صنعاء نيوز/ نبيل العريقي -
تحدث العديد من الخبراء الاستراتيجيين في واشنطن ولندن وباريس وتل ابيب عن ضرورة تطوير استراتيجية عسكرية وسياسية واقتصادية هدفها تنفيذ مشروع متكامل ومدروس يسعى إلى إعادة تنظيم الشرق الأوسط وفق أسس تتواءم مع أهداف الاستراتيجية، باعتبار أن النجاح في إحداث تغيير جذري في الوطن العربي سوف يمثل نقطة انطلاق لإحداث التغيير المنشود في الرؤية الجديدة للاستراتيجية الامريكية الاوروبية الغربية الصهيونية في جميع دول المنطقة ،وبقدر وضوح خريطة طريق الحرب إلا أن الأمر يختلف بالنسبة لخريطة مابعد الحرب الأمر الذي يفسح المجال واسعاً أمام تعدد الاجتهادات في واشنطن حول المستقبل القريب لمنطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا الإطار هناك أكثر من نظرية متداولة في هذا الشأن ابرزها نظرية موازين القوى ،ونظرية النظام الإقليمي، ونظرية الحرية تتبناها مؤسسات بحثية مثل معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ومركز الدراسات الاستراتيجية المتقدمة في واشنطن وتل أبيب ،وتدعو هذه النظريات إلى تفكيك الشرق الأوسط وإعادة تركيبه على أسس قبائلية وطائفية وعشائرية ومذهبية على أن يتكفل عنصر موازين القوى بفرض التوازن المطلوب بين الكيانات والوحدات السياسية الجديدة في المنطقة وتقف الصهيونية والمأسونية العالمية بقوة وراء هذه النظريات..
نظرية الحرية:
تعد هذه النظرية من أخطر النظريات المعدة لتدمير الوطن العربي ،وترفض نظرية موازين القوى ونظرية النظام الإقليمي وتدعو إلى تنظيم المنطقة وفق قاعدة مبدأ الحرية وتقوم أهم محاور هذه النظرية على عدة أسس أهمها:
ـ التزام الإدارة الامريكية بمبدأ الحرية كدليل يقود السياسة الخارجية كبديل عن مبدأ الاحتواء ابان الحرب الباردة ،وتستهدف هذه النظرية توسيع نطاق الحريات الفردية في الشرق الأوسط فيما يخص الشئون السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع الضرورة في نفس الوقت التخلص من الأنظمة والقوى المعارضة للحرية سواءً كانوا أفراداً أو أنظمة أو منظمات..
ــ أما الأساس الثاني فيقوم على دعامتين هما ـ التدمير ـ ثم البناء ،والعدو المطلوب تدميره هنا عدو ايديولوجي في المقام الأول.. وأما عملية البناء فتقوم على نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط وماقد يحتاجه ذلك من تغيير بعض الأنظمة الحاكمة كما هو مطلوب من منطلق حمايتها للأمن القومي الأمريكي الأوروبي والصهيوني ..وتتسم هذه النظرية بالعدوانية والتدمير الشامل وبهذا المعنى فإن الولايات المتحدة واخواتها وبناتها ترفض التعايش مع الايديولوجيات التي تعرقل أو تهدد مسيرة العولمة بشتى جوانبها وهذا يدفعها إلى إزالة كل العقبات التي تعترض عملية إدماج الشرق الأوسط في هذا النظام وفي نفس الوقت تحقيق مصالحها القومية الخاصة بأمن وحماية إسرائيل. |