صنعاء نيوز/ حاورها: عمر دغوغي الإدريسي -
صنعاء نيوز - حاورها: عمر دغوغي الإدريسي
طبيبة أخصائية في طب وجراحة الأسنان، خريجة الجامعة الأردنية بعمان سنة 1996، وبجتمعة محمد الخامس بالرباط سنة 1999،صاحبة أول أطروحة دكتوراه في طب الأسنان باللغة العربية والفرنسية، صاحبة عديد من الشواهد تكوينية لها علاقة بمجال الطب الأسنان التجميلي، علاج العصب وتقويم الأسنان، دكتورة تهتم بمرضاها وتعطي لكل مريض حقه في العلاج وهذا راجع كله لكونها لا تتعدى عدد معين مبدئه الجودة وليس الكم وبمعايير عالمية، دكتورة متميزة ومتفانية في عملها وتحب إتقان ما تعمل، إنها الدكتورة حسناء الشريف الكتاني.
هل يمكنكم دكتورة تعريفنا أكثر حول مرض "الأملغم"؟
هناك كيميائي أمريكي ألف كتابا سنة 1999 ما أسماه "مرض الأملغم"، هذا المرض يصيب جسم بعض الأشخاص الأكثر قابلية(تجدر الإشارة إلى أن للعامل الوراثي دور مهم في هذا) بسبب التسمم ببخار الزئبق الذي ينبعث من حشوات الأسنان عند تعرضها للاحتكاك أثناء مضغ الطعام أو شرب المشروبات الساخنة أو التعرض لترددات مغناطيسية عالية، كالتي تنبعث من أجهزة الواي فاي أو "إم-إر-إي.
الزئبق معدن ثقيل شديد السمية قادر على إيذاء الجهاز المناعي لدى الإنسان والتسبب بأمراض نفسية وعضوية مختلفة.
من خلال تجربتكم الطويلة في الطب الأسنان هل صادفتم حالة معقدة لعلاج "أملغم"؟
صادفت حالة لشاب يبلغ من العمر 26 سنة، وكانت لديه أكثر من 10 حشوات أملغم في أسنانه ، راجع عيادتي فقط لأن الحشوات لم تعد تعجبه، وبالفعل بدأنا في إزالة الحشوات وعندما وصلنا إلى الحشوة الأخيرة بادر بسؤالي: يا دكتورة هل للحشوات الفضية علاقة بالصداع؟فقلت له لماذا؟ قال لي، لأنك عندما شرعت في نزع حشواتي ذهب مني الصداع تماما بعدما كنت أتناول المسكنات كما آكل الفول السوداني.
ما هي بعض الأعراض المرتبطة بهذا المرض؟
مثال عليها: الصداع المزمن, آلام المفاصل, الاكتئاب, العياء الشديد, الأرق, الاختلالات الهرمونية والعقم في بعض الأحيان, المشاكل في الجهاز الهضمي "كالإسهال المزمن" وغير ذلك.
كيف يتكون هذا المرض داخل الأسنان، وهل يشكل خطرا على صاحبه؟
هذا المرض يصيب جسم الإنسان ولا يصيب أسنانه، لأن الزئبق باختصار يقضي على المناعة فيتسبب بالأعراض السابقة الذكر أو بعضها تجدر الإشارة، إلى أن درجة الإصابة لها إرتباط بالقابلية الوراثية للإنسان، وإذا لم يعالج التسمم بالزئبق المنعث من هذه الحشوات فإنه قد يقتل الإنسان في النهاية.
هل هناك جهات أو مؤسسات رسمية تسهر على دعم ومحاربة مرض "الأملغم"؟
بعد البحث الذي أنجزته في أحد المجالات الصحية المغربية،خرج تقرير"لمركز مكافحة السموم واليقظة الدوائية" يحذر من انتشار الزئبق في الغذاء وخاصة الأسماك.
لكن هذه التحركات تبقى محتشمة وتحتاج إلى كثير من الدعم، نحن أطباء الداعين إلى "طب الأسنان خال من الزئبق" نعول على الإعلام في نشر الوعي وتثقيف المجتمع.
كيف يمكن تشخيص وعلاج هذا التسمم؟
أسهل وسيلة للتشخيص تكون بأخذ عينات من شعر فروة الرأس وإرسال إلى مختبرات خاصة لتحليل تركيز المعادن الثقيلة فيها.
ما هي الشريحة الأكثر تضررا ببخار الزئبق؟
أطباء الأسنان هم أكثر الناس احتكاكا ببخار الزئبق بكم تعرضهم له يوميا أثناء وضعه في الأسنان وانتزاعه بصفة خاصة لهذا هم الأكثر تضررا ويأتي بدرجة الثانية المريض الذي يستنشقه أثناء نزعه.
كلمة الأخيرة لكم دكتورة حسناء الشريف الكتانيٍِِِ؟
أتمنى أن تتكاثف الجهود من أجل نشر الوعي بمخاطر التسمم بالمعادن الثقيلة خاصة لأنه أخطرها.
أتمنى من زملائي أطباء الأسنان أن يتخذوا احتياطات اللازمة أثناء نزعهم للأملغم، لعدم تعريض أنفسهم أولا للخطر ثم المريض.
أتمنى من زملائنا الأطباء أن يضيفوا ضمن تحاليلهم في الوصفات الطبية تحليل المعادن الثقيلة في الجسم، لكي لا يقعوا في خطأ معالجة الأعراض دون معالجة الأسباب فلا يأتي الشفاء أبدا.
أتمنى من الأطباء المختصين في التحاليل الطبية أن ينفتحوا على تحاليل الشعر لمعرفة تركيز المعادن الثقيلة في الجسم، وللتسهيل على المواطن وتفادي ضرورة إرسال التحاليل إلى الخارج بكلفة أكبر.
أتمنى من الصحافيين والإعلاميين أن يقوموا بنشر الوعي بين الناس ليتجنبوا الحشوات الفضية للأسنان ولا يزيلونها بطريقة عشوائية فيقعوا فيما كانوا يخشون.
وأخيرا أتمنى من هيئة أطباء الأسنان أن يقوموا بإقناع البرلمان بضرورة المصادقة على حظر الزئبق في جميع الصناعات وخاصة "الأملغم" كما جاء في اتفاقية ميناماتا التي وقع عليها المغرب سنة 2013 ليتم التفعيل.
حاورها: عمر دغوغي الإدريسي صحفي وفاعل جمعوي
[email protected] https://www.facebook.com/Omar.Dghoughi.officiel/