صنعاء نيوز/ عبدالكريم المدي - هذه أول نتائج مواجهات صنعاء على المستوى الدولي..وهذا ما ستؤل إليه جّهود عام كامل للحكومة والخارجية..!
لكم أشعر بالحرج والحسرة حينما أقول إن العالم ،ورغم كل الملاحظات،كان ينظر للعاصمة صنعاء قبل الإختلالات والمواجهات المسلحة الأخيرة بكثير من التقدير والثناء نظرا لما تتمتع به من إستقرار أمني جعلها تستقبل مئات الآلاف من النازحين من المحافظات الجنوبية وغيرها..
إستقرار أمني خلق ثقة لدى الخارج مفادها أنه لا يوجد أي مخاوف حقيقية على حياة موظفي الأمم المتحدة ومنظماتها وكذا المنظمات الدولية الإنسانية العاملة أو أي زائر ومقيم في العاصمة صنعاء.
حتى الخلافات السياسية والتباينات التي كانت تحصل بين شُركاء السلطة هنا، مع بعض التحفّظات، لم تكن تتجاوز ذلك المستوى المقلق من الخلافات السياسية، بما في ذلك عمليات إقتحام الوزارات والمؤسسات بأعداد من المسلحين..
وهنا تكمن الحكمة التي يتمتع بها هذا الطرف والتميُّز الذي يُميزه عن الآخرين.
وهذا لم يكن ليتم لولا وجود جهود وتفهمات وعمل جاد من قِبل قيادتي المكونيين الرئيسيين " المؤتمر الشعبي العام" و" أنصار الله" هذا من جهة، ومن جهة ثانية: أن حكومة الإنقاذ الوطني والمجلس السياسي ، ووزارة الخارجية تحديدا، وهذه كلمة حق تُقال ُ، بذلوا جهودا جبّارة قد لا يعلم بها الكثير من الناس، ومن ذلك أن المهندس هشام شرف وزير الخارجية،ظلّ طوال عام كامل يبني جسور الثقة ويتواصل على مستوى الداخل والخارج من أجل تحقيق ذلك الهدف السامي الذي يشرف الجميع ،وفي سبيل ذلك لم يتوقف تواصله وتنسيقه مع الأمم المتحدة ومنظماتها وبرامجها ومعها المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية ووسائل الإعلام من أجل إختراق الحصار الظالم وإيجاد الثقة بسلطة صنعاء لدى العالم وتنويع وسائل الإقناع حول حقيقة أنه لا يوجد خوف على حياة أي مسؤل أو زائرأممي ودولي إلى اليمن(صنعاء) ، لدرجة أنه في فترة من الفترات حقق إختراقا استثنائيا تمثل بإقناع وزيريّ خارجية كل من "هولندا" و"السويد "لقيامهما بزيارة اليمن وفتح مكاتب وقنصليات في صنعاء بعد أن يتثبتا من الحالة الأمنية، وبالفعل تم تحديد موعدها ،غير أن السعودية وواشنطن ضغطتا بكامل ثقلهما لتعطيل تلك الزيارتين.
وليس ذلك فحسب بل أن الوزير شرف أقنع منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي وسفيرته في اليمن لزيارة صنعاء وعدد من المناطق، وتحققت تلك الزيارة التي أوصلت من خلالها حكومة الإنقاذ رسائل عديدة للعالم، كما كان الوزير على تواصل مستمر، أيضا، ّمع مسؤلين وحكومات أخرى أوشكت قبل فترة أن تُثمر بقيام بعض الحكومات والوزراء والدبلوماسيين في بعض الدول - أتحفّظ عن ذكرها كي لا يتم تعطيل الجهود - بالبحث الجدي لقيام مسؤلين وبرلمانيين لديها بزيارة صنعاء وغيرها.
لكن وللأسف الشديد،ما حدث مؤخرا من إختلاق للمشاكل وتأزيم للأوضاع أمر محبط من شأنه أن يُغير الصورة ،وفي حال أستمر قد يهدّ ويُفسد كل ما تم عمله خلال عام.
ولست مبالغا إذا ما قلت إن العالم سينظر لتحالف صنعاء بطريقة مختلفة( عدم الثقة)، لأن ما حدث أو ما سيحدث - لا سمح الله - سيكون مبررا بالنسبة لهم يجعلهم يؤمن بأن هوءلاء الذين كسبوا تعاطف معظم شعوب العالم وشرفائه وسياسييه ومثقفيه ومفكريه لا يختلفون كثيرا عن المتصارعين والفاشلين وأدوات الخارج في عدن وغيرها . |