صنعاء نيوز/بقلم // الكاتب العراقي حسن حمزة - المدح فن ادبي من الفنون التي اشتهرت بين بني البشر ومنذ اقدم العصور وقد عرف عند أهل الاصطلاح بأنه تعداد لجميل المزايا و وصف للشمائل الكريمة و اظهار للتقدير العظيم الذي يكنه المادح لمَنْ توافرت فيهم تلك المزايا وقد لاقى قبولاً حسناً من لدن الاسلام فاشتهر عند الشعراء امثال حسان بن ثابت ( رضي الله عنه ) شاعر الرسول ( صلى الله عليه و آله و سلم ) فقد كثرت المدائح النبوية فيما بعد و خاصة في اعياد المولد النبوي الشريف فشاع و انتشر بين المسلمين و تشكلت على إثرها الفرق الفنية التي تمتهن المديح ولعل الطائفة الصوفية من اشهر المذاهب الاسلامية الاكثر شغلاً بالمديح فيا ترى هل يوجد مبرر شرعي يستوجب قتل المداح و هتك عرضه و نهب امواله ؟ فهل المديح جريمة ؟ هل المديح جناية توجب القتل و سفك الدماء ؟ إذاً يا أيها الدواعش الارهابين لماذا قتلتم الشيخ الصوفي الوقور أبا حراز ؟ بأي تهمة و بأي جريرة سفكتم دماء هذا الشيخ الوقور ؟ ولماذا تبيحون ازهاق ارواح المداحيين ؟ أفلا يستحق نبينا الكريم بأن يمدح او تلقى بحقه قصائد و اناشيد المدح و الثناء ؟ أفليس هو مَنْ أنقذ البشرية من رجس الشيطان و ظلمات الجهل و الظلام ؟ أفلا يستحق محمداً المدح و الثناء ولو بالكلمات ؟ مالكم كيف تحكمون يا أيها الارهابيون ؟ أئمتكم يمدحون و يتملقون لقادة التتار و خلفاء الغناء و الطرب و اللعب بالجواري و قاتلي النفس المحرمة وفي المقابل تكفرون و تقتلون المداحيين بحجج واهية ما انزل الله تعالى بها من سلطان ؟ مدح الكافر لا إشكال فيه و مادح النبي في نظركم كافر مشرك مرتد مهدور الدم و العرض و المال فبأي دين تتعبدون و أي ملة تتبعون و أي شريعة تقدسون ؟ إنها شريعة الغاب الهمجية و توحيدكم توحيد التجسيم و التشبيه لله تعالى توحيد المقر بمليارات الارباب و الصور الالهية فعجباً منكم يا أيها الدواعش هذا ابن كثير يمدح خليفتكم العباسي الذي يقضي ليله بعبادة الشهوات و الرقص و الغناء و فجور و اللعب بالجواري وكما نقله في البداية و النهاية ( ج13) فيقول : ( وممن توفي في هذه السنة 656هـ من الاعيان خليفة الوقت المستعصم بالله امير المؤمنين وقد كان حسن الصورة جيد السريرة صحيح العقيدة )) خلفاء رغم فسادهم و إفسادهم و فقدان عقولهم و تركهم اشؤون العباد و انغماسهم بالرقص و الطرب و الغناء و ملاعبة الجواري و ليالي الانس الحمراء ومع كل تلك القبائح و المنكرات و ابن كثير و أئمة الدواعش يقدسونهم و يمدحونهم و ينثرون عليهم العناوين و الالقاب البراقة و في المقابل يقتلون الصوفية وكل مسلم يمدح النبي و الخلفاء الراشدين و العباد الصالحين فأيُّ جماعة ارهابية انتم يا أيها الدواعش ؟ فمنهج الكيل بمكيالين من المواقف التي اثارت استغراب و استهجان المسلمين قاطبة وفي مقدمتهم رجل الدين الشيعي الصرخي الحسني الذي علق على هذا المنهج التكفيري المارق في محاضرته (36) من بحثه الموسوم وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري في 22/4/2017 فقال الصرخي : (( ابن الكثير لا يتنازل أبداً عن إمامة الخليفة المقدس بل لا يخدش بعدالته و إيمانه و تقواه و دينه شيئاً هكذا يصف خليفة الطرب و الرقص خليفة النساء خليفة ليالي الانس و الغناء )) .
https://www.youtube.com/watch?v=NBb9Yg6Z6NI
|