خبراء عسكريين ورؤساء مجالس محلية للمستوطنات اليهودية التي تقع في منطقة ما يعرف بـ”غلاف غزة”، حيث حرّضوا على شنّ عملٍ عسكريٍّ واسع النطاق ضدّ “حماس″ لمنعها من استخدام الأنفاق التي تقوم بحفرها في الفترة الحاليّة على مدار الساعة.
وبحسب الصور التي عرضتها القناة العاشرة، فإنّ حماس لا تكتفي بحفر الأنفاق، بل تقوم ببناء مواقع عسكريّةٍ على الحدود مع إسرائيل، لافتةً إلى أنّه في المؤسسة الأمنيّة على علمٍ تامٍّ بالتغيير الذي تشهده الحركة في الفترة الأخيرة، ولكنّ المصادر شدّدّت على أنّ تعاظم ترسانة حماس العسكريّة شفافةً ومكشوفةً للمخابرات الإسرائيليّة، أكثر من أيّ وقت مضى، على حدّ تعبيرها.
وقال مسؤول سابق ورفيع في جهاز الأمن العّام الإسرائيليّ (شاباك) للتلفزيون إنّ حماس أصبحت اليوم مُستعدّةً للحرب على غرار استعداد الجيوش، وليس كتنظيم حرب عصابات أوْ منظمةٍ إرهابيّةٍ، على حدّ وصفه.
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
|