صنعاء نيوز/سجاد تقي كاظم -
رسالة السيد السستاني الأخيرة.. بخصوص (كركوك).. فيها شقين.. احدهما اخطر من الاخر، يرجى الانتباه لهما:
الشق الاول: حذر فيها من استهداف الأكراد .. وطالب (بحمايتهم بكركوك والمناطق الاخرى).. وهي (ادانة في حقيقتها).... وكذلك تعتبر توجيه اصابع الاتهام (لمليشة الحشد).. وتصريح السستاني يعتبر (كارت احمر) بوجه الحشد الشعبي.. لمن يعي (ما بين السطور).. ومن (ينظر لابعد من انفه)..
وخاصة ما ورد للمرجعية.. من (اعدام اكراد على الهوية، وسرقة المنازل، واهانة رموز الكورد، وحرق العلم الكوردي واهانته، واعتقال ائمة جوامع سنية من قبل مليشيات واخذهم لجهات مجهولة.. ونزوح عشرات الاف من العوائل الكوردية من منازلها هربا.. الخ).. وهذا ما سوف يؤدي بالضرورة لتفجير (صراع طائفي) يعطي (بعدا ليس فقط قوميا للقضية الكوردية، بل بعدا طائفيا سنيا).. وهذا لعب بالنار، قد يؤدي لاضعاف الحركة القومية الكوردية وصعود وبروز الحركة الطائفية بديل عنها، لتتعقد الازمة).. كما حصل بعد سقوط النظام البعثي القومي العربي لصدام، وملئت القاعدة وداعش للفراغ بين السنة العرب .. فالمرجعية تدرك (بان الجيش بكركوك سيحصر الصراع بين المركز والاقليم، ولكن دخول الحشد سوف يعطي بعدا طائفيا ينتقل كالنار بالهشيم).. وهذا ما ورد بالشق الثاني.
فالشق الثاني: برسالة السستاني (لم تعتبر دخول الحشد انتصار).. حيث في رسالته بخطبة الجمعة.. ورد فيها (قائلًا إن "انتشار الجيش والشرطة في كركوك هو انتصار ).. ولم (يورد الحشد).. (ليتبين ان السستاني يعتبر دخول الحشد لكركوك هو انتكاسة).. بحد ذاتها.. (علم بان المرجعية تتجنب ذكر مصطلح الحشد منذ سنوات ولحد الان.. ولا تربط نفسها به).. وخاصة لعلمها بان مليشة الحشد تجهر بولاءها لزعيم دولة اجنبية (خامنئي) القائد العام للقوات المسلحة الايرانية حسب الدستور الايراني، وولاءها لنظام اجنبي (نظام ولاية الفقيه) بطهران الذي لا تعترف به المرجعية، بعدم اعترافها بنظرية بدعة ولاية الفقيه نفسها.
فالمرجعية تعي بان (الدعم الشعبي الشيعي للحشد ضد داعش).. كان مبررا.. ولكن (استهداف الكورد) من قبل (مليشية الحشد).. مع تعاطف شرائح اجتماعية (شيعية) لهذا الاستهداف.. يخرج الأمور عن سياقاتها.. ويدخل الشيعة بمتاهات خطيرة.. تدرك المرجعية مخاطرها المستقبلية.. وخاصة ان ما يجده المتابعين.. بان شعار الشيعة المناهضين منهم لاستقلال كوردستان.. هي (اللي ما ينجح بنهوض نفسه .. عليه ان يفشل مشاريع الآخرين).. وهذه رسالة (شيعة ماما طهران بالحكم.. الذين افشلوا اي نهوض بوسط وجنوب.. فيعملون اليوم لإفشال كردستان بدءوها باجتياح كركوك).. لذلك المرجعية (اصدرت بيان قبل ايام تدعو فيه للحفاظ على مكتسبات كوردستان).. لادراكها الحقد والكراهية بنفوس القوى السياسية ببغداد المعادين للاكراد.
وكذلك لادراك الواعين.. بان (الطرف الغريب الوحيد) بكركوك والموصل.. (هم العرب الشيعة بمليشية الحشد).. فبدل ان يتبنون شعار (يا غريب كن اديب).. نجد تجاوزات واستهدافات تخرج الشيعة من الصورة التي يريدها الخيريين لهم.. فمنطقة كركوك منطقة صراع (بين الكورد والتركمان).. (وهناك من يريد جعل التركمان بسمار جحى لتدخل الغرباء بكركوك كمليشة الحشد).. اي ما دخل الشيعة العرب بكركوك.. (الا اللهم اطماع سياسيي شيعة ماما طهران.. بحقول نفطها).. واجندات ايرانية تركية تمرر عبر (دماء الحشد الشعبي).. التي تزج بحروب بالنيابة عن ايران وسليماني.
وكذلك لاستشعار الشيعة العرب.. لتساؤلات تطرح ( ما هي وجهة الحشد الشعبي القادمة بعد المثلث السني وختمها بالموصل، وكوردستان وبدءها بكركوك والمناطق المتنازع عليها)؟؟ وخاصة ان النظام الايراني بالفترة الاخيرة.. يروجون لشخوص لتحل محل السيد السستاني، من الموالين لايران ونظام ولاية الفقيه، التي لا تطرحها مرجعية النجف، مما يشير لمخاطر (بيت ندوة جديدة) هذه المرة.. (لتصفية السستاني).. وتصوير (وفاته اما طبيعية.. او القاء التهمة لجهة تريد ايران تصفيتها بين الشيعة)..
فايران تنوي تصفية اي معارضة لها بين الشيعة العرب من اتباع المرجعية التي لا تطرح بدعة ولاية الفقيه.. بعد غرور ايران بان عملاءها من مرتزقة الحشد كسروا السنة بالموصل والمثلث الغربي، وكسروا الاكراد بكركوك، فلم يبقى غير (الشيعة العرب) انفسهم لتوجه لهم مليشيات الحشد الايرانية الهوى عراقية التمويل، لتقوم بتصفية كل المعارضين لهيمنة ايران على وسط وجنوب منطقة العراق.
وننبه بان المتابعين يدركون بان بالسنوات الماضية: (لم تحصل اي عملية قتل على الهوية للشيعة بكوردستان، ولم يسمح الكورد بان تصبح كوردستان موطئ قدم لتنظيم القاعدة وداعش). فهل رد الجميل من الشيعة هو بقتل الكورد على الهوية بكركوك.. وكذلك يتخوف الواعين من الشيعة بان الغد سيكون الشيعة العرب هم ضحايا الحشد، فلم يترك سياسيي شيعة ماما طهران ومليشياتهم للمكون الشيعي صاحب ولا صديق لا في منطقة العراق ولا في خارجه.. بعد ان فرضت ايران وصايتها عليهم قسرا.
وهناك خمسة سيناريوهات لنهاية الحشد الشعبي، بالوقت الحاضر:
1. فتوى من السستاني بحل الحشد الشعبي.. (وهذا من حسن حظ الشيعة).. اذا ما صدر ذلك... (للحد من تغول مليشية الحشد).. ولكن سوف يواجه (قانون الحشد .. الذي شرعته الاحزاب التي لديها اجنحة عسكرية داخل الحشد).. (وكذلك نوري المالكي الذي صرح بان الحشد هو من اسسه.. قبل صدور الفتوى السستاني بيومين).. (اي يطرح المالكي نفسه هو من اسسه الحشد وليس السستاني)..
2. يواجه الحشد.. مصير شبيه مصير داعش.. او.. جيش مهدي.. .. لتحد من اندفاعه ومغامراته.. وتنهي اذرع ايران العسكرية بالعراق المتمثلة بفرع الحرس الثوري فيه (مليشية الحشد الشعبي).. وقد تكون (كركوك) مستنقع الحشد مستقبلا.. (كركوك اصبحت ساحة لكبح جماح البرزاني.. باجتياحها من مليشة الحشد وجيش بغداد، وبنفس الوقت قد تتغير الاوضاع بشكل سريع.. لتصبح كركوك والمناطق المتنازع عليها.. (فخ ومستنقع لمليشية الحشد نفسها).
3. تقوم الحكومة بحل هيئة الحشد الشعبي، والقيام بحملة عسكرية ضد المليشيات الموالية لايران والتي تجهر بذلك.. (كصولة الفرسان).. التي ادت (لتجميد مقتدى الصدر للحشد الشعبي).. بشكل فعلي بعد هزيمة المليشيات الصدرية.
4. قتال شيعي شيعي.. بين (مليشة الحشد وفصائل الكفائيين).. اي (بين الفصائل التي تطرح ولاية الفقيه الايرانية، وبين فصائل لا تؤمن بذلك).. ومخاطر ذلك قد تصبح البصرة كحلب والعمارة كالموصل بدمارها، والكوت كالفلوجة بخرابها.
5. تغير دراماتيكي .. بنظام الحكم بطهران نفسه.. مرتبطة بما اعلنه ترامب بإستراتيجية الاخيرة.. فتنتهي بالمحصلة مليشيات النظام الايراني خارج ايران.. التي سوف تفقد الدعم لها، فاستراتيجية ترامب تقوم على دعم قوى المعارضة لنظام الحكم .. ودعم الحريات في ايران.. اي (ضرب عشش الملاللي) بعقر دارها بطهران.. خاصة لادراك امريكا.. الحقائق التالية:
- ايران قوتها تستمدها باضعاف دول المنطقة، فايران تجعل دول المنطقة.. مجرد ساحات وجبهات، فيكون لايران قوات رديفة لجيوشها .. الحوثيين باليمن، الحشد بالعراق، حزب الله بلبنان، ويكون لها احزاب وتنظيمات تعلن جهارا ولاءها للنظام الحاكم بايران وتبايع حاكم ايران كوالي على دولهم ولا يخفون ذلك، واضعاف القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية ايضا بتلك الدول، لتجعلها سوق استهلاكية لبضائع ايران الزراعية والصناعية والخدمية الرديئة التي تصدرها لتلك الدول، وغسل ادمغة الشعوب بان لا قيام لهم الا بقادة ايران كسليماني، ونشر الكراهية وشعارات العداء ضد دول وشعوب، وتوجيه الاتهامات يمينا ويسارا بدعم الارهاب لتقدم ايران نفسها وحدها من يحارب الارهاب بشكل مثير للاشمئزاز، في وقت كل الاتهامات موجهة للنظام الايراني نفسه بدعم الجماعات الارهابية ونشر الكراهية بالعالم)..
- استراتيجية امريكا ايضا قائمة على ادراك.. ان (المعارك مع اذرع ايران لا تحصل داخل المدن الايرانية كطهران واصفهان وشيراز.. بل في المدن اللبنانية والسورية والعراقية واليمنية.. وهذه المدن من تدمر ويقتل اهلها ويهجرون وينزحون ويسفك دماءهم.. واذرع ايران ايضا ليسوا ايرانيين اساسا بل مرتزقة من شعوب تلك الدول.. يمولون من ميزانيات تلك الدول وشعوبها.. كميزانية بغداد لهيئة الحشد الشعبي الموالية لايران.. والحوثيين من ميزانية اليمن.. اي اضعاف النظام الايراني لن تتحقق اذا لم تضرب عشش النظام الايراني داخل ايران نفسها).
- الحرس الثوري الايراني.. يمول نفسه بالاتجار بالمخدرات ايضا.... فاينما تحل ايران يحل انتشار المخدرات، كما في وسط وجنوب منطقة العراق.. الذي تعترف الحكومة ببغداد نفسها، بان المخدرات تنتشر عبر ما يهرب بكميات ضخمة من ايران.. بدون اي عقبات، مقابل قيام ايران بتخفيف العقوبات عن المتهمين بتهريب المخدرات، يتزامن معها، وضع عقبات قانونية امام التجارة بالمشروبات الكحولية بالعراق، للترويج للمخدرات كبديل عنها.. وما ذكرناه من حقائق، نفسه يحصل بلبنان وسوريا واليمن واي منطقة يحل بها الحرس الثوري المشؤوم الايراني..
من كل ذلك نؤكد للمرجعية بالنجف وللسستاني تحديدا.. بان الحل الوحيد هو باستقلال كوردستان .. وتبني خرائط جديدة للمنطقة.. واهمها حق الشيعة العرب بدولة لهم من الفاو لسامراء.. مع بادية كربلاء النخيب وديالى، لا ان نكون حراس لخرائط الاستعمار القديم سايكس بيكو.. لنحرم شعوب ومكونات من حقها بحق تقرير المصري.. وخاصة ان حدود المنطقة رسمت ببداية القرن الماضي بايادي ليست محلية، بل بأيدي قوى استعمارية.. فنتج عن ذلك حدود كيانات سياسية "دولة مصطنعة" حدودها (خلق الفوضى بضم المتنافرات).. وليس رسم حدود (فك الازمات) بفرز المتناقضات الديمغرافية..
وكذلك ننبه السيد السستاني بان ازمة منطقة العراق ليس (انه موحد يراد تقسيمه، بل مقسم يراد توحيده قسرا) وتذكر بكل العقود الماضية .. (الجيش والشرطة) من كانت بكركوك وكوردستان وعموم منطقة العراق، والازمات والحروب والمقابر الجماعية والكوارث هي هي.. لتتفاقم الازمات سنة بعد سنة.. فنتج عنها داعش والقاعدة ومليشة الحشد وجيش مهدي .. الخ من المليشيات والجماعات المسلحة الصنمية الدموية. . اي كل يوم يمر على العراق "موحدا قسرا" يصبح العالم اقل امنا.. وليثبت حقيقة بان (العالم اكثر امنا بلا دولة مصطنعة باسم العراق).. فالعراق ليس فقط مشروع لدولة فاشلة، بل مشروع لدولة لم تتحقق ولن تتحقق منذ عام 1921 لحد اليوم.
............................
واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق).... بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:
|