صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي -
طبائع الإنسان هي انعكاس لشخصيته، فمن خلالها يتم الحكم عليه، لذلك نجد من الأشخاص من يختبئ خلف قناع، أو عدة أقنعة، يُخفي بواسطتها طبيعته، فلا يكون على حقيقته أمام الناس، ولا يتصرف معهم بطبيعته، وقد يكون ذلك بسبب خجله من طباعه السيّئة، أو لأي سبب آخر، فكيف يكون الشخص على طبيعته.
من الجميل أن يتصرف الإنسان على طبيعته، ويكون على حقيقته أمام الناس، ويُظهر لهم شخصيته الحقيقية، ولكن هل من الصحيح أن يكون الإنسان دائماً على طبيعته ومع جميع الأشخاص؟ أي مع جميع صنوف الناس، بمختلف العلاقات الإنسانية التي تجمعهم، إنّ هذا السؤال يقودنا للحديث عن العلاقات الإنسانية التي تحكم الناس، ثم معيار التعامل مع الناس، وأخيراً آلية التصرف بطبيعية، وذلك كالتالي:
العلاقات الإنسانية إن العلاقات الإنسانية التي تحكم الناس متعددة، ومتنوعة، فهناك الصداقة، والقرابة، والنسب، والزمالة، والجوار، وغيرها، وهذه العلاقات تختلف باختلاف الجنسين الذكر، والأنثى، وكل علاقة من هذه العلاقات لها تشعّباتها، فمثلاً علاقة القرابة تقودنا للتفريق في التعامل بين الأخ، والأب، والأم، وعلاقة الزمالة تقودنا للتفريق في التعامل بين الرئيس، والتابع، وغيرها، لذلك وحتى تسير الأمور بالشكل الجيد، كان لابد للشخص من أن يتصرف مع هذه الصنوف من الناس، وفق حدود معينة، فلا ينجرف بطبيعته مع رئيسه المباشر، ولا مع الشخص الذي يعمل لديه، ولا مع أبيه، وهكذا. لكن بالمقابل ليس المطلوب من الشخص أن يخرج عن طبيعته بشكل كليّ، بل عليه التحكم بشخصيته بشكل متوازن، فهو أدرى بطباعه من غيره، ويعرف طباعه السلبية، وطباعه الإيجابية.
معيار التعامل مع الناس هناك معيار يستطيع الشخص من خلاله أن يميز بين الأشخاص الذين يجب عليه التعامل معه وفق حدود، والأشخاص الذي يتوجب التصرف معهم بطبيعية، وهو معيار ديمومة العلاقة وشكلها، فمتى ما كانت العلاقة بينه وبين الشخص المقابل، علاقة دائمة، وتتطوّر مع المستقبل، وقد يحصل فيها مشاركة خارج إطار العلاقة التي تحكمهما، هنا لابد للشخص أن يتصرف بطبيعته، لأنّه بحكم هذا التطوّر لهذه العلاقة قد يتعب من القيود التي كبّل بها شخصيته في تعامله، أمّا إن كانت العلاقة مؤقتة، وغير دائمة، وثابتة في محلها دون أي تطور، هنا على الشخص أن يبقى محتفظاً بتلك القيود، لأنّه لا يرغب بتطوير تلك العلاقة.
آلية التصرف بعفوية هناك من الناس من يجهل التعامل بطبيعية حتى مع الأشخاص الذين يتوجب التعامل معهم كذلك، وآلية التصرف بطبيعية يجب أن تظهر من خلال ما يلي:
الأقوال: يجب أن تظهر طبيعة الشخص من خلال أقواله، مع الآخرين الذين يرتبط بهم، فلا يتحدث إلا وفق ما تمليه عليه طبيعته، فلا يصطنع المزاح، وطبيعته جدية.
الأفعال: يجب على الشخص أن تكون تصرفاته، وأفعاله، ومواقفه في الحياة مع الأشخاص الذي يرتبط معهم ارتباطاً وثيقاً، وتشاركياً، متناسقة مع طبيعة شخصيته، فلا يضع نفسه ضمن إطار خارج إطاره في تصرفاته. السيطرة على الطبع الحاد: الشخص الذي يرغب بالظهور بطبيعته يجب عليه أولاً أن يعرف طباعه، ويميز الطبع الحاد، من الطبع العادي، لذلك عليه أن يسيطر على نفسه، فتعامله بطبيعته الحادة قد تنفر الآخرين منه. التدرج في إظهار الطبيعة: عند التعرف على أشخاص جدد يجب على الشخص أن يتدرج بإظهار طبائعه لهم، فقد ينفرهم عنه، لذا عليه أن يتدرج بإظهار تلك الطباع خاصة السلبية منها.
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي صحفي وفاعل جمعوي
[email protected] https://www.facebook.com/Omar.Dghoughi.officiel/