صنعاء نيوز/ معاذ الخميسي -
يامحمد..
تزيدني فخراً حين تفوح رائحة نجاحاتك في أرجاء قلبي..فتعطر لحظاتي..وأيامي..وسنواتي..وتنثر بين مسافات عمري زهر الفل..والياسمين..وأنت الذي ذهبت إلى الأردن ذات خريف محملاً بطموح الإنتصار لذاتك..وأهدافك..ورجاءات من حولك تسبق خطواتك إلى من بيده الخير..والتوفيق..والنجاح..وثمة خوف وحيد أن تغلبك متاعب الغربة..وقسوة الفرقة..فتعود من حيث أتيت..وتخسر المنحة..وتفرط بالفرصة..لكنك غالبت اللحظات القاهرة..وغلبت الظروف الصعبة..لأنك كنت قريباً من الله..وحريصاً على أن تتعلم وتتفوق وأن لا تنسى في ظل متواليات الحياة الجديدة والبعيدة..العبادات..والطاعات..وهنا تتلخص الحكاية التي تحمل في طياتها تفاصيل مختلفة ومتنوعة تمتزح في رحلة أولها خوف وقلق..وبدايتها منعطفات ومفاجآت..وما بعدها صعاب ومتاعب..وفي نهاياتها مرح وفرح..منذ أن كان البكالوريوس..وبعد أن حضر الماجستير..والآن وأنت في الطريق إلى الدكتوراه..ولم يبق بينك وبين أن تحملها..لا أن تحملك..مسافة قصيرة..ستطويها بإعلان فوزك..وانتصارك..ونجاحك..وتفوقك..بنيل درجة الدكتوراه..وتحقيق الهدف الأسمى..والأمنية الأغلى..والدرجة الأعلى..بعد سنوات ذهبت كأنها أيام قليلة..وبقيت أنت حين اختصرت المسافات..وطويت العذابات..ونلت النجاحات..
يامحمد..
يكفي أن تكون في صدارة المكرمين على منصة التفوق بمعدلات الفخر والإعتزاز..وأن تتداولك الألسن..وأن يسبق صدى أسمك حين يتردد في قاعة التكريم تصفيقات ساخنة ترفض أن تهدأ..وأن تحفك من أقصى اليمين دعوات الأم التي تغسل عينيها في لحظة فارقة من الزمن بك وقد أصبحت رجلاً..ودكتوراً..ومتفوقاً..وأن تظل تسابيح الأقرب إليك من نفسك تلهج لله حمداً وشكراً..وهن إلى جوارك يمنحنك التفوق..والتوفيق..
يامحمد..
يكفي أن ينام والدك عبدالله محمد الحورش في قبره هانئاً..مطمئناً..وسعيداً مبتهجاً..لأنك تملأ ماحولك..حباً..ووداً..ونجاحاً..وتفوقاً..
يامحمد..
التهنئة لي بك أبعثها إلى حفلة صاخبة هناك في جهة اليسار حيث صوت النبض يحييني من جديد..! |