صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي -
رغم تفاخر البعض بقدرتهم على مصارحة الآخرين بطريقة مباشرة من دون الاكتراث لمشاعرهم بحجة إن ما في قلوبهم تنطق به ألسنتهم وان المجاملة قناع لا يبين حقيقة الأفراد ويجعلهم دائما في وضع مرضي عنه، إلا أن الغالبية يصفونهم بالأناس الذين لا يمتلكون ذرة من الذوق واحترام أحاسيس ممن يحيطون بهم، وخصوصا عندما تكون صراحتهم مفرطة جاعلة الأشخاص ينفرون منهم ويعتبرونهم مصدرا للإزعاج وخلق المشاكل، مشيرين إلى أهمية أن تكون الصراحة ضمن حدود المعقول وبشكل يكون في مصلحة الآخرين.
يكون حذراً وأرى «انه يجب على الشخص المتصف بالصراحة والذي لا يستطيع الاحتفاظ برأيه الشخصي بداخله مهما بلغت جرأته أن يكون حذرا في طريقة البوح بالأمور التي يراها على الآخرين ولا تعجبه» مرجعا السبب «إلى أن أفراد المجتمع ينقسمون إلى فئات في مدى تقبلهم لوجهة نظر الآخرين في أمور وأعمال يتصفون أو يقومون بها فهناك ممن يتصفون بالشخصية القوية وهم بلا شك لا يتأثرون أما ذوي الشخصيات الضعيفة فهم أكثر عرضة للإحباط».
وأضيف «فعلى سبيل المثال مواجهة الفرد سواء بحقيقة أو الافتراء عليه أمام مجموعة سيؤدي بالتأكيد إلى نفوره وانفعاله ونشوب خلافات لم تكن في الحسبان، وهذا ما يؤكد على أن تكون الصراحة ضمن حدود ومقبولة وتحقق المصلحة، وإذا تطلب الموقف للمجاملة قليلا فلا مانع في ذلك حتى لا يشعر الفرد بالإحباط».
وأكمل «انه من بين المواقف الصريحة التي قد تواجهها في حياتك هو عند قيامك بشراء سيارة جديدة، حيث تفاجأ أحد أصدقائك عندما يرآها بأنها نوعية غير جيدة من السيارات» معتقدا «أن الصراحة المبالغ فيها من قبل بعض الأشخاص قد تكون نابعة عن حسد وغيره وإحباط للآخرين الذين يعيشون حالا أفضل منهم».
الصراحة راحة وأذكر «إن الصراحة راحة، وهي عبارة شائعة في المجتمع وتدل على أهمية أن يكون الشخص صريحا ولكن ضمن حدود وبشكل يحقق المصلحة للطرف الآخر الذي يعاني من أمور سلبية لا يشعر بها، وبالتالي من المفروض على الأشخاص الذين يكنون المحبة والمعزة له أن يوضحوها له».
وأؤكد «على أهمية أن تكون مصارحة الأفراد تدريجية ولا تسبب الإحراج له وعلى انفراد، حتى لا يؤثر ذلك سلبا على نفسيته» مبينا «أن الأشخاص الذين لا يتحكمون بألسنتهم بحجة الصراحة يمكن تصنيف صراحتهم إلى نوعين المحرجة وغير المحرجة» مدللا على ذلك «إنه لو وصف أحدهم صديقا لك بأنه لا يلتزم أبدا بمواعيده مع الآخرين ولا يكون حاضرا في الوقت المحدد للقاء، فيمكن الإطلاق على هذا الموقف بأنه صريح وغير محرج في ذات الوقت، أما لو بين له انه لا يمكنه أن يؤمنه على سر باعتباره شخصا غير أمين في حفظ الأسرار، فهنا بالتأكيد ستكون الصراحة محرجة وغير مقبولة».
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي صحفي وفاعل جمعوي
[email protected] https://www.facebook.com/Omar.Dghoughi.officiel/