صنعاء نيوز/ كتب/ عبدالله ناصر بجنف -
أول مرة تطأ فيها قدماي مدينة صنعاء كان في ديمسبر عام 1992 قادماً من العاصمة الكوبية هافانا,عند خروجي من المطار وكلما اقتربت من ضواحي صنعاء كنت اشاهد بكل انتباه المباني القديمة وابوابها المطلية باللون الازرق, في اليوم التالي زرت صنعاء القديمة تحفة العمارة العربية والإسلامية ومتحف مفتوح,في أزقتها الضيقة وأسواقها العتيقة تمتزج فيها روائح التوابل والعطور وعبق التاريخ. صنعاء تعتبر من بين أجمل وأعرق المدن في العالم التي حافظت على طابعها واسلوب حياة ساكنيها وفي الوقت نفسة تكيفت مع العصر الحديث,مدينة ساحرة بفنها المعماري المتميز ألهمت الأدباء والفنانين والشعراء والذين خاطبوا رقتها وجمالها عبر الكلمات والأنغام, تم إدراجها من ضمن قائمة الثراث العالمي لليونيسكو في عام 1986 كما تم اختيارها ايضا عاصمة الثقافة العربية في عام2004 إعترافا بمكانتها على مدى التاريخ. في عام 2015 تم وضعها من ضمن قائمة مواقع الثراث العالمي المعرضة للخطر, كما تعرضت لبعض التشويهات من خلال البناء العشوائي والتي لاتتلائم ولاتنسجم مع نمطها المعماري السائد,بعد تأسيس الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية في الثمانينات من القرن الماضي تم إعطاء عناية خاصة أسهمت في الحفاظ على طابعها الأصيل ووضعها في الخارطة السياحية عالميا وخاصة وان المدن القديمة في الكثير من الدول بدأت تتلاشى أمام زحمة المدن الحديثة والذكية, أغلبية السواح والزوار يبحثون عن ما هو قديم وأصيل وفريد ومتميز من الصعب أن يجدوها في أماكن أخرى. في صنعاء يوجد أربعة وخمسون حارة وتحيط بها سور من جميع الجهات الأربع وكان لها لها سبعة أبواب لم يبق منها إلا باب اليمن والذي يعتبر المدخل الرئيسي والاكثر شهرة وواجهة اليمن السياحية. تقع صنعاء على ارتفاع 2350 متر فوق سطح البحر ساعدها على امتلاكها لمناخ معتدل ولطيف على مدار العام كما يوجد في هذه الميدنة العريقة 103 مساجد أهمها الجامع الكبير والذي يعتبر من أقدم المساجد الإسلامية وهو أول مسجد بني في اليمن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسب المراجع التاريخية يوجد في صنعاء ستة ألاف منزل وأقدم مسكن يعود الى 400 سنة وبعضها حديثة يعود مابين 50 الى 150 عاما وإحدى عشرة حمام عمومي وكل هذه المباني بنيت قبل القرن الحادي عشر الميلادي.
اليمن كنز مدفون ولديه كل مقومات سياحة ناجحة تؤهلها ان تحتل الصدارة على مستوى الجزيرة العربية والخليج ,مباني صنعاء القديمة وتعز وشبام كوكبان وشبام حضرموت والهجرة في جبال حراز والهجرين في وادي دوعن وجبلة وصعدة وأماكن عديدة من جغرافيا اليمن تعتبر تحف نادرة تتجاوز في جمالها العديد من المدن القديمة والحديثة. إذا انعدم الأمن والاستقرار من الصعب أن تتوفر عوامل نجاح السياحة وإذا انهار هذا القطاع الحيوي فانها كارثة اقتصادية تعكس آثارها السلبية على قطاعات كثيرة في المجتمع. صنعاء تختصر جمال وروعة اليمن ,تتفاعل مع الحاضر بكل تواضع وتنتظر الغد بكل تفاؤل .