صنعاء نيوز/ عادل الشجاع - أثار الحوثيون ضجة كبيرة حول مبادرة السلام التي أطلقها مجلس النواب مؤخرا حتى قال أحد حسن زيد: " إلى أمس وأنا أنتقد قرار اللجنة الثورية بمنع البرلمان من الانعقاد، لكني اليوم أدركت أنهم كانوا يرون بنور الله".
ترى ما الذي أفزع حسن زيد من السلام والخروج من حرب دمرت كل شيء؟ إنه نفس الشيء الذي أفزع عبد الملك المخلافي حينما قدم كيري وزير خارجية أمريكا مبادرة لوقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية. قال المخلافي ردا على هذه المبادرة بأنها لا تعني الحكومة الشرعية. واعتبر ذلك أنه يمثل رغبة في إفشال مساعي السلام. لاحظوا كيف أن وقف إطلاق النار من وجهة نظر المخلافي يفشل السلام. لأن الحرب هي التي تنجح السلام.
هذه نماذج لأفراد يمثلون طبقة أستفادت من الحرب وأصبحوا يتعاملون مع الحرب وكأنها تجري في بلد آخر وليس في اليمن. يتلذذون بالقتل وكأن القتل مشروب كوكاكولا.
لقد أنتجت الحرب في اليمن ثلاث فئات:
الأولى فئة المعاقين.
الثانية فئة الموتى.
الثالثة فئة اللصوص.
تجردت فئة اللصوص من كل القيم الإنسانية وتشبعت بالعدوانية وحب القتل بهدف تحقيق مكاسب شخصية يرون أنها لن تتحقق إلا باستخدام لغة الحرب بدلا من السلام.
القتل هو الأقل كلفة كما قال عبد الملك الحوثي. وهو المجدي لتعزيز الصمود.
إن إستمرار الحرب في اليمن ليس فقط بسبب سياسة السعودية الغبية فحسب، بل بسبب أهم وهو أن قادة الشرعية وقادة الانقلاب لم يكن لديهم شيء قبل الحرب وأصبحوا يملكون كل شيء.
أصبحت الحرب مصدرا مهما لجمع المال. وبالتالي من مصلحة الطرفين إستمرار الحرب. لذلك تخشى الشرعية من أن تجد السعودية عاجلا أو آجلا أمام تسوية سياسية. وهذا ما أفزع المخلافي حينما سربت مبادرة كيري الداعية لوقف إطلاق النار. وبالمثل مبادرة مجلس النواب الداعية للسلام أفزعت مافيا الفساد عند الحوثيين وشنوا حملة لتشويهها لدى العامة من الناس.
أفزعتهم المبادرة لأنهم يتكاثرون في الحروب ويموتون في السلام. لقد شنوا حملة على مجلس النواب واعتبروه خائن لدماء الشهداء. حاولوا تظليل الناس بالمادة الثانية. ترى ماذا تقول المادة الثانية من المبادرة. تنص المادة الثانية على دعوة الأمم المتحدة إلى وضع آلية مناسبة لمراقبة سير العمل في كافة المنافذ البرية والموانئ البحرية والمطارات الجوية في أنحاء الجمهورية اليمنية دون استثناء.. لضمان تحصيل إيراداتها إلى البنك المركزي اليمني وبما يكفل مواجهة كافة إلتزامات الحكومة من صرف مرتبات موظفي الدولة ومواجهة شبح الأوبئة القاتلة التي تفتك بالشعب اليمني في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية ".
هؤلاء دعاة إسترجاع السيادة الوطنية لا يريدون كافة المنافذ لأنهم سيفقدون ميناء الحديدة الدجاجة التي تبيض ذهبا. ولا يريدون الرقابة على المطارات لأن مطار صنعاء سيفتح وسيتنفس اليمنيون هواء نقيا بدلا من ثاني أكسيد الحوثي. وستذهب الموارد إلى البنك المركزي وهم يريدونها إلى جيوبهم. ولا يهمهم أين تذهب موارد ميناء عدن والمكلا ومنفذ العبر ومأرب. أهم شيء لا يوردون ما ينهبون. ولا يريدون أن تدفع مرتبات الموظفين ولا توفير المواد الغذائية والدوائية ولا حتى مواجهة شبح الأوبئة القاتلة.
أرأيتم لماذا يرفضون مبادرة السلام ويمجدون الحرب؟ لأن الحرب ببساطة تجارة رابحة.
لايهم أن تكون ميناء عدن والمكلا تحت سيطرة الإماراتيين. ولا يهم أن يكون منفذ العبر تحت سيطرة السعوديين. ولا يهم أن تكون صافر تحت سيطرة الإصلاحيين.
إنهم لا يريدون دولة. ولا يريدون إستقرارا. ولا يريدون سلاما. إن السلام لا يعنيهم قدر ما تعنيهم العقارات.
الحرب تخلق اللصوص والسلام يقتلهم. أقتلوهم بالسلام ولا تتركوهم يشحذوا مزيدا من السكاكين لذبحكم. |