shopify site analytics
بيان صادر عن القيادات القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي بشأن سوريا - ‏كيف يقدّم الحوثيون طوق نجاة أخلاقي لإسرائيل؟ - خروج مليوني بالعاصمة صنعاء في مسيرة "ثابتون مع غزة العزة - جامعة ذمار تنظم وقفة احتجاجية تنديداً بالجرائم الصهيونية - مسيرة طلابية لطلاب كلية الطب بجامعة ذمار - نزلاء الإصلاحية الاحتياطية بمحافظة صعدة ينفذون وقفة تضامنية مع غزة - تفقد وكيل مصلحة الجمارك سير العمل بمكتب ذمار - اليمنية تؤكد استمرار رحلاتها عبر مطار صنعاء - وزير النقل والأشغال بصنعاء: سيتم استئناف العمل بمطار صنعاء وميناء الحديدة اليوم - 7 شهدا حصيلة العدوان الصهيوني على اليمن -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - السفير د. عبدالله الأشعل

الثلاثاء, 19-ديسمبر-2017
صنعاء نيوز/ السفير د. عبدالله الأشعل -
لم يكن سراً أن المشروع الصهيونى كان واضحاً منذ البداية بل وكان العرب يعرفون أبعاده ولكن العرب الآخرين لم يصدقوا أن تزرع إسرائيل بهذه البساطة فى فلسطين كما لم تصدق الدول العربية فى الأمم المتحدة عام 1947 أن قرار التقسيم هو أول تنفيذ على الأرض للمشروع الذى يريد كل فلسطين وكل القدس فعمدت إسرائيل والغرب عموماً إلي تمكين إسرائيل من المنطقة وبذلك ظن الرئيس ترامب أن صفقة القرن يمكن تنفيذها فى الظروف المثالية التى أدخلت إسرائيل فيها المنطقة منذ ست سنوات وعكست آمال الشعوب بالحرية إلى القضاء على الوجود العربى نفسه ولذلك نعتبر قرار الرئيس ترامب كاشفاً لحالة ولمخطط إسرائيلى تقوم فيه بفرض الأمر الواقع ثم تتجاهل القانون الذى وضعه المجتمع الدولى. فالمفارقة الاساسية هى أن المنطقة جاهزة من وجهة نظر إسرائيل لتنفيذ صفقة القرن وفى القلب منها التهام فلسطين والقدس بعد أن مهدت لذلك مع بعض الحكام العرب وهم يعتقدون أن صداع الصراع مع إسرائيل يمكن أن ينتهى بتسوية إقليمية وليس بالضرورة على أرض فلسطين. كشف القرار أيضاً أن الشعوب فى ناحية والحكومات فى ناحية أخرى وإن تماهت مواقفها الإعلامية مع مواقف الشعوب وهى تعلم جيداً أنه بغير الارادة الرسمية تصبح مظاهرات الشعوب ضجيجاً بلا طحن مادام الحكام قد تمكنوا من مفاصل الأوطان وأخضعوا الشعوب وحولوا بلادهم إلى سجن كبير لذلك نرى أن صفقة القرن سوف تنفذ وأن فلسطين سوف تضيع وأن الضحايا الفلسطينيين كل يوم هم وقود هذه الخطة مالم تتمكن الشعوب من فرض إرادتها على الحكومات ليس فقط لإلغاء قرار ترامب لأن القرار فى ذاته يعكس واقعاً ولايضيف جديداً كما قال الرئيس ترامب نفسه وإنما المشكلة هى فى الواقع الذى تفرضه إسرائيل فى القدس وهى تبحث عن شريك فلسطينى يقوم بإخراج المسرحية إخراجاً ملائماً من خلال التسليم بأن القدس هى عاصمة إسرائيل والاتفاق على حرية العبادة فى الأماكن المقدسة مادامت بعض الدول العربية مستعدة لتحمل مسؤولية هذه الصفقة ثم تبدأ بقية خطوات الصفقة وهى تصفية المقاومة واحتلال غزة وتسريع وتيرة الاستيطان فى شرق القدس والضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين إلى البدائل التى قرراتها الصفقة ولذلك كان منطقياً أن يقرر أحد الكتاب فى الصحف المصرية بأن الحكومات العربية القت العبء على الإعلام عندما شلت السياسة أى عندما تراجعت الإرادات العربية عن اتخاذ مواقف تتفق مع المعطيات الجديدة – القديمة وهى أن إسرائيل تريد سلاماً وأمناً واستقراراً لليهود بينما تريد سلام المقابر للفلسطينيين والعرب.
فى هذه المقالة أطرح عدداً من المقترحات لاختبار مدى مصداقية الحكومات العربية والإسلامية للتصدى لإسرائيل وأجمل هذه الاقتراحات فى ستة مجموعات:
المجموعة الأولى: وتتعلق بإسقاط شرعية إسرائيل.
ذلك أن إسرائيل فكرة وحالة نفسية تمكنت من أن تصبح دولة على الجثث العربية والاختراق الصهيونى للعقل العربى تحت ستار السلام والحكام يعلمون جيداً أن هذا السلام لإسرائيل على حساب العرب وهى مكافأة القوى يقتضيها من الضعيف. وأول أسس الشرعية لإسرائيل هو قرار التقسيم الذى تقول إسرائيل أنه اعتراف من المجتمع الدولى بأن اليهود كانوا فى فلسطين وأن هذا هو شهادة ميلاد إسرائيل ولذلك أحسنت الحكومات العربية فى ذلك الوقت برفض قرار التقسيم. وإسرائيل لم تحترم أى شرط من شروط القرار وهى تعلم أن هذا القرار يؤسس لشرعية زائفة لميلاد كيان لقيط يتناقض مع القانون الطبيعى ويزرع كياناً غريباً لدعاوى مختلفة تستند إلى القوة وهى حالة فريدة فى التاريخ الإنسانى ثم قبل العرب قرار التقسيم مقابل التسوية مع إسرائيل ولكن إسرائيل ضمت ربع الأراضى الفلسطينية خارج هذا القرار ومع ذلك قبل العرب أملاً فى التسوية بحيث تحصل إسرائيل على معظم الأراضى الفلسطينية ويعيش الفلسطينييون إلى جانبها فى دولة أخرى ذات وضع خاص. ثم قبل العرب للمرة الثالثة تفسير إسرائيل لقرار مجلس الأمن 242 الذى يتعامل مع الأراضى المحتلة فى عدوان 1967 ولم يضفى الشرعية على الأراضى التى استولت عليها إسرائيل قبل هذا القرار. ثم قبل العرب للمرة الرابعة تقسيم القدس وسلموا بأن غرب القدس المحتلة يمكن أن تكون لإسرائيل فلماذا يعترضون اليوم إذا اعتبرت إسرائيل أن غرب القدس هى عاصمتها إلى أن يتم تهويد شرق القدس وانتزاعها هى الأخرى من أيدى الفلسطينيين وطردهم خارج فلسطين وتعلم الولايات المتحدة وإسرائيل تناقض الموقف العربى والإسلامى بل إن قمة الرياض سلمت بالقدس عاصمة لإسرائيل وبالفعل بدأت واشنطن تلوح بأنها تنقل سفارتها من أرض إسرائيلية وهى تل أبيب إلى أرض إسرائيلية أخرى لم ينازع العرب فى ملكية إسرائيل لها وهى غرب القدس التى زارها السادات وتحوى كل مؤسسات الدولة الصهيونية وكلما تمسك العرب بأن شرق القدس هى عاصمة الدولة الفلسطينية الموعودة كلما تكرس تناقض العرب ومصداقية إسرائيل والولايات المتحدة.
فإذا كان لدى الحكام العرب إرادة سياسية حقاً للمحافظة على فلسطين والقدس وليسوا طرفاً فى الصفقة فليعلنوا رفضهم لقرار التقسيم خاصة وأنه يتناقض مع القانون الدولى ومع الميثاق وأن إسرائيل لم تلتزم به.
أما أساس الشرعية الثانى فهو قرار الجمعية العامة ومجلس الأمن بقبول إسرائيل عضواً فى الأمم المتحدة الذى وضع لإسرائيل ثلاثة شروط لم تحترم إسرائيل منها شرطاً واحداً.وتستطيع الدول العربية أن تطالب بطرد إسرائيل من الأمم المتحدة لتخلف الشروط التي استند إليها قرار العضوية.
المجموعة الثانية: هى عملية السلام ومعاهدات السلام
على الجانب العربى أعقبت عملية السلام إبرام مصر والأردن معاهدات سلام مع إسرائيل لتشجيعها على الدخول فى عملية السلام مع الفلسطيننين تنتهى بتحقيق ما ورد باتفاق أوسلو ولكن إسرائيل لم تحترم أسلو ، كما أظهرت أن عملية السلام مجرد غطاء لكسب الوقت وتهويد فلسطين .ولذلك فإن قطع إسرائيل لعملية السلام هو عمل ينهى معاهدات السلام فإذا صدقت إرادات مصر والأردن فلتقدم على إلغاء كامب دايفيد ووادى عربة خاصة وأن كامب دايفيد هى الطريق إلى وادى عربة وإلى أوسلو وأن كامب دايفيد هى الميلاد الثانى لإسرائيل على حد وصف إسرائيل نفسها فهل يجرؤ الحكام فى مصر والأردن على إلغاء هذه المعاهدات وهل يجرؤ أبومازن على إلغاء أوسلو.
المجموعة الثالثة: هى مبادرة السلام العربية.
لم يكن العرب بحاجة إلى تقديم مبادرة ولكنهم كانوا بحاجة إلى تجميع أوراق الضغط حتى تلتزم إسرائيل بمرجعيات عملية السلام وهم يعلمون جيداً أن إسرائيل تريد كل شئ فإذا لم يكن العرب الذين قدموا مبادرة السلام يقصدون بها سلام إسرائيل فعليهم أن يعلنوا التخلى عن المبادرة مادامت إسرائيل قد كشفت عن نيتها الحقيقية فى المعادلة الصفرية وليست بحاجة إلي مبادرات.
المجموعة الرابعة: التطبيع مع إسرائيل
تحت ستار عملية السلام جرى اختراق الدول العربية وبدأت محاولات التطبيع دون إبرام اتفاقيات انتظاراً لصفقة القرن ولذلك إذا كان العرب جادين فى مواجهة إسرائيل فليوقفوا التطبيع معها والاتصال بها والتآمر على فلسطين .
المجموعة الخامسة: تورط العرب مع إسرائيل فى المؤامرة
شملت المؤامرة لبنان وسوريا والعراق وفلسطين وقامت إسرائيل بأدوار مهمة فى هذه المؤامرة وتفضح إسرائيل دائماً أطراف المؤامرة رغم أنهم يخدمون مشروعهم فهل يتحلى العرب بالشجاعة والاعتراف بما حدث مع إسرائيل من تعاون ومؤامرات والعودة إلى شعوبهم ويخص بالذكر الذين مولوا الجماعات المسلحة فى سوريا وداعش وكذلك الذين تعاونوا مع إسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية واللبنانية .
المجموعة السادسة: اجراءات ضد الولايات المتحدة
ليس مطلوباً إلغاء قرار ترامب وإنما تغيير الخط الأمريكى الداعم لمخطط إسرائيل ولم يكن القرار سوى تأكيد لهذا الخط ولذلك هل تجرؤ الدول العربية على مراجعة موقفها من الولايات المتحدة بحيث تجعل تكاليف هذا الخط الصهيونى باهظة عند صانع القرار الأمريكى؟!
إذا تم تنفيذ هذه المجموعات الستة فسوف نحافظ على فلسطين والقدس والوجود العربى وإلا فلا جدوى من النفاق السياسى والتظاهر بدعم القدس والتباكى عليها.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)