صنعاء نيوز/ عبدالجبّار سعد -
أمّا عفّاش فقد احتسبه أهله ومحبّوه شهيدا عند الله في عام 2011 وحين احترق به المسجد في أوّل جمعة من رجب هو وأركان دولته وبعض أهله..
ولكن علموا أنّ الله أبقاه لحكمة ولم تكن الحكمة تلك إلا حقن دماء اليمنيين التي استهتر بها محركو وممولو الربيع العبري اللعين.
وبعد ذلك توالت الأحداث وأصبحت اليمن غابة سباع وواحة رعب واغتيالات وموت وفوضى حتّى يوم 21سبتمبر 2014 يوم كتب الله أن يسلّط أهل الربيع على بعضهم وغابت دولة الرعب التي مثّلها تآلف العسكر والقبائل والساسة الممثلون للجانب السعودي الخليجي وانتهت هيمنتهم وكان ذلك خير مافعله أنصارالله.
وتوالت الأمور واحتسب الناس مرّة أخرى ومحبّو عفّاش صاحبهم عفّاش شهيدا على أيدي أنصارالله انتقاما لقائدهم وتمثّلوه قتيلا في كلّ يوم من أيّام حكمهم وهيمنتهم حتّى يوم 4ديسمبر، ولم يكن ذلك خفيا على إعلامهم ومنابرهم وتمنّياتهم وأحلامهم رغم كلّ المرونة التي أبداها في التعامل معهم والحلف العتيد الذي أقامه.
* * * *
ذهب عفاش إلى ربّه، وحزن الغالبيّة العظمى ولا يزالون على فقدانه، ورقص القلّة المنتفعون من موته ولا يزالون يرقصون على مختلف نغمات الغدر والخيانة والانتقام والشماتة.
ذهب عفاش وبعض رفاقه، وسجن البعض، وتشرّد آخرون، وبقي حزبه وإن كان قد تشظّى في حياته وزاد تشظّيا بعد استشهاده.
* * * *
والآن..
هل آن الأوان لأنصار الله أن يطووا هذه الصفحة ويعيدوا ترميم ما شوّهته وهدمته مواجهة أوائل ديسمبر في البلاد، والعودة للالتفات إلى تحالف العدوان الذي أراد أن ينتفع من هذه المواجهة.
نعتقد أنّ هذه الصفحة يجب أن تطوى ويجب أن تزول آثارها السيّئة بحكمة وعقل ودين القادة الكمّل من أنصارالله.
ونتوقّع من رئاسة الدولة بقيادة فخامة الصماد ورئاسة الحكومة بقيادة الأستاذ بن حبتور أن يبيضوا السجون ويعيدوا المشرّدين ويؤمّنوا الخائفين ويطهّروا الإعلام الرسمي والحزبي من ألسنة السوء والتنابز، ويعيدوا الاعتبار للمؤتمر الشعبي العام وتعود وسائله الإعلاميّة وإمكاناته لتصدح ولتسخّر ضدّ العدوان ومواجهته في إطار القوانين والتفاهمات السائدة، وأن لا يتركوا الأعداء يفرّخون قنوات وصحف ومواقع بديلة لتلك التي أغلقت منذ الأحداث فتثير الفتنة وتمزّق النسيج ويستقطبوا الكوادر والقادة.
وليعلم إخواننا أنصار الله أن السبّ يؤذي الحيّ ولا يصل الميت، وإذا كانوا كما قد جاء على لسان السيّد القائد وفخامة الرئيس الصماد يعتبرون المؤتمر شركاءهم في الحكم والمواجهة فليحفظوا حقّهم أحياء وميتين ولا يفعلوا كما يفعل بعض الناس حين يمتدحون أحدهم فيقولون:
فلان طيب ولكن ابنه ملعون ابن ملعون..
فلا يكون هذا هو حال المؤتمر وأبناءه الراحلين والباقين في نظر أنصار الله وإعلامه.
والله من وراء القصد..
ويامعشر الأنصار كونوا أنصار الله..
كان من المقر نشرهذه المقالة في
صحيفة الجمهورية
الاثنين 18 ديسمبر 2017
ولكنها سحبت في اللحظات الاخيرة .
|