صنعاء نيوز/كتب/عبدالله ناصر بجنف -
إسبانيا بلد جميل يحتل مساحة (504782 كيلومتر مربع) على أرضهــا تعاقبت العديد من الحضارات منها الشعوب الإيبيرية والسلتية والفينيقية والقرتاجية والإغريقية ومنذ عام 200 قبل الميلاد بدأت شبه الجزيرة الايبيرية تشكل جزء من الإمبراطورية الرومانية وبعد انهيارها النهائي في عام 476 ميلادية حلت محلها مملكة القوط الغربيين من القرن القرن الخامس حتى القرن الثامن الميلادي. في عام 711 م جاء أول فتح إسلامي من شمال إفريقيا وظلت تحت الحكم الإسلامي لمدة 750 سنة.
اطلق المسلمين على شبه الجزيرة اسم الأندلس,في الفترة التي كانت فيه معظم شعوب أوروبا تعيش الظلمة والتخلف كانت الأندلس في أوج ازدهارها العلمي والفني والأدبي والفلسفي وفي كل مناحي العلوم والمعرفة الإنسانية وتعايشت فيها مختلف الديانات والثقافات ومازالت اثار الوجود العربي الإسلامي بارزة الى يومنا هذا. الإسلام الصحيح يحمل رسالة نبيلة وواضحة المعالم والمساجد في اي بقعة من العالم يجب ان تؤدي رسالتها في غرس مفاهيم الأخوة والتعاون والتكافل والتسامح واحترام الآخرين. مسجد مدريد المركزي او مسجد أبوبكر في العاصمة الأسبانية مدريد يعتبر من بين أهم المراكز الإسلامية في أوروبا الغربية والذي يقع في حي كواترو كامينوس بضاحية تطوان, تحفة معمارية من تصميم المهندس المعماري الإسباني خوان مورا وتم افتتاحية في 21 سبتمبر 1992بحضور ملك اسبانيا خَوَّان كارلوس والعاهل السعودي الراحل فهد بن عبدالعزيز وكان بذلك أول مسجد في العاصمة الإسبانية منذ ان استعادها القشتاليون بقيادة الملك ألفونسو في عام 1085ميلادية.
في عام 1976وقعت 18دولة إسلامية على اتفاقية من اجل تشييد مسجد في مدريد ولكن هذا المشروع تأخر تنفيذه 11سنة بسبب عدم توفر التمويل المالي اللازم لتنفيذه وقد كانت مساهمة العاهل السعودي فهد بن عبدالعزيز ودعمه بمبلغ وقدره 12 مليون يورو الإسراع في تنفيذ هذا المشروع وبعد خمسة أعوام من البناء تم تجهيزه بصورة كاملة.
يحتل هذا المبنى مساحة 12000متر مربع ويتكون من أربعة طوابق، يحتوي على مسجد ومكاتب إدارية وحضانة أطفال ومدرسة ومكتبة وقاعة محاضرات ومتجرًا، ويضطلع بإقامة الصلوات والأعمال الخيرية والتعليمية والثقافية والاجتماعية، واجهة المسجد مغطاة بمادة المرمر الأبيض والبناء الداخلي مستوحاة من قصر الحمراء في قرناطة.
والمسجد يستخدم ايضا كمقر لاتحاد التجمعات الإسلامية في إسبانيا والتجمع الإسلامي في مدريد، ويرتبط المسجد باتفاقية تعاون مع الحكومة الإسبانية من خلال المفوضية الإسلامية في إسبانيا. |