صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي -
حث الإسلام الحنيف على صلة الأرحام ودعا إليها ورغب فيها وحذر من قطيعة الرحم، ولا شك أن صلة الأرحام في شهر رمضان تعتبر من الأشياء التي يتوجب على المسلمين القيام بها، وقد عد صلى الله عليه وسلم قطيعة الأرحام مانعا من دخول الجنة مع أول الداخلين.
. وعلى الرغم من وصية الله ورسوله بالأقارب وجعل الإسلام صلة الرحم من الحقوق العشرة التي أمر الله بها أن توصل في قوله تعالى: { وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى} البقرة 36، إلا أن كثيراً من الناس أضاعوا هذا الحق مثل إضاعتهم لغيره من الحقوق أو أشد مما جعل الحقد والبغضاء والشحناء تحل محل الألفة والمحبة والرحمة بين أقرب الأقربين وبين الأخوة في الدين على حد سواء، هي الوصل وهو ضد القطع.
والرحم: هي كل من تربطك به صلة نسب من جهة الأم أو الأب، ويدخل في ذلك من تربطك به صلة سببية من النكاح أيضا وهم الأصهار.
صلة الرحم من الإيمان بالله واليوم الآخر
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه” رواه البخاري.
صلة الرحم زيادة في الرزق والعمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” من سره أن يُبسط له فى رزقه وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه” رواه البخارى ومسلم.
صلة الرحم سبب في عون الله وتأييده ،جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:”إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأُحسن إليهم ويسيئون إليّ وأحلم عنهم ويجهلون عليّ، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفُهم الملّ أي تطعمهم الرماد الحار ولا يزال معك من الله ظهير عليهم، ما دمت على ذلك” رواه مسلم.
من وصل رحمه وصله الله ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله” رواه البخارى ومسلم.
صلة الرحم تجلب صلة الله للواصل
فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك» رواه البخاري ومسلم.
فإن الإنسان إذا وصل أرحامه وحرص على إعزازهم أكرمه أرحامه وأعزوه وأجلوه وسودوه وكانوا عوناً له.
بأي شيء تتحقق الصلة:
تتحقق صلة الأرحام بأمور كثيرة منها زيارتهم والسؤال عنهم، وتفقد أحوالهم، والإهداء إليهم، والتصدق على فقيرهم، وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم وضعفتهم، ومن صلة الرحم عيادة مرضاهم، وإجابة دعوتهم، واستضافتهم، وإعزازهم وإعلاء شأنهم، وتكون – أيضًا – بمشاركتهم في أفراحهم، ومواساتهم في أحزانهم، والدعاء لهم، وسلامة الصدر نحوهم، وإصلاح ذات البين إذا فسدت، والحرص على توثيق العلاقة وتثبيت دعائمها معهم، وأعظم ما تكون به الصلة، أن يحرص المرء على دعوتهم إلى الهدى، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وبذل الجهد في هدايتهم وإصلاحهم.
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي صحفي وفاعل جمعوي
[email protected] https://www.facebook.com/dghoughi.idrissi.officiel/