shopify site analytics
مجموعة إخوان ثابت تدعم هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة بأدوية خاصة - في ذكرى الفاجعة وألم الفقد.. عبدالجليل حيدر .. الفقيد الإنسان - الكرملين: لهذا السبب استهدفنا أوكرانيا بصاروخ أوريشنيك - واشنطن تهدد.. لماذا لا تعترف بعض الدول بالمحكمة الجنائية الدولية وترفض الانضمام اليها - روسيا: لدينا الإمكانية اللازمة لنشر الأسلحة في الفضاء لكن لن نبادر بذلك - عين الإنسانية يكشف عن حصيلة ضحايا العدوان الأمريكي السعودي خلال 3500 يوم - القوات المسلحة تنفذ عملية ضد أهداف عسكرية وحيوية للعدو الإسرائيلي - حشد مليوني بالعاصمة صنعاء في مسيرة "مع غزة ولبنان.. دماء الشهداء تصنع النصر - اختتمت بمحافظة ذمار اليوم، فعاليات الذكرى السنوية للشهيد - لدفاع تهيب بأصحاب المراكز التجارية بسرعة توفير منظومة الأمن -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - أبعاد مقررات السينودوس لأجل الشرق والبلاد العربية

المنعقد في قصر الأمويين للمؤتمرات دمشق الأربعاء: 15\ 12\2010

السبت, 18-ديسمبر-2010
صنعاء نيوز -
أبعاد مقررات السينودوس لأجل الشرق والبلاد العربية

المنعقد في قصر الأمويين للمؤتمرات دمشق الأربعاء: 15\ 12\2010

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسل الله وأنبيائه سيما إبراهيم خليل الله وموسى كليم الله وعيسى روح الله ومحمد حبيب الله صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين .

أيها الاخوة الكرام يقول ربنا تبارك في علاه:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات: 13).

على مدى 1400 سنة عشنا في هذا الشرق العربي المسلم بشرا متعددي الأعراق والألسن والألوان، عشنا مسلمين ومسيحيين وحتى يهود إلى جانب بعضنا البعض فتجد في كل حواضرنا في دمشق والقاهرة وبغداد وطهران والمغرب تجد الكنيس وكالنيسة والمسجد ، والراهب والحاخام والشيخ وكل ذلك ببركة دين الله ورسالة السماء التي تدعو إلى التعارف.

ولكن الذي بدّل الأحوال من ائتلاف ووئام إلى خلاف وخصام عدة عوامل حتى لا يكون هناك نوع من أنواع الاسقاط كما يقال في علم النفس لكي نلقي التبعة على بعضنا البعض عشنا متقاربين بأمن ووئام ولكم في العهدة العمرية وفي دخول الاسلام إلى القدس وفي الجولة المشتركة بين بطريرك القدس صفرونيوس وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب تلك الجولة التي جالوا فيها ومن خلالها على كل المقدسات من صخرة المعراج إلى المسجد الأقصى إلى كنيسة المهد لكم في كل ذلك أطيب المثل.

ولكن الذي بدّل كل ذلك عوامل عدة أهمها حروب الفرنجة الصليبيين[1] ثم الحقبة الاستعمارية[2] والتي أفرزت الكيان الصهيوني الغاصب "إسرائيل" من خلال "وعد بلفور"[3] ثم بعد ذلك الحرب الاستباقية ضد بلادنا أو ما عرف "بالحرب على الإرهاب"[4] ثم ما يتكهن به اليوم من حرب المائة عام بين السنة والشيعة والتي نَظَّرَ لها هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي الأسبق وروّج لها جورج بوش ، إلى - حرب - محكمة الحريري الدولية والتي يبدو للعيان أن أمريكا والغرب يريد من خلالها كل شيء - الاقتتال الداخلي واستهداف المقاومة وصناعة فتن مذهبية - إلا معرفة حقيقة القتلة والمجرمين الحقيقيين .

كل هذه الحروب الغربية والاستعمارية على بلادنا القديمة منها والحديثة هي التي صنعت الكراهية داخل أمتنا وصنعت شرخا وفرزا داخل أمتنا، وما أصاب المسيحيين اليوم من قتل وتهجير في بعض البلدان التي دخلتها " الديمقراطية الامريكية " هو تماما ما حصل للمسلمين سنة وشيعة وما يحصل مع العرب والأكراد والتركمان وسائر الأديان والمذاهب والعرقيات التي عاشت لعقود متطاولة في تعايش ووئام فيما بينها، بينما نرى استقرارا في الدول البعيدة نوعا عن الضغوط والتأثيرات الاستعمارية والأمريكية ففي سوريا كمٌّ كبير من التنوع العرقي والمذهبي والديني ويقام احتفال لمناسبة مرور 1800 سنة على ذكرى القديس مارون في حلب.

في الوقت الذي نجد فيه مناطق أخرى من العالم كالكيان الصهيوني " إسرائيل " حيث كانت نسبة المسيحيين في داخل بيت لحم وفلسطين ما بين 20 إلى 40 % ولكن نسبتهم بعد قيام الكيان الصهيوني الغاصب أصبحت 2 % فهل الأصولية الإسلامية هي المسؤولة عما يحدث حتى داخل " كالكيان الصهيوني ", كان المسيحييون والمسلمون سنة وشيعة يعيشون في داخل العراق جنبا إلى جنب قبل الاحتلال الأمريكي للعراق ولكن بعد دخول الاحتلال الأمريكي للعراق أصاب المسيحيين ما أصاب المسلمين سنة وشيعة، فأتمنى أن يوضع هذا الفرز الديني في إطار حرب مدروسة يراد من خلالها أن تتقسم بلادنا طائفيا لتكون إسرائيل الأقوى كما ورد في وثيقة التغيير النظيف "Clean Break " وقد ورد في أحد بنودها : "العمل على تقسيم البلاد العربية والاسلامية إلى دويلات عرقية ومذهبية تلعب فيها إسرائيل دور السيد ".

ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى مشروع تكاملي إنساني نعيد من خلاله توطيد العلاقة فيما بيننا كما كنا عبر التاريخ وعلى الطريقة الشامية إن أردتم ونضع يدنا بيد بعضنا البعض ويكون مقياس قربنا من الله عز وجل بمقدار قربنا من عباده المستضعفين مسلمين ومسيحيين اليوم فلا يقاس تقوى الشيخ بمقدار ركعاته ولا إيمان الراهب بمقدار تبتله واعتكافه في ديره وصومعته ولكن بمقدار ما يقدم للفقراء وللمستضعفين من البشر والإنسانية المعذبة.

لم لا نضع أيدينا بأيدي بعضنا البعض لصناعة "حلف فضول " جديد لا يظلم فيه أحد ولا يموت فيه أحد عطشا أو جوعا أو فقرا , فالله تبارك في علاه عندما خلق سيدنا آدم في الجنة أعطاه ما يعرف اليوم بالضمان الاجتماعي رغم أنه في الجنة وليس على الأرض في دولة من دول العالم الثالث فقال جل من قائل :" إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119)" سورة طه .

كل ذلك تقديمات اجتماعية من غذاء وكساء وشراب ومأوى فلم لا نضع يدنا بيد بعضنا البعض لنؤمن للناس كل هذه الأسباب التي تمنع الحروب ، سيدنا علي كرم الله وجهه وهو الخبير ببواطن النفس الإنسانية يقول :"عجبت للجائع كيف لايخرج شاهرا سيفه على الناس".

لمَ يموت الناس في البحر المتوسط وهم يهاجرون من جنوب الأرض إلى شمالها بحثاً عن كسرة خبز ولقمة عيش وحياة كريمة سلبهم إياها المستعمر البغيض أو من أُنِيْبَ عنه ؟

ماذا سنقول مسلمين ومسيحيين لربنا تبارك في علاه عندما يجوع الخلق ويموت الآلاف من الفقراء بالمجاعات في غفريقيا والمستكبرون يحرقون الفائض من مواسم القمح حتى لا يهبط سعره عالميا وهو تبارك في علاه الذي خلق الأرض وبسط فيها الرزق وقال :" وَجَعَلَ فِيْهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيْهَا وَقَدّرّ فِيْهَا أَقْوَاتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيّامٍ سَوَاءً لِلسّائِلِين " سورة فصلت .

إن بعض بنود السينودوس من أجل الشرق الأوسط حضت المسيحيين المشرقيين على الانخراط في مشروع إنساني مع شركائهم المسلمين وأن يلتقوا معهم بالمواطنة وهذه خطوة مهمة:

1 - ففي التوصية رقم 40 بعنوان الحوار بين الأديان

... يوصي آباء السينودس مسيحيّو الشرق الأوسط إلى متابعة الحوار مع مواطنيهم من الديانات الأخرى، كونه يقرّب بين الأذهان والقلوب. لذلك يجدر بهم مع شركائهم تدعيم الحوار الدينيّ، وتنقية الذاكرة، والغفران المتبادل عن الماضي، والبحث عن مستقبل مشتركٍ أفضل...

...وهم يبحثون، في حياتهم اليوميّة، عن القبول المتبادل بعضهم لبعض على الرغم من الاختلاف، ويجهدون في بناء مجتمعٍ جديد، حيث يُحترَم التعدد الديني ويُنبَذُ التعصّب...

2 – وفي توصية رقم 42 بعنوان الإسلام

...وضع المجمع الفاتيكانيّ الثاني أسس علاقة الكنيسة الكاثوليكيّة مع المسلمين. وقد أعلن قداسة البابا بندكتوس السادس عشر قائلا : " لا يمكن للحوار الدينيّ والثقافيّ بين المسيحيّين والمسلمين أن يقتصر على خيارٍ عابر لأنّه في الواقع حاجة حياتيّة يرتبط بها مستقبلنا ارتباطًا كبيرًا "...

وأضاف ...يتشارك المسيحيّون والمسلمون معاً في الشرق الأوسط في الحياة والمصير ومعاً يبنون المجتمع. لذلك من المهم تعزيز مفهوم المواطنة، وكرامة الشخص البشريّ، والمساواة في الحقوق والواجبات، والحريّة الدينيّة التي تتضمّن حريّة العبادة وحريّة الضمير.

على المسيحيّين في الشرق الأوسط أن يثابروا على حوار الحياة المثمر مع المسلمين. ولذلك ينظرون إليهم نظرة تقدير ومحبّة، رافضين كلّ أحكامٍ سلبية مسبقة ضدّهم. وإنّهم مدعوّون إلى أن يكتشفوا معًا القيم الدينيّة عند بعضهم البعض، وهكذا يقدّمون للعالم صورة عن اللقاء الإيجابيّ وعن التعاون المثمر بين مؤمني هاتين الديانتين ....".

وكذلك وفي نفس الاتجاه كل الاحترام للكاهن السوري إلياس زحلاوي الذي لم يُجَانِبْ الصواب في سرد طبيعة العلاقات الإسلامية المسيحية تاريخيا عندما وجه رسالة إلى السينودوس فقال : " فلا ننسيَنْ أن الإسلام، منذ أن كان في أوج قوته وسطوته، حتى يومنا هذا، احترم المسيحيين واليهود، بل تعاون معهم دونما تحفّظ، في شتى مجالات الحياة والإدارة والثقافة والعلوم".

ولكن على مستوى القضية الفلسطينية كان المطلوب من السينودوس موقفا واضحا والأخذ مثلا بتوصيات رسالة ذلك الكاهن العربي الدمشقي الكاثوليكي إلياس زحلاوي في نفس الرسالة إلى السينودوس شخص حقيقة الداء في هذا الشرق فقال في رسالته الرائعة إلى السينودوس:"ان القضية الكبرى التي تقصم ظهر الشرق كله بمسلميه ومسيحييه على مد الصراع العربي الاسرائيلي هي تلك السياسة الغربية الهوجاء والظالمة التي تنتهجها الولايات المتحدة الامريكية وتجر معها كل الدول الغربية والكثير من الدول العربية وحولت بلادنا إلى جحيم لا يطاق"

لذا، أجدني مضطراً، بوصفي مواطناً وكاهناً عربياً من سورية، أن أطرح عليكم السؤال التالي: ما جدوى مثل هذا المؤتمر، إن لم يتصدّ لما يضمن بقاء البشر وحضارتهم، في حقّ وكرامة وحرّية؟

ثمّ دعوني أيضاً أتساءل معكم بصوت عالٍ: ما جدوى مثل هذا المؤتمر، وما سيصدر عنه من توجيهات وتنظيمات وتمنّيات، تخصّ مظاهر الحضور المسيحي في الشرق كله، وطبيعة علاقاته بالمسلمين واليهود، إنَّ أرض الشرق بأكمله ملغومة وقابلة للانفجار في أي لحظة، وسماؤه تملأها طائرات غربية إسرائيلية، تهدّد وجود البشر وحضارتهم في كل لحظة، وقد تلغيهما، كما يحلو لها ومتى يحلو لها، في احتقار مطلق لجميع المؤسسات الدولية وقراراتها ومعاهداتها ـ النافذة على الجميع إلا على إسرائيل! ـ دون أن تصدر ولا كلمة واحدة بحقّ طفل الغرب المدلّل «إسرائيل»، لا من حكومات الغرب، ولا خصوصاً من كنائس الغرب؟
أن تكون الحكومات الغربية راضية، في خنوع مقزّز، عن سياستها المكيافيلية البائسة، أمر بات مألوفاً منذ مئات السنوات. أما ألا تكون كنيسة المسيح في الغرب، واقفة بقوة وشهامة، في صفّ الشعوب المظلومة والمقهورة والملغاة، بِدْءً من فلسطين، وألاّ ترفع السوط والصوت عالياً، في وجه جلاّدي البشر، فهذا أمر يناقض الإنجيل، ولا يجوز له أن يستمرّ.

قولوا لي :" أوَليس الله أحقّ بالطاعة من الناس؟".

ربّ قائــل يقول: مــا دخــل الكنيــسة في السياسة؟ أوَلم يقُل يسوع منذ ألفَي عــام: «أعطـوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله»؟

هذا سؤال مشروع لو كان لقيصر أن يظلّ قيصراً!

أمّا وقد جعل قيصر من نفسه إلهاً،يصرّ على انصياع كل شيء وكل إنسان له، حتى ممثّلي الرب ، فيما هو يدمّر العالم، ويدعم دعماً مطلقاً من يدمّرون الشرق كله من أجل بناء دولتهم في فلسطين، على أشلاء سكانها العرب الأصليين، في مخالفة صريحة وفاجرة، لجميع الشرائع الدينية والإنسانية، فهذا أمر لا يجوز لأحد أن يسكت عنه، فكيف لكنيسة الرب أن تسكت عنه؟

إزاء هذا الواقع العالمي البائس، ثمّة سؤال ملحّ يطرح نفسه: أوَليس للكنيسة عامة، وللكنيسة الغربية خاصة، وعلى رأسها كنيسة روما، أن تقول شيئاً بهذا الشأن؟

ثم، أوَليس للكنائس العربية، أن ترفع الصوت عالياً في وجه كنائس الغرب، لتقول لها ما يتوجب عليها أن تقول، كي تقول كنائس الغرب بدورها لمسؤولي الغرب ما يتوجب عليها أن تقول لهم؟

وإني أرى أن على كنيسة الشرق، العربي وغير العربي، كله، واجب رفع الصوت عالياً وجريئاً، لتوقظ كنيسة الغرب من سباتها غير المبرّر. فعساها، إذا ما استجابت واتّخذت المواقف المطلوبة، بسرعة وشجاعة، عساها تستعيد بعض صدقيّتها الضائعة، وسط ما انتشر في الغرب من لامبالاة مستشرية واتّهامات مخزية...
أخيراً، ثمّة سؤال لا بدّ لي من أن أطرحه عليكم: هل يتّفق وعد الله المزعوم بالأرض لإبراهيم، الذي تتذرّع به الصهيونية لسرقة الأرض، كل الأرض من فلسطين إلى لبنان وسورية والأردن وسيناء، أي من الفرات إلى النيل، هل يتّفق هذا الوعد المزعوم مع ما قاله وفعله المسيح المخلّص، يسوع الناصري، ابن فلسطين؟"

لقد كانت العلاقة الإسلامية المسيحية علاقة مودة وبر وقسط وعدل على امتداد التاريخ وإن كنا لا نمتلك إعلاما عالميا يظهر التاريخ على حقيقته فتظهِّر الدول الاستعمارية التاريخ على طريقتها "فيأكل الفاجر مال التاجر " كما في المثل الشعبي .

فاسمحوا لي هنا ببعض السرد تاريخي لتظهير صورتين اثنتين من صور سماحة الإسلام زمن القوة والسطوة :
1 – صورة الدخول الأول إلى القدس

كتب الخليفة عمر بن الخطاب لأهل إيلياء ( القدس ) عندما فتحها المسلمون عام 638 للميلاد كتابا أمنهم فيه على كنائسهم وممتلكاتهم، وقد اعتبرت العهدة العمرية واحدة من أهم الوثائق في تاريخ القدس وفلسطين وأقدم الوثائق في تنظيم العلاقة بين الأديان

بعد انتصار المسلمين في معركة اليرموك سافر عمر إلى القدس ليتسلمها من بطريرك القدس صفرونيوس في 15 هـــ.

نص العهدة

أخبر الطبري بأن عمر بن الخطاب صالح أهل إيلياء (القدس) بالجابية وكتب لهم:

بسم الله الرحمن الرحيم

"هذا ما أعطى عبدُ الله عمرُ أميرُ المؤمنين، أهلَ إيليا من الأمان :

أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم ، وسقيمها وبريئها وسائر ملته؛ أنه لا تُسكن كنائسهم ولا تُهدم، ولا يُنتقص منها ولا من حيِّزها، ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيليا معهم أحد من اليهود.

وعلى أهل إيليا أن يُعطوا الجزية كما يُعطي أهل المدائن.

وعليهم أن يُخرِجوا منها الرومَ واللصوصَ.

فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم.

ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثلُ ما على أهل إيليا من الجزية.

ومن أحب من أهل إيليا أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بِيَعَهم (أي كنائسهم) وصُلُبَهم(أي صلبانهم)، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بِيَعِهم وصُلُبهم حتى يبلغوا مأمنهم.

ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان، فمن شاء منهم قعد وعليه مثلُ ما على أهل إيليا من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رحل إلى أهله، فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم.

وعلى ما في هذا الكتاب عهدُ الله، وذمّةُ رسوله، وذمّةُ الخلفاء، وذمّةُ المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية".

وقد شهد على ذلك:عدد من كبار الصحابة

ودخل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وجلس مع كبير الروم في كنيسة القيامة فلما حان وقت صلاة الظهر رفض عمر أن يصلي في الكنيسة حتى لا يأتي المسلمون بعده ويقولون هنا صلى عمر فيأخذونه مسجداً وصلى عمر خارج الكنيسة ، وهكذا دخل المسلمون القدس دون إراقة قطرة دم واحدة وظل الأمر هكذا حتى جاءت الحروب الصليبية.

2 - الصورة الثانية صورة تحرير القدس على يد الناصر صلاح الدين الأيوبي بعد نهر من الدم تسببت به غزوات الفرنجة الصليبيين.

* وبعدما أنكسر الجيش الصليبي حاصر صلاح الدين القدس ودخلها دون مقاومة ودون إراقة دماء ، وكان صلاح الدين سهلاً متسامحاً ، فرض على أهلها الجزية حتى لا يلقوا في الأسر على الرجل عشر دينارات والمرأة خمسة دينارات والطفل ديناراً واحداً .

وكان منادى صلاح الدين ينادى : "هل من فقير نؤويه هل من عاجز نعفيه" وأعفى 7000 آلاف عاجز من الجزية وكان صلاح الدين لا يجهز على جريح ولا يقتل مستجيراً ، رغم أن الصليبيين عندما دخلوا القدس سنة 1099م.

بهذه الإنسانية كانت استعادة القدس من الصليبيين بعد حطين على يد الناصر صلاح الدين ولكن ما قولكم في سرد بعض الفصول من احتلالها على يد الصليبيين فبعد حصار شهر كامل أقاموا فيها مذبحة كبرى فقضوا على سكانها جميعًا رجالا ونساءً وأطفالا وكهولا، واستباحوا المدينة أسبوعًا يقتلون ويدمرون حتى قتلوا في ساحة الأقصى فقط سبعين ألفًا من المسلمين . ويذكر أن ريموند القائد الصليبي احتل "مَعَرَّة النعمان"، وقتل بها مائة ألف،ٍ وأشعل النار فيها، ثم أقاموا دولتهم الكبرى المعروفة باسم مملكة القدس.

أيها السادة هذا هو التاريخ نحن لا نذكر ذلك لإثارة الأحقاد نحن نقول بأن الحروب الصليبية كانت حروب شره اقتصادي حاول من خلالها أمراء أوروبا توسيع نفوذهم وإماراتهم باسم الدين وتحت راية الصليب .

ونعرف أن حروب الحقبة الاستعمارية في مطلع القرن العشرين كانت حروبا للنهب الاستعماري باسم أوروبا المسيحية والمسيح منهم براء.

وكذلك الحرب على ما يسمى بالإرهاب 2001م. والتي قال فيها بوش إنها حروب صليبية ثم اعتبرها ذلة لسان وأدت إلى قتل مليون ونصف عراقي ومئات الآلاف من الأفغان هي حروب الشره النفطي وحروب نهب وسطو وسرقة وإخضاع

ولكن إلى متى يجب أن تستمر كل تلك البلطجة الغربية باسم الدين دون أن يتحرك الإنسان في داخل كل غربي أوروبي كان أم أمريكي بل لماذا يقدم ذلك كله مثقلا بزور إعلامي نصبح فيه رغم ما نتعرض له من قتل ومجازر قتلة وإرهابيين وتشيطن في صورة الإسلام وأنا هنا أستشهد برسالة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب اللبناني العماد ميشال عون في رسالة الى السينودوس عندما قال :" إن المشرقيين ينتظرون من الفاتيكان وبما يمثله من سلطة روحية ومعنوية للعالم وقف محاولات شيطنة الدين الإسلامي وأن تتم الدعوة إلى النظر بجوهره ونصه الديني لا من خلال مجموعات يرى المسلمون أنفسهم أنهم ضحاياها ولا تمت إلى دينهم بصلة، لأن تعميم مفهوم الارهاب الإسلامي سيؤدي إلى مزيد من عدم الإستقرار وإلى صراع حضارات لا نهاية له الا التدمير الذاتي للعالم".

أيها الاخوة الكرام أيها المحترمون يجب علينا أن نضع يدنا بيد بعضنا البعض من أجل صناعة مشروع إنساني مقاوم لنستعيد مهد رسول الله عيسى ومسرى رسول الله محمد عليهما الصلاة والسلام حتى يعود للشرق ألقه من جديد.

وأرى اليوم وميض أمل لمثل هذا المشروع الإنساني من خلال الشراكة الشعبية العابر للطوائف والأديان والقارات الذي يقوم بين غربيين ومشرقيين في مجابهة الظلم والدفاع عن المستضعفين وهذا ما يجب أن نقتدي به ونعول عليه فمثلا :

1 - عندما يقوم زعيم حزب الاحترام البريطاني جورج غالاوي ليكون على رأس أسطول الحرية ليكسر الحصار الغربي والعربي الظالم عن قطاع غزة يتحول إلى عنوان من عناوين النضال الدولي.

2 - وعندما يركب البحر عجوز هَرِمٌ اسمه مطران القدس هيلاريون كبوجي على سفينة الأخوة فينطلق مع رجال دين مسلمين ليحملوا الغذاء والكساء والدواء لأهلنا في غزة هذا هو مشروع مواجهة الظلم العملي الذي يجب أن نجتمع عليه.

رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول :" الناس شركاء في ثلاث النار والماء والكلأ " فيجب أن تتحقق هذه الشراكة ويجب أن تطبق حقيقة الدين وحقيقة الإيمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" المسلمُ من سلمَ الناسُ من لِسانِهِ ويَدِهِ المؤمنُ من أَمِنَهُ النّاسُ على دِمَائِهِم وَأَمْوَالِهِم المهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى الله ُعَنْهُ".

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.





[1] - هي الحملات والحروب الصليبية التي قام بها الأوروبيون من أواخر القرن الحادي عشر حتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر( 1096-1291)، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الذين اشتركوا فيها وتواروا تحت رداء الدين المسيحي وشعار الصليب من أجل الدفاع عنه وذلك لتحقيق هدفهم الرئيسي وهو الاستيلاء على أرض المشرق في الوقت الذي كان فيه الشرق منبع الثروات ولذلك كانوا يخيطون على ألبستهم على الصدر والكتف علامة الصليب من قماش أحمر.
[2] - الاحتلال الفرنسي البريطاني للبلاد العربية وبلاد الشام (1920-1946)

[3] - وعد بلفور والمعروف أيضاً بـوعد من لا يملك لمن لا يستحق وذلك بناء على المقولة المزيفة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض تطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيميس بلفور وزير خارجية الحكومة البريطانية اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

[4] الحرب على الإرهاب وتسمى أيضاً الحرب العالمية على الإرهاب وهي عبارة عن حملة عسكرية واقتصادية وإعلامية ظالمة قادتها الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على الإرهاب والدول التي تدعمه وبدأت هذه الحملة عقب أحداث 11 أيلول 2001م. يغزو أفغانستان ثم العراق وشكلت هذه الحرب انعطافة بالخطيرة وغير المسبوقة في التاريخ لكونها حرباً غير واضحة المعالم وتختلف عن الحروب التقليدية بكونها غير محددة الأبعاد والأهداف.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)