صنعاء نيوز -
صدر حديثاً عن منشورات المتوسط ـ إيطاليا، رواية "حديث الوجوه المائلة" للروائي المغربي هشام ناجح. وتروي قصة حمامو، المهاجر المغربي، الذي يجد نفسه في إقليم الباسك بين إسبانيا وفرنسا، يعاني من الاستلاب النفسي أو العبودية الناعمة على حد قوله، على إثر علاقة حب مع طبيبته النفسية مونيكا الباسكية-العربية. فكان لزاماً عليه أن يتماهى مع الكثير من الأحداث المستندة على عدة شخوص، أهمها الطبيب البيروفي فركاس طابروس الحالم بتحقيق الثورات في العالم، رغم فشل حركة «مير»، ومحمد حسوني الماركسي الذي يبحث عن الخلاص وسيتحول من كارل ماركس إلى فقيه متزمت، لم يجد خلاصه إلا في الجهاد، الأمر الذي سيدفعه للهجرة إلى بيشاور. كذلك والد مونيكا؛ احميدة السطيفي الذي غادر سان سيباستيان، بعد طلاقه من والدتها تشيشيلي، حيث سيصادف بداية العشرية السوداء في الجزائر. والعجوز البرجوازية مارثين التي تكرس ما تبقى من عمرها في حب حمامو والبحث عن القصد والفعل معاً.
ثمة وجوه أخرى ثؤثت الفضاء الروائي كالسعدية والدة حمامو، التي تخال كل الدول مَلكيات، فتسرف في بعث رسائل التهديد له أحياناً، ورسائل الرجاء أحياناً أخرى.
إنها وجوه تتقاطع فيما بينها لتخلق لنا حيوات متجاورة تغني حديث الوجوه المائلة.
من الكتاب:
... «طلب منا فركاس أن نسير بمحاذاة السين، أعلم أنه لن يدعنا حتّى يرصد لنا تاريخه بما فيه الكفاية بحثاً عن المعنى المتلاشي في كل حارات باريس الممهورة ببصمات مَن مرّوا من الزعماء والقوّادين على حدّ سواء. كنا قد قطعنا جسر سان ميشيل، أدخلتْ مونيكا ذراعها في ذراعي، وقبّلتْني قبلة على عجل. الشمس تلقي بدنانيرها الذهبية على باريس. الباريسيون يقدّسون الدفء، فتنجلي الرغبات المؤجّلة المقرورة. السين يجري منذ الأزل، يشهد على أحلام كثيرة، بعضها يتحقّق، وبعضها يخيب. العشق والقُبل يجريان تبعاً للصبيب، وفركاس يحاول أن يتقيّد بالماضي بين الطبّ والنضال كرشوة، ينفح بها موتاً وشيكاً، يمضي بخطوتين، ثمّ يلتفت إلينا: - أحسّ أن أمعاءكم تُبقبق من فرط الجوع، سأدعوكم إلى مطعم تركي صغير، سأكون طيّباً معكم للغاية، محرّكاً تمسّككم الاجتماعي بالشرق المفقود، ...»
عن المؤلف هشام ناجح:
كاتب مغربي مقيم بفرنسا. ولد في العام 1974، بمدينة الجديدة المغربية. له عدة اصدارت منها: "رواية المدينة التي..."، و "مجموعة قصصية: وشم في السعير"، و"رواية دوار الكيّة"، و"مسرحية أبدية الروح عن حكومة الشارقة"، وكذلك له العديد من الأعمال المشتركة بين مصر والمغرب.
ينشر في الصحافة المغربية والعربية. فاز هشام بجائزة (بي بي سي) للقصة، وجائزة منتدى مطر، وجائزة تحفيزية عن حكومة الشارقة في مهرجان الكتاب الشباب للمسرح العربي. |