صنعاء نيوز/ محمد جبار - الكل يعلم أن من صفات القائد الناجح هي الشجاعة والإقدام ، فالشجاعة فضيلة عظيمة وخصلة حميدة فهي من أعظم مقومات الهمة العالية ، فالقائد الشجاع هو من يتحمل العناء والضيم والصعوبات في سبيل تحقيق النصرعلى الأعداء فيتواجد في مواقع الدفاع الأمامية لصد الخطر وقيادة المعركة ، وقمة الشجاعة هي بذل النفس دفاعاً عن الدين والأرض والعرض ، ولا تقتصر الشجاعة على الإقدام في ميادين الوغى فحسب ، بل هي أعم من ذلك حيث تشمل الشجاعة الأدبية في التعبير عن الرأي والصدح بالحق والاعتراف بالخطأ وبالرجوع إلى الصواب إذا تبين ذلك ، ولو راجعنا تاريخ أئمة وسلاطين التيمية الذين تسلطوا على عروش الدول الإسلامية لن نجد بقواميسهم أي من ذلك فلم نجد الصمود ولا الشجاعة في الحروب ولا البأس الشديد عند مواجهة الغزاة بل العكس نلاحظ الجبن والخنوع والخضوع والهروب من المعارك وتسليم المدن للغزاة والميل للخيانة بالمسلمين ، ورغم هذا التاريخ الحافل بالمواقف المخزية الجبانة نجد كتاب التاريخ ممن ينتهج منهج التيمية الكثير ممن يدلس وينقل الأكاذيب التي يعمل سلاطينهم الجبناء الانهزاميون على اشاعتها كما حصل في حادثة التبرير لخوارزم شاه عندما هرب من مواجهة التتر في سمرقند وبخارى ، حيث أشارالمحقق الصرخي في المحاضرة الخامسة والأربعين من بحث ( وقفات مع ....توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ) إلى هذا الأمر , حيث قال : في النقطة 12 فيما نقله عن ابن الاثير: {{ أـ ثُمَّ رَحَلُوا نَحْوَ سَمَرْقَنْدَ وَقَدْ تَحَقَّقُوا عَجْزَ خُوَارَزْم شَاهْ عَنْهُمْ ، وهنا ينبه سماحته }: كما أخبرتكم سابقاً إنه هرب وترك المسلمين وبلدانهم لمصيرهم المشؤوم وهذا أثبَتَه واقع الحال، بينما ابن أثير نقل الأكذوبة التي أشاعها خوارَزم بأنه ذاهب لكي يَجمع المقاتلين والعَوْدة بهم لقتال التتر، وقد تحقّق التّتار وتيقّنوا عجزَ خُوارَزم عن مهاجَمَتهم!!
ب ـ وَاسْتَصْحَبُوا مَعَهُمْ مَنْ سَلِمَ مِنْ أَهْلِ بُخَارَى اُسَارَى، فَسَارُوا بِهِمْ مُشَاةً عَلَى أَقْبَحِ صُورَةٍ، فَكُلُّ مَنْ أَعْيَا وَعَجَزَ عَنِ الْمَشْيِ قَتَلُوهُ،
جـ ـ فَلَمَّا قَارَبُوا سَمَرْقَنْدَ قَدَّمُوا الْخَيَّالَةَ، وَتَرَكُوا الرَّجَّالَةَ وَالْأَسَارَى وَالْأَثْقَالَ وَرَاءَهُمْ، حَتَّى تَقَدَّمُوا شَيْئًا فَشَيْئًا لِيَكُونَ أَرْعَبَ لِقُلُوبِ الْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا رَأَى أَهْلُ الْبَلَدِ(سمرقند) سَوَادَهُمُ اسْتَعْظَمُوهُ.
د ـ فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّانِي وَصَلَ الْأَسَارَى وَالرَّجَّالَةُ وَالْأَثْقَالُ، وَمَعَ كُلِّ عَشَرَةٍ مِنَ الْأَسَارَى عَلَمٌ، فَظَنَّ أَهْلُ الْبَلَدِ أَنَّ الْجَمِيعَ عَسَاكِرُ مُقَاتِلَةٌ، وَأَحَاطُوا بِالْبَلَدِ وَفِيهِ خَمْسُونَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ مِنَ الْخُوَارَزْمِيَّةِ، وَأَمَّا عَامَّةُ الْبَلَدِ فَلَا يُحْصَوْنَ كَثْرَةً،
هـ ـ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ شُجْعَانُ أَهْلِهِ، وَأَهْلُ الْجَلَدِ وَالْقُوَّةِ رَجَّالَةً، وَلَمْ يَخْرُجْ مَعَهُمْ مِنَ الْعَسْكَرِ الْخُوَارَزْمِيُّ أَحَدٌ لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ خَوْفِ هَؤُلَاءِ الْمَلَاعِينِ، فَقَاتَلَهُمُ الرَّجَّالَةُ بِظَاهِرِ الْبَلَدِ فَلَمْ يَزَلِ التَّتَرُ}}
من هنا يتضح ما بينه السيد الأستاذ { أن جُندُ خُوارَزْم لا عقيدة لهم إلا عقيدة السلب والنهب والتخريب والسبايا والنساء، فإذا فقدوا هذه المكاسب فإنهم لا يقاتلون بل يهربون كما هرب سلطانهم الإمام خُوارَزم بعد أن غدروا غدرتهم بتجار التّتر فَوَرَّطوا المسلمين وأوقعوهم في مُضِلّات الفتن في قتل وسبيٍ وهلاك واِبادة ودمار، وكما يفعل المارقة الدواعش الآن فتسببوا في تدمير البلدان وقتل وتهجير العباد }. |