صنعاء نيوز منصور القحطاني -
أول مهمة للإعلامي يجب أن تكون محاولة رفع سقف الحرية حتى يمارس دوره باستقلالية ويتحدث بصراحة عما يختلج في صدره!، فيكون قد أدى رسالته التي يؤمن بها، ويكون قد قدم خدمة جليلة للمجتمع، لكن ثمة نافذون وكتاب في إعلامنا كل همهم هو الضغط على سقف الحرية من الأعلى حتى يهبط!، مع أنهم المبشرون بالحرية..!
فعندما قال الشيخ عوض القرني بأن هناك من المثقفين من لا يريد الانتخابات، رد عليه الكاتب محمد الساعد وقال إنه بالفعل لا يريدها لأنها ستأتي بأمثال عوض القرني وأنه من حقه أن يختار من يشاء!، فهل يقصد الساعد بأنه ليس من حق الأغلبية أن تختار من تشاء إلا بعد أن تتم إعادة أدلجة المجتمع واستنبات الثقافة التي تناسبه مثلاً؟، وعندما أنتقد الكاتب إبراهيم السكران الديوان الملكي هاجمه يحيى الأمير زاعماً بأنه أساء الأدب!، وعندما همت وزارة الإعلام بإخراس الناشر الإلكتروني دافع بعض الكتاب عن قرارها!، وعندما أعدت الإعلامية هدى الحامد برنامجاً لا يمكن أن يوصف بالجرأة إلا في بيئة لا تقيم وزناً لا لحرية التعبير ولا لقضايا المجتمع الأكثر إلحاحاً فصلت من عملها!، وعندما ينتقد بعض الكتاب اليوم قرار الأمير خالد الفيصل نجد من يعبر عن امتعاضه من هذا النقد..!
نحن لا نطالبهم بأن يسألوا خالد الفيصل من أين لك هذا؟، لا نطالبهم أن يسألوه أي سماء أمطرت عليك ذهباً؟، وأي صدفة فجرت لك الأرض ينبوعاً؟، ولا نطالبهم أن يسألوه من أين حصلت على هذا المنصب الإداري الذي تتقاضى عليه راتباً ضخماً من مالنا العام؟، لا نطالبهم أن يتحققوا من سيرته الذاتية!، ولا عن كفاءته الإدارية؟، ولا نطالبهم بأن يسألوا خالد الفيصل كيف أصبح الشاعر الرسام الخيال الصقار ملهب الفكر والبطل الأسطوري!، لا!، حاشا لله!، لا نقصد هذا!، فربما لازالت كل هذه خطوط حمراء، وحقول مفخخة بالألغام!!، ولكن نريدهم فقط إذا عجزوا عن المساهمة في رفع سقف الحرية أن يتركوها ترتفع من تلقاء نفسها!، أن لا يعرقلوا حركة التأريخ، وأن لا يجهضوا جهود الآخرين..!، أو على الأقل أن لا يزعموا بأنهم أصحاب الحرية..!
خالد الفيصل ليس نبياً معصوماً!، ولا زعيماً روحياً أو رمزاً دينياً يتعاضد من أجله الأتباع والمقلدة!، ولكنه يملك من المال والسلطة ما يجعل البعض يتردد في نقده خوفاً أو طمعاً!، رغم أن جميع الأمم المتحضرة لا تنظر للنقد بوصفه تطاولاً أو إساءة!، ولكننا نفعل!، ولأننا أمة متخلفة فإنه يتوجب علينا أن نتدرج في ترقي سلم الحرية درجة بعد درجة حتى نخرج من هذا الحضيض الأوهد!، حتى نلتحق بركب الحضارة والتقدم، حتى نبني وطناً قوياً متماسكاً، حتى نحافظ على هويتنا وثقافتنا ونحولها منبعاً للحضارة عوضاً عن ثقافة الاستنبات والتقليد واستهلاك الثقافات الأخرى!، وجزء كبير من هذه المسؤولية يقع على عاتق الإعلام!، ولكنه لا يقوم بها!، ولا يريد من الآخرين أن يفعلوا..! |