shopify site analytics
بيان صادر عن القيادات القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي بشأن سوريا - ‏كيف يقدّم الحوثيون طوق نجاة أخلاقي لإسرائيل؟ - خروج مليوني بالعاصمة صنعاء في مسيرة "ثابتون مع غزة العزة - جامعة ذمار تنظم وقفة احتجاجية تنديداً بالجرائم الصهيونية - مسيرة طلابية لطلاب كلية الطب بجامعة ذمار - نزلاء الإصلاحية الاحتياطية بمحافظة صعدة ينفذون وقفة تضامنية مع غزة - تفقد وكيل مصلحة الجمارك سير العمل بمكتب ذمار - اليمنية تؤكد استمرار رحلاتها عبر مطار صنعاء - وزير النقل والأشغال بصنعاء: سيتم استئناف العمل بمطار صنعاء وميناء الحديدة اليوم - 7 شهدا حصيلة العدوان الصهيوني على اليمن -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - الدكتور عادل عامر

السبت, 16-ديسمبر-2017
صنعاء نيوز/ الدكتور عادل عامر -

يعد رأس المال الفكري هو المفتاح الرئيسي المحدد للتنمية، وعندما تحدث الفجوة بينه وبين باقي رؤوس الأموال فلابد من الاهتمام به وذلك من خلال الاهتمام بالبشر من حيث التدريب والإعداد وتعميق الخبرة ودعم القدرات الإدارية، وحين يتم الإعداد البشري على أكمل وجه فإنه يصبح من السهل تنمية ودعم قدرات باقي رؤوس الأموال، لذا يتوجب على الدول الطامحة إلى النمو والتقدم العمل على تنمية وزيادة الاهتمام برأس المال الفكري.

يمكننا ارجاع الجذور الاساسية لرأس المال الفكري الى رغبة الافراد في العمل ضمن او مع قطاع الاعمال لتحسين فهمهم لما يشكل قيمة الاعمال من اجل ادارتها بالشكل الافضل لإيجاد القيمة. ان التفكير في وجود رأس المال الفكري وقياسه يعزى الى الافتراض القائل ان نظام القيد المزدوج التقليدي المستخدم في مسك السجلات المحاسبية لا يعكس الحقائق الموجودة، فهو أداة غير كافية لقياس قيمة الشركة التي تكمن أساساً في مكوناتها غير الملموسة

ونظراً لأننا نعمل حالياً في بيئة تتسم بالتغير بصورة دائمة وبشدة المنافسة سواء داخلياً أو خارجياً مما يضع جميع المنظمات أمام تحد دائم للتكيف مع تلك المتغيرات، فإنه تزداد الحاجة لاستغلال كل الاستراتيجيات المتاحة لكسب ودعم المزايا التنافسية التي تجعل البيئة العربية تتفوق على منافسيها، ولن يتحقق هذا الأمر إلا إذا امتلكت هذه المنظمات الكوادر البشرية المؤهلة مع توفير ثقافة تنظيمية تمتاز بالإبداع والابتكار، ومن هنا جاءت فكرة موضوع هذا البحث لمحاولة تفسير علاقة الارتباط بين رأس المال الفكري والميزة التنافسية للمنظمات كمحاولة للوقوف على مدى توافر متطلبات رأس المال الفكري في تلك المنظمات ودوره في دعم المزايا التنافسية المستدامة لها.

من المرجح ان يفوق رأس المال الفكري في العالم بقيمته رأسي المال المادي والمالي، وبعبارة اخرى، فأن قيمة ما نعرفه، اي القيمة الغير محسوسة لما ابدعناه، قد تتجاوز قيمة الموجودات المالية التي تحيط بنا ونحن لا نعلم ذلك على وجه اليقين لآن اعقد النظم المحاسبية تعاني من مشاكل في محاسبة موجودات رأسي المال المالية و والمادية، وهي بالكاد تستطيع تعريف تلك الفكرية، ناهيك عن اجراء محاسبة لها.

فمن الواضح ان رأس المال الفكري يلعب دوراً رئيسياً في جميع الصناعات التي تعتمد على براءات الاختراع وعلى حقوق النشر، بما في ذلك ما في الغرب من صناعات التقانة الحيوية، والدوائيات، والكيميائيات، والالكترونيات، والترفيه والنشر، فإذا لم ستخرج براءات واختراع وماركات للأدوية فأن المستهلكين وبعد لحظة البهجة التي ستنتابهم لرؤية الاسعار الزهيدة، سيقعون في حيرة كبيرة وسيصابون بالإحباط، اذا ما صدقت شركات الادوية لبطء ظهور ادوية جديدة في السوق، واذا لم يتم تصميم الصحف غداً فسيجد القراء صعوبة في الاختيار بينهم، وسيشعرون بالغرق في مستنقع الكلمات الهائل. وتنبع أهمية رأس المال الفكري من كونه أكثر الأصول قيمة في القرن الحالي وفي ظل اقتصاد المعرفة اذ انه يمثل القوى الفكرية العلمية القادرة على إجراء التعديلات والتكيفات الأساسية على ابرز مفاتيح التطور والتقدم في أعمال المنظمات والمؤسسات . وإن الكثير من الشركات ولاسيما الشركات الاستشارية والمهنية المتخصصة والشركات الرقمية Digital ليس لها رأس مال مادي كبير وإنما رأس مالها الحقيقي يتمثل في أصولها الفكرية المعرفية بشكل أساسي . كما أن مركز الثقل في توليد قيمة والثروة انتقل من عمل الأشياء الى العمل المعرفي .. من الموارد الطبيعية الى استغلال الأصول الفكرية .

إن مفهوم رأس المال من المفاهيم الاقتصادية و التي تتضمن الأرض و العمالة و رأس المال. وقد اقتبس هذا المفهوم ليطبق في مجال العلوم الاجتماعية و الإدارية، حيث أطلق على مجموعة المهارات و الخبرات و التعليم المتراكمة في العنصر البشري، اصطلاح رأس المال البشري. ومازال التطور مستمرا، حيث تحول الاهتمام في مرحلة عصر المعلومات إلى التركيز على رأس المال الفكري. و الذي يتضمن التركيز على القوى الذهنية كأصل من أصول المنظمة غير المادية، و التي تؤثر على ربحية المنظمة تماما كأصولها المادية. فرأس المال الفكري هو " تطبيقات الخبرة، تكنولوجيا المنظمة، العلاقات مع الزبائن و المهارات الاحترافية و التي تمنح المنظمة ميزة تنافسية.

وقد ذهب الدكتور احمد صقر عاشور الى " ان الجهود التنموية التي بذلت في المنطقة العربية في مجالات الاستثمار المعرفية والفكرية وتنمية طاقات الإبداع ماتزال متواضعة وينبغي إعطاء جهود التنمية البشرية والتدريب مضمونا استراتيجيا يلبي احتياجات تنمية طاقات الإبداع والتعلم المؤسسي وقيمة رأس المال المعرفي للمجتمع ومؤسساته .. فضلا عن تعزيز الإفادة من جهود التنمية البشرية من خلال تحقيق تكاملها مع نظم وسياسات الموارد البشرية في المنظمات . "كان التصور في الماضي أن من يقدمون المساهمات المالية لتكوين الشركات ومنظمات الأعمال هم أصحاب رأس المال، ولكن الواقع الجديد يطرح حقيقة أخرى أهم، أن من يملك المعرفة يملك المنظمة.

إن رأس المال الفكري يقدمه أصحاب المعرفة، فهم أصحاب رأس المال الحقيقي والأهم. وبذلك حين تتعامل إدارة الموارد البشرية مع أفراد المنظمة يجب أن ينطلق هذا التعامل من تلك الحقيقة، أن العاملين ليسوا أجراء يعملون لقاء أجر، كما أنهم ليسوا شركاء كما صورتهم بعض الاتجاهات الحديثة نسبياً والتي أدركت أهمية دور الموارد البشرية وحاولت التخلص من بعض السلبيات التي تمثلها أفكار الإدارة التقليدية، ولكنهم في الواقع أصحاب المنظمة لأنهم يملكون رأس المال الفكري "الحقيقي" الذي لا يمكن الاستغناء عنه.

إن الأموال يمكن اقتراضها، ولكن لا توجد بنوك ومؤسسات لإقراض الأفكار والمعرفة. في بيئة الأعمال الحالية المبدأ الثابت هو التغير، وحيث القاعـدة الوحيدة في النمو والتطـــور هي المنافسة وتنوع استراتيجيتها ومداخلها وأساليبها، وحيث تزداد في هذه البيئة الشركات بشكل لم يسبق له مثيل، وتتحول الأسواق، وتتطور التكنولوجيا، وتتقادم المنتجات، وتتغير العمليات بسرعة فائقة، فالعالم يعيش اليوم عصر المعرفة، وقد كان من أخطر آثار العصر الجديد هو بروز التنافسية كحقيقة أساسية تحدد نجاح أو فشل منظمات الأعمال بدرجة غير مسبوقة، وسمات وملامح وآليات ومعايير هذا العصر تختلف جذرياً عن كل ما سبقه، وتفرض بالتالي على كل من يعاصره ضرورة الأخـــذ بالمفاهيم والآليات الجديدة والمتجددة، وتشكل الموارد التي تقوم على المعرفة في البيئة الحالية المصدر الأساسي والحقيقي لاستمرارية الميزة التنافسية للمؤسسات العلاقة بين رأس المال الفكري والمعرفة –

ومن ابرز استنتاجات الدراسة:

1ـ لم يكن رأس المال الفكري في الشركة موضوعة البحث بالمستوى المطلوب والذي ينبغي أن يتوافر لدى الموارد البشرية فيها إذ أكد التشخيص الذي قام به الباحث أن هناك ملامح لتوافر رأس المال الفكري والتي ينبغي أن تقوم بها لتوفير تلك المتطلبات الضرورية للنهوض به .

2ـ إن نوع التشخيص الملائم لرأس المال الفكري في الشركة موضوعة البحث يفترض أن يتمحور ترتيبه ليكون في البداية التركيز على القدرات المعرفية والمهارات المتقدمة ثم الدخول لتبني مناخ تنظيمي ملائم وأخيرا قياس مدى وجود تحليل منطقي وتبني علاقات سببية من قبل العاملين.

3ـ لم يكن تطور رأس المال الفكري للشركة موضوعة البحث بالمستوى الجيد وخصوصا أن الشركة ضعيفة في تنشيط رأس المال الفكري وإدامة الموارد البشرية فضلا عن عدم تبنيها مداخل صحيحة لتطوير العاملين.

4ـ إن مجالات تطوير رأس المال الفكري المناسبة التي ينبغي أن تراعيها الشركة موضوعة البحث هو أن تبدأ بمراعاة مداخل تطوير العاملين الآتية (تشجيع العمل ألفرقي والجماعي واستخدام الإدارة بالاستثناء ثم تبني مدخل إدارة المصارحة بالأرقام),

وفي المرحلة الثانية تلجا للاهتمام بعناصر تنشيط رأس المال البشري بحيث تراعي أجواء التقويم العادل الموضوعي له ،وتستمر في تطوير معايير الأداء وتزيد من تحديات العمل وأما المرحلة الثالثة لتطوير رأس المال الفكري فهي أن تسعى هذه الشركة لمراعاة إدامة الموارد البشرية بحيث تتصدى للتقادم الوظيفي أولا وتعزز التميز بالأداء ثانيا وتتعامل بدقة مع الإحباط الوظيفي ثالثا.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)