صنعاء نيوز - أصدر المكتب الإعلامي لحزب التحرير في اليمن بياناً صحفياً ادان فيه استمرار اعتقال واخفاء الأخ نشوان جسار احد شباب الحزب وكل المعتقلين المظلومين الذين لم تثبت عليهم تهمة، وقد أكد البيان ان ذلك الاخفاء والاعتقال هو عمل اجرامي جبان، ويخالف الإسلام داعياً الحوثيين للإلتزام بالإسلام والتعامل وفق أحكامه، هذا وقد حصل موقع صنعاء نيوز على نسخة من البيان الصحفي ننشره كما ورد الينا :
بيان صحفي
مليشيات الحوثيين تتعنت في إطلاق سراح أحد شباب حزب التحرير
وتمارس الإخفاء القسري بحقه
لا تزال مليشيات الحوثيين تعتقل الأخ/ نشوان جسار البالغ من العمر 37 عاما، وهو أحد شباب حزب التحرير في ولاية اليمن، وذلك منذ 8/4/2017م على إثر قيامه بزيارة لبعض الفعاليات وأئمة المساجد في العاصمة صنعاء مذكراً لهم بذكرى هدم الخلافة في 28 رجب 1342هـ الموافق 3 آذار/مارس 1924م وعارضاً عليهم مشروعاً إسلامياً ناجعاً لكيفية الخروج مما تمر به البلاد في ظل الصراع الإنجلو أمريكي على اليمن بأدواته الإقليمية والمحلية والذي جرَّ على أهل اليمن الكوارث من فتن وقتل ودمار ومجاعة وأمراض وشلل عام للمؤسسات وتوقف الخدمات وعدم صرف الرواتب لما يقارب العام.
هذا ورغم المتابعة الحثيثة من قبل أهله للجهات المسئولة في صنعاء للإفراج عنه، ورغم التوجيهات من تلك الجهات للأمن السياسي بالنظر في أمر المعتقل أو تقديمه للمحاكمة إلا أن الفوضى التي تتبعها المليشيات اللامسئولة واللاواعية لا تعي ولا تستجيب لتلك التوجيهات، كما أن الحكومة التي شكلها الحوثيون مع جناح المؤتمر التابع لعلي صالح ليس لها قيمة ولا نفوذ، وهي مجرد ديكور يحسِّن وجه المليشيات الحوثية التي تأخذ أوامرها من جهات وأجهزة خارج الحكومة المزعومة.
إن اختطاف الناس وتعذيبهم وتغييبهم لفترات طويلة دون علم أهلهم ودون محاكمة عادلة هو عمل إجرامي جبان، ويعبر عن حالة الفوضى والإفلاس التي تمر بها البلاد في ظل هذه المليشيات، بالإضافة إلى ذلك فالسجناء يعانون من غياب الرعاية التي تليق بالإنسان كإنسان؛ فالطعام المقدم لهم لا يقيم لهم صلبا، وهم يعطَون ما يسد الرمق منه، وكذلك التطبيب الذي لا يحصلون عليه كما يجب، والسجون منتشرة فيها الأمراض نتيجة لبيئتها وكثرة المسجونين، فإذا كان الإسلام قد أوجب رعاية الأسرى بالحسنى وحرم تعذيبهم أو تغييبهم أو الإضرار بهم وعدم إكراههم على اعتناق الإسلام، فكيف بمن يعتقل عند هؤلاء - من كل الأطراف المتصارعة - وهم مسلمون وأغلبهم لم تثبت ضدهم جريمة أو إدانة، ثم أين العفو العام المزعوم وقوانينه ولجانه الموهومة؟!
إننا نطالب بإطلاق سراح المعتقلين المظلومين الذين لم تثبت عليهم تهمة؛ لأنه لا يجوز في الإسلام ترويع الناس والتجسس على المسلمين وغير المسلمين من رعايا الدولة الإسلامية إلا من ثبت أن لديهم علاقات بالدول المحاربة للمسلمين فيجب معاقبتهم من قبل الدولة التي أوجب الإسلام إقامتها وليس من قبل هذه الكيانات الجمهورية والقائمة على أساس غير الإسلام، والتي استقت أنظمتها من الغرب المستعمر وحضارته الفاسدة، فمن يريد أن يتصدر رعاية شؤون الناس فعليه أن يأتي البيوت من أبوابها ويقنع أهل اليمن بمشروعه المستنبط من الإسلام والقائم عليه، لا أن يتسلط عليهم ويساير الغرب في مشاريعه الجمهورية والديمقراطية العلمانية والنعرات الطائفية، ثم يطلب من الله النصر ومشروعه بعيد كل البعد عن الإسلام وأنظمته التي تعالج شؤون الحياة، ثم هو لم يغير شيئاً من أنظمة من سبقوه بل زادت تصرفاته تهوراً وعنجهية وفسادا...
كما أننا نطالب بإطلاق سراح الأخ نشوان جسار؛ فهو لم يكن خفاشاً من خفافيش الظلام بل كان يحمل كلمة الحق جهاراً نهاراً، يحمل مشروعاً للخروج من الأزمة في البلاد جديراً بالاهتمام وليس بالسجن والتغييب والاتهام، وحزب التحرير ليس نكرةً بين الأحزاب بل هو حزب عالمي يعمل في أكثر من أربعين دولة في العالم ولا يقوم بالأعمال المادية من حمل للسلاح ونشر الفوضى والاغتيالات وغيرها مما يخالف طريقة الإسلام في إقامة الدولة، وهو حزب قائم على أساس الإسلام ويعمل لتحقيق وحدة المسلمين في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة بطريقة النبي محمد عليه الصلاة والسلام الذي لم يحمل السيف على مجتمعه كطريقة للتغيير بل تمسك ببناء الكتلة وتثقيفها وإقناع المجتمع بفكرته بالصراع الفكري والكفاح السياسي وطلب النصرة من أهل القوة والمنعة فيه حتى أذن الله بالنصر والتمكين لدعوته، والحزب ثابت على ذلك منذ تأسيسه في بيت المقدس عام 1953م على يد العلامة الجليل تقي الدين النبهاني رحمه الله، إن حزب التحرير ثلة خيرٍ ومشروع نهضةٍ لأمة، فهو ليس حزباً وطنياً ولا قومياً ولا طائفياً ولا عنصرياً أو مناطقياً... بل هو حزبٌ قائم على أساس الإسلام وعقيدته التي جعلت المؤمنين إخوةً بغض النظر عن تلك المسميات التي زادت الفرقة بين المسلمين وأكلت خضراءهم وخربت ديارهم، وللأسف الشديد فهناك من يحمل تلك المسميات ويثيرها بين أهل اليمن، وما هذه الحروب والفوضى والقلاقل والاعتقالات والفتن إلاّ جزء مما يريده الغرب المستعمر لتحقيق أهدافه من خلالها في بلاد المسلمين، مع أن الصراع بين هذه الأطراف المتقاتلة في البلاد هو صراع سياسي استعماري في حقيقته، تدعمه وتغذيه الدول الكبرى وخاصة بريطانيا وأمريكا، المتصارعتان على النفوذ والثروة في اليمن.
إن الله ليس بغافلٍ عما يعمل الظالمون، مهما تلبسوا ثوب المظلومية من سنين، وإن الله يمهل ولا يهمل، وهو إن مكّن البعض من رقاب بعضٍ إنما ليبتليكم فينظر كيف تعملون، وإن أسوأ فشلٍ وإفلاسٍ هو أن تتسلط جماعة على الناس وتظن أنها قد مكنها الله ثم تظهرها السلطة والتسلط في أقبح وجه لتكشفها وتعريها وتمتحنها في تلك الشعارات التي أصبحت في الواقع بواراً وسيفاً على المسلمين دون غيرهم؟!
إن حزب التحرير سيظل قائماً بالحق ساعياً إليه ولن يبالي مهما كانت وعورة الطريق وقساوته، فكم من حاكمٍ وقف يصد عن دعوة الحزب فانتهى وبقيت دعوة الحق، وهي بإذن الله تسير إلى غايتها بثبات وعزم يقلقل الجبال، وبحلم وصبر يهزم كل الجهال حتى تقام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة عما قريب، ﴿وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية اليمن
|