صنعاء نيوز/ احمد سلمان الربيعي - يقرأ الإنسان الواعي الكثير من المعارف والعلوم ومنها التاريخ ويزيد بذلك ذخيرته العلمية والثقافية ليكون مطلع متقد الذهن عارف بما جرى من أحداث عالمية غيرت مجرى التاريخ أو غيرت المساحات الجغرافية بمسميات مختلفة ويكون بذلك على دراية سواء كانت شمولية أو بشيء من التدقيق والتخصص ليكون المثقف مطلع على تفاصيل دقيقة في أحداث خلت . ولكن التاريخ يحتاج لفكر متحرر نوعاً ما لا يؤثر عليه التأثير العرقي والديني والمذهبي ليكون مثقفاً يعرف ما له وما عليه , فالتمجيد لقادة وخلفاء أعطوا البلاد والعباد وباعوها بثمن بخس ليس من شيمه ولا من أساليبه .
مقدمة بسيطة لحدث تاريخي مهم غير مجريات حياتنا وماضي بلادنا لنكون دولة محتلة بعد أن كانت بلادنا تغزوا وتتوسع على حساب دول شرق أسيا وجنوب أوربا , هذا الحدث هو سقوط الدولة والخلافة الإسلامية على يد الغزو المغولي التتري , والجدير بالذكر أن إنهيار السلاطين والخلفاء واستهتارهم بأمور وحماية الرعية وترك بلاد المسلمين نهباً لسرايا استكشاف بسيطة وليست الجيوش النظامية التترية ونقرأمقاد الذعر والخوف عند المسلمين في الشرق كما في أذربيجان وغيرها . ولكن الأقلام وكتاب التاريخ الطائفيين وعبيد الدينار والدرهم يصورون مجون الخلفاء والحكام واستهتارهم بالأمة وحمايتها ويضعون اللوم والسبب على التشيع وعلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ويصورون بأن أحد وزرائهم وهو ابن العلقمي الذي يتهمونه بالتشيع بأنه هو السبب الوحيد والرئيسي بسقوط بغداد على يد التتر وهذا مقتبس من كتاب( ابن الأثير ) (الكامل في التاريخ )
ذِكْرُ طَاعَةِ أَهْلِ أَذْرَبِيجَانَ لِلتَّتَرِ] وَلَقَدْ وَقَفْتُ عَلَى كِتَابٍ وَصَلَ مِنْ تَاجِرٍ مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ فِي الْعَامِ الْمَاضِي، قَبْلَ خُرُوجِ التَّتَرِ. فَلَمَّا وَصَلَ التَّتَرُ إِلَى الرَّيِّ وَأَطَاعَهُمْ أَهْلُهَا، وَسَارُوا إِلَى أَذْرَبِيجَانَ، سَارَ هُوَ مَعَهُمْ إِلَى تِبْرِيزَ. فَكَتَبَ إِلَى أَصْحَابِهِ بِالْمَوْصِلِ يَقُولُ: إِنَّ الْكَافِرَ - لَعَنَهُ اللَّهُ – (أي التتر) مَا نَقْدِرُ أَنْ نَصِفَهُ، وَلَا نَذْكُرَ جُمُوعَهُ حَتَّى لَا تَنْقَطِعَ قُلُوبُ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّ الْأَمْرَ عَظِيمٌ. وَلَا تَظُنُّوا أَنَّ هَذِهِ الطَّائِفَةَ الَّتِي وَصَلَتْ إِلَى نَصِيبِينَ وَالْخَابُورِ، وَالطَّائِفَةَ الْأُخْرَى الَّتِي وَصَلَتْ إِلَى إِرْبِلَ وَدَقُوقَا، كَانَ قَصْدُهُمُ النَّهْبَ، إِنَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَعْلَمُوا هَلْ فِي الْبِلَادِ مَنْ يَرُدُّهُمْ أَو لَا؟
هنا تعليق مع المحقق المرجع الأستاذ .التفتْ: وكأنما هذه السرايا التي اجتاحتِ البلدان بمثابة سرايا الاكتشاف كما يبيّن هذا التاجر بأنّها عبارة عن جس نبض، ويقولون: التتار لا يعلمون ماذا في بغداد وأرسل إليهم ابن العلقمي المعلومات وبناءً على تلك المعلومات تحرّكوا!!! خرافة تيمية بامتياز!! . فَلَمَّا عَادُوا، أَخْبَرُوا مَلِكَهُمْ بِخُلُوِّ الْبِلَادِ مِنْ مَانِعٍ وَمُدَافِعٍ، وَأَنَّ الْبِلَادَ خَالِيَةٌ مِنْ مَلِكٍ وَعَسَاكِرَ، تعليق في سنة (628هـ) تيقّن التتار أنّ البلاد خالية مِن ملك وعساكر!!! أي أنّ خليفةَ بغداد وكلَّ سلاطين دُوَل الإسلام وعساكرَهم لا اعتبار لهم عند التتر ولا يمثّلون أي قوة تُذكر، إلى المستوى الذي يعتبرون فيه البلاد خالية مِن أيِّ ملك وأيِّ عساكر!!! وهذا في سنة (628هـ)، فكيف إذن الحال في سنة (656هـ)؟!! وكيف نتصوّر إذن وجود عاقل يقول أو يحتمل أنّ ابن العلقمي سببُ مجيء المغول وسقوط بغداد وخلافتها؟!! استفهام للعقول والإنسان وليس للحجارة والبهائم!!
مقتبس من المحاضرة { 47} من #بحث ( وقفات مع.... #توحيد_ ابن_تيمية_الجسمي_الأسطوري) #بحوث : تحليل موضوعي في #العقائد و #التاريخ_الإسلامي #للمرجع الأستاذ المحقق
27 شوال 1438هـ - 22-7-2017م
https://d.top4top.net/p_575foct51.jpg |