صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي -
لست أدرى هل ذهب الحياء من الوجوه، أم سقطت الأقنعة الزائفة لتظهر الناس على حقيقتها بغير زيف ولا بهتان؟ وهذا ما يدفعني لكي أتساءل أين أنتم يا حكام العرب؟! وأين قرارات القمم العربية المتتالية؟ وأين الحرص على قضية فلسطين وعروبة القدس؟ وأين لجنة الدفاع عن القدس العربية ؟ وهل ذهب عنكم سلاح الشجب والاستنكار والتنديد فأصبحتم بغير حول ولا طول؟! فوا أسفاه، وحسرتاه على ما آل إليه حالكم في العصر الحاضر.
فها هو رئيس أمريكا ترامب زار إسرائيل في الشهر الماضي واستدعى الرئيس الفلسطيني أبومازن إلى لقائه على الأرض المحتلة، ثم يعلن رئيس أمريكا أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل!! ورغم تلك البجاحة فإن أحداً منكم يا عرب لم يفتح فمه بكلمة، فلا رد ولا تعليق، ولا حتى شجب أو استنكار، فقدتم ـ مؤخراً ـ أسلحتكم التافهة وألسنتكم المتكلمة من وراء الجدران فماذا تبقى منكم؟؟ وماذا تبقى لكم في بلادكم سوى الحكم الدكتاتوري على شعوبكم .
بعد أن تم تحطيم العراق ولبنان وسوريا وليبيا ومصر والسودان واليمن والبقية تأتى
وقد شهد التاريخ فى الوقت الحاضر تقسيم السودان ويجرى تقسيم العراق والتخطيط ليأتي الدور على مصر وليبيا وغيرهما، وغيرهما.
ويتكشف المخطط الإجرامي الذي تحدثت عنه منذ سنوات المدام «كوندوليزا رايس»، وزيرة خارجية أمريكا في عهد مستر بوش الابن، وقد كانت جريئة ومتبجحة إذ قالت في ذلك الوقت: إنها ستقوم بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد بعد تجزئة الدول العربية إلى دويلات صغيرة حتى تكون السيادة واليد الطولي لإسرائيل على الجميع!! وهذا ما يجرى تنفيذه، رغم زوال عهدها في عهد الرئيس أوباما الذي زار مصر وبعض الدول العربية في بداية فترته الأولى ليعلن كذباً، تعاطفه مع العرب واعترافه بحقوقهم!! ولكن ذلك قد تبخر في فترة ولايته الثانية وانكشف الوجه القبيح لمناصرة إسرائيل وتحطيم الدول العربية الواحدة بعد الأخرى، وكانت كبرى المصائب من تصميم وإخراج الأمريكان هي تسليم الحكم في مصر، بعد ثورة 25 يناير العظيمة سنة 2011، إلى جماعة الإسلام السياسي التي راحت تتحدث عن عودة اليهود إلى مصر!! وتمهد لإهداء أرض سيناء الحبيبة الغالية للفلسطينيين، أو بتعبير أدق إلى حماس لتكون مكملة لغزة حتى تبقى إسرائيل على ما هي عليه الآن وتبتلع كل وجميع الأراضي المحتلة وتضيع القدس على أيدي من يسمون أنفسهم «مسلمين»، والأمر غير ذلك في الحقيقة، لأننا شاهدنا رئيسهم يكتب إلى «بيريز» رئيس إسرائيل باعتباره «الصديق الوفي والصديق الحميم. والأخ العزيز»، وبغير حياء ولا استحياء يقول قائلهم: إنها عبارات معتادة في عالم الدبلوماسية والسياسة!! ويا للأسف ويا للحزن.
ترى يا أخي، إذا كانت ليبيا شقيقة والسودان شقيق وفلسطين شقيقة!! فهل كانت في نظرهم إسرائيل هي الأخرى شقيقة؟! معاذ الله أن نرى هذا ونصمت معاذ الله أن نفرط في أرضنا وحقوقنا ومقدساتنا من قبل، ففي القدس مقدسات للمسلمين والمسيحيين معاً، فهل نسى أو تناسى حكام العرب بما فيهم مصر؟؟ أم هي الغفلة المتعمدة.
والله إن الشعوب لن ترحم ولن تسكت، والتاريخ لن يرحم، والطوفان قادم لا محالة وعندئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو القوى العزيز.
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي صحفي وفاعل جمعوي
[email protected] https://www.facebook.com/Omar.Dghoughi.officiel/