صنعاء نيوز/ نبيل الصوفي -

وقوفي ضد العدوان السعودي، هو وقوف مناطقي، لأجل منطقتي، اليمن الاسفل..
تعز وعدن وإب، ولحج..
ظلت اليمن تعاني، ولاتزال من عصبوية اليمن الاعلى هذا.. الذي يرى أنه هو الرجولة وهو الصواب وهو الذي لم تخلق اليمن الا لكي يحكمها.
ومادونه يمن أقل أخلاقا.. اضعف رجولة..
وحين يدافع عن هذه اليمن، يدافع عنها كنوع من تأكيد انه سيدها وحاكما.. يدافع عن حقه الذي لايجوز لغيره أن يستولي عليه..
لهذا كان واجبنا نحن المتضررين من وعي هذا اليمن الأعلى، أن نكون أكثر حزما ضد العدوان.
لاتزال مقاومة العدوان فرصة لاثبات ان اليمن واحد، وانه ليس حقا ولا ملكا لمنطقة.
اليمن، بلاد من توطن فيها، أينما كانت منطقة جده، أكان من البانيا او من تركمانستان او من طبرية أو من مكة المكرمة أو من سوق الملح او سوق الصميل او السوق الطويل..
اليمن، لمواطنيها.. لنظامها التعددي حزبيا، الديمقراطي.. لا للثيوقراطية بكل اشكالها..
ومن يهرب للامارات او ماليزيا او تركيا او السعودية، ويترك الدفاع عن اليمن بحجة أنه ضد الحوثي، وأنه ضد صنعاء وصعده.. انما يقف مع الخيار الأسوأ..
يضعف بلاده خارجيا وداخليا..
فخارجيا لاتستخدمه السعودية الا حذاء تسير به على شوك تمزيق الوطن، ثم سيأت الوقت الذي تبيعه السعودية لمن صمد وقاوم، كأنما خلق لكي يتم تبادل لبسه حذاء مرة للخارج ومرة للداخل..
سنحتاج وقتا طويلا، حتى يتطبع هذا اليمن الاعلى، بشروط التحول، لكن فيما كنا نقطع شوطا مهما في سبيل هذا التغيير.. قادنا رموز من اليمن الاعلى نفسها بدعوى أنهم من حاشد وانهم الاحق بحكم اليمن، ووصلنا ليوم سمعنا فيه حميد الاحمر يقول انه احق بالحكم لأنه من بيت الاحمر، ويرد عليه الحوثة بعدها انه الا هم أحق..
وهما معا شريكا مايتمسك اصحابنا بالحديث عنها على انها ثورة التغيير الكبرى..
وجاء العدوان، وصار منطق حميد عميلا مع السعودية ومنطق الحوثي محاربا وطنيا ضدها.. ويريدون تقاسمنا مرة أخرى، هذا يقود من مع السعودية وهذا يقود من هم ضدها..
يا اهلنا في اليمن الاعلى.. اليمن الممتد يقاوم بصلابة مدنية.. هذه هي طبيعته.
لستم وحدكم من تقاومون.. وقيادات العمالة هم ايضا من مناطقكم.. اما من هم من مناطق غيركم فهم موظفين، مثل الموظفين معكم في الداخل تماما..
لاتسمحون لغيركم بلعب دور يتقدمكم.. كما لاتسمح السعودية لغير من تريد هي أن يصبحون رموزا..
يا أهلنا في اليمن الاعلى، الواحد منكم يسير ايران والا يسير الرياض، وتعامل مع الناس هناك بتقديس، هذا يبعد الجنبية وذاك يبطل النظرة بانف العزة الكذابة.
طيب اليمن بلادكم.. كفوا عن هذا التعالي عليها، احسبو عدن ايران، او احسبوا إب السعودية.
والصمود ضد العدوان، ليس فقط بمن يقاتل، فالصمود وطنا لايتعاون مع اعدائه..
تعز، وهي التي يتفق عليها من هم مع العدوان ومن هم ضده، بانها لم تقف ضد العدوان وانها تضج دون فعل.. هذه تعز، صامدة بمدنيتها ضد العدوان.. داخل التربة التي يحكمها عملاء العدوان، تعيش الجمهورية اليمنية..
وعدن التي تقول الامارات عليها ليل نهار انها حررتها، لم تبلع للعدوان حضورا.. ولم تمنحه أمانا..
المخا، التي شردتها الحرب، لم تجد الامارات رمزا من رموزها يقول للناس ان المخا صارت حرة متحررة..
الاوطان ليست مجرد جبهة حربية.. والا لقلنا ان اليمن انهار طالما وفيه كل هذه الجبهات المشتعلة..