صنعاء نيوز/ عبدالله الصعفاني -
مازلت احفظ بعض عبارات من خطابات الشهيد ابراهيم الحمدي عن ظهر قلب ..مثل قوله في إحدى المناسبات (هناك أناس يقلقون ولا ندري مالذي يقلقهم.. هل المشاريع التي شيدناها والطرق التي عبدناها هي التي تقلقهم..؟ لا أدري. هل بناء دولة النظام والقانون هو الذي يقلقهم..؟ لا أدري.. إنهم لا يقلقون إلا على مصالحهم الشخصية..)
وعندما قتلوه واخيه ربطت وزملائي طلبة مدرسة الثورة بالحديدة سواعدنا بالقماش الأسود تعبيرا عن الحزن الشعبي المريع.. وكذلك فعل طلبة المدارس ..والسر في الاستقبال الحزين والغاضب لفاجعة استشهاده على مستوى اليمن بشطريه أن الحمدي كان صاحب قضية ومشروع ..وكان خطيبا مفوها ويتمتع بكارزمية .. فضلا عن كونه جاء بعد فترة جمود سياسي وتنموي لم تكن اليمن فيها تذكر في نشرات الأخبار لابخير ولاحتى بالشر..بالإضافة الى ان ظهوره جاء بالتزامن مع بدايات الطفرة النفطية في منطقة الخليج ماساعد افكاره التنموية التعاونية على البروز..
وشخصيا كان يزعج طفولتي وأنا أتابع بفضول وحماسة الأخبار والبرامج العربية ان اليمن لايذكر بخير ولاحتى بشر في اذاعات مثل ال b.b.c او صوت العرب او اذاعة الكويت دون جدوى..
واليوم.. لم يبقى من حزني سوى الانزعاج من طريقة تعاطيه الساذجة مع الوفاء بشروط سلامته كرئيس بسيط الأستدراج الى قتله واخيه وهو الذي هاجم مراكز النفوذ وقوى الاحتكار والظلم والفساد بخطابات لافتة..ثم هذا التباكي السياسي الاعلامي الأقرب الى الكيد الفاجر منه الى الانصاف للرجل المغدور..
من يوم مقتله وحتى الأن.. جاءت انظمة ورحلت انظمة ولم تطرح اي قيادة سياسية او متباكية اي فكرة عملية تترجم فيها الرغبة في تخليد ذكراه.. مثل تبني افكاره التصحيحية أوحتى بناء نصب تذكاري للرجل.. ولو من باب الضحك على الذقون..
ماحدث ويحدث هو فقط استخدام اسم الحمدي للمكايدة ..حدث هذا من المعارضة قبل ربيع الخيبة في العام 2011 وبعد وصولها الى السلطة.. ونرى المزايدة تتجدد الأن بالكثير من صور الكذب والتدليس والمخاتلة.
هيا خلونا نشاهد مجسما للحمدي او اي مناضل حقيقي خدم اليمن في ميادين المدن اليمنية ..فقط تباكي تمساحي مناسباتي للكيد لفلان أو التعريض في علان..
حتى الحزب الناصري الذي صدع الرؤوس بحكاية ناصرية الحمدي أنهى مخاض مزايداته فولد عبد الملك المخلافي الذي من ابرز مشاهدات جهوده في صف العدوان على بلده هو تخريب محافظته الحالمة و مباركته للعدوان على اليمن.. وهاهو يتبنى الدفاع عن استمرارية اغلاق مطار صنعاء بصورة لو قام عبد الناصر من قبره لبكى وقال: اعيدوني الى تحت التراب.. الله لايوفقكم..
ماأقبح المزايدات عندما تتحول الى قاعدة فاسدة..ويتحول معها الصدق والنبل والإنصاف إلى اشبه بأطفال يتجرعون الإنتهاك على أبواب اللئام. |