صنعاء نيوز/ عبد الباري عطوان - الأمير محمد بن سلمان يؤكد ان حرب اليمن ستطول لانه لا يريد “حزب الله” آخر في جنوب المملكة.. ماذا يعني هذا الكلام؟ وهل اجتماع رؤوساء اركان مصر والسعودية والامارات والأردن الى جانب نظيرهم الإسرائيلي للتخطيط لحرب أخرى في سورية ولبنان؟ وهل ستكون خطوة لجر ايران؟
الفقرة الأهم في مقابلة الامير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لم تكن تلك المتعلقة بإقامة مدينة استثمارية كبرى بمبلغ يصل الى نصف تريليون دولار على الحدود مع مصر والأردن الى جانب سورية، ولا عن الأزمة القطرية وتطوراتها، فقد كان مصيبا عندما قال ان هذه الأزمة صغيرة جدا جدا جدا، لانها ليست من أولويات المملكة حاليا، والاستراتيجية الجديدة تقوم على اطاحة امد هذه الازمة لاطول فترة ممكنة، لان السعودية وحلفاءها في دول التحالف ليسوا الخاسرين فيها على الاطلاق، وانما دولة قطر التي كلما طالت الازمة، زادت خسائرها.
القضية الأكبر التي وردت في حديث الامير بن سلمان في قوله “الحرب في اليمن ستستمر لمنع تحول الحوثيين الى “حزب الله” آخر على حدودنا الجنوبية”، وهذا يعني ان هذه الحرب لن تتوقف من خلال مفاوضات ترضي جميع الأطراف، وتشكل مخرجا من الأزمة، وإنما حتى يتم “اجتثاث” حركة “أنصار الله” الحوثية كليا في اليمن، سواء بنزع سلاحها طوعا، وهذا لن يحدث، او من خلال هزيمتها عسكريا، وهذا أمر مشكوك فيه على المدى القصير على الأقل، فاذا كانت الحرب في اليمن ستستمر للقضاء على خطر الحوثيين وسلاحهم، فهذا يكشف عن الأسباب الحقيقة للحرب في اليمن، ومسألة عودة الشرعية اليه برئاسة عبد ربه منصور هادي كانت مجرد غطاء، لا اكثر ولا اقل.
***
هناك “فوبيا” في بعض دول المنطقة، ودولة الاحتلال الاسرائيلي على وجه الخصوص، اسمها “حزب الله”، باعتبار هذا التنظيم يشمل الذراع العسكري الضارب لمحور “المقاومة” الذي تقوده ايران، وبما ان ايران هي الهدف الأكبر في عين الاستراتيجية الامريكية في منطقة الشرق الأوسط، وتأكد ذلك من خلال وضعه على قائمة الاٍرهاب وفرض عقوبات جديدة عليه.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان اول من استخدم هذا التعبير، عندما قال انه لا يمكن ان يسمح لإقامة “حزب الله” آخر في قطاع غزة، ولا مصالحة الا بنزع سلاح حماس كليا، فالسلاح الشرعي الوحيد في نظره هو سلاح قوات الامن الفلسطينية التي تنسق امنيا مع الاحتلال الاسرائيلي.
افيغدور ليبرمان، وزير الحرب الإسرائيلي انضم بدوره الى السرب نفسه، واعلن ان الحرب القادمة ستكون ضد لبنان وسورية معا، وان الجيش اللبناني فقد استقلاليته وبات جزءا من “حزب الله”.
لا نستغرب، ولا نستبعد، ان يكون الاجتماع المنعقد في واشنطن بدعوة من رئيس هيئة الأركان الأمريكي، ويشارك فيه رؤساء اركان جيوش الاردن ومصر والسعودية والامارات، الى جانب غادي ايزنكوت، رئيس هيئة اركان الجيش الإسرائيلي، جاء لوضع خطة للحرب المقبلة ضد لبنان وسورية وحزب الله، تحديدا، لجر ايران الى حرب إقليمية أوسع تكون إسرائيل عمودها الفقري.
العماد جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني رفع رؤوسنا عاليا عندما انسحب من الاجتماع المذكور قبل ان يحدث بمجرد وجود نظيره الإسرائيلي، واثبت ان لبنان لا يمكن ان يقف الا في الخندق المواجهة لدولة العدوان.
***
لا نعتقد ان محاولة القضاء على “حزب الله” ستكون سهلة، وربما الشيء نفسه عن “انصار الله” الحوثية، في شمال اليمن، وعلينا ان نتذكر ان هذا الحزب قاتل إسرائيل اكثر من 15 عاما والحق بها خسائر ضخمة لم تستطع تحملها، واضطر الجنرال ايهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينها، الى الانسحاب عام 2000 من طرف واحد معترفا بالهزيمة.
“حزب الله” هزم إسرائيل مرتين، ولقن قوات المارينز الامريكية درسا قاسيا عندما فجر قاعدتهم في بيروت عام 1983، مما أدى الى مقتل 241 منهم، الآن الحزب اكثر قوة، واكثر خبرة، وبات لديه من الصواريخ والقذائف اكثر عشر مرات مما كان لديه في حرب 2006 التي فشلت فيها إسرائيل، وعلى مدى 33 يوما، ان تتقدم بضعة كيلومترات في جنوب لبنان.
أمريكا تجر العرب الى حربها ضد ايران ولمصلحة الكيان الإسرائيلي، وهنا قمة المأساة . |