صنعاء نيوز/ سعاد عزيز -
لايبدو أن الحضور الايراني في المنطقة من خلال تدخلاتها التي أدت الى السيطرة على 4 عواصم عربية، قد بات قابلا لتجاهله و السکوت حياله، خصوصا وإنه ليس هناك من مٶشر يدل على إن هذه التدخلات سوف تقف عند حدود تلك البلدان الاربعة ولاسيما بعد الاحداث و التطورات الاخيرة و إطلاق صواريخ من جانب ميليشيات الحوثي على العاصمة السعودية الرياض بالاضافة الى ماقد قيل عن توجه ميليشيات الحشد الشعبي العراقي الى الحدود السورية.
رفض التدخلات الايرانية في المنطقة و التصدي لها له أکثر من مبرر، فمن جهة؛ فإن هذه التدخلات ساهمت و تساهم في إيجاد و إختلاق المشاکل و الفوضى و عدم الاستقرار و إنعدام الامن و تفشي الفساد، ومن جهة أخرى إنها تعمل من أجل تنفيذ مشروع إيراني مشبوه يسعى من أجل السيطرة على عموم بلدان المنطقة تحت ذرائع و حجج مختلفة لإقامة إمبراطورية دينية، ولذلك فإن تصاعد الرفضين الاقليمي و الدولي لهذه التدخلات و التي يبدو إنها مستمرة، لن تسمح بأن تکون الارضية و الاجواء مهيأة و ممهدة لذلك کما کان الامر أيام ولاية الرئيس الامريکي السابق أوباما، ذلك إن هذه التدخلات قد إتخذت بعدا و سياقا يتجاوز الحدود المألوفة و يستخف بالقوانين و الاعراف الدولية المتعارف عليها وإن السکوت عليها يستدعي تغيير هذه القوانين و الاعراف أما التصدي لها فإنه يستوجب إيقافها عند حدها و إنهائها.
أن يجلس مسٶول إيراني و يصرح بملء فمه أن الجمهورية الاسلامية الايرانية قد نجحت في تحقيق ماقد عجز عنه غيرهم بالوصول الى البحر المتوسط، وأن يصرح آخر بأن القرار السياسي العراقي بيد إيران، وتصريحات"فجة"و"صلفة"أخرى لاحد لبجاحتها، فإن ذلك يدعو لأن يتأمل المرء في الاهداف و الغايات النهائية للتدخلات الايرانية، إذ لايبدو إن طهران مستعدة للوقوف عن حد معين وانما تريد المزيد و المزيد من التمادي وهذا لوحده کافي لکي يشعل يقرع نواقيس و ليس ناقوس الخطر و يدعو و بإلحاح بلدان المنطقة للعمل من أجل التصدي لهذه الحالة الشاذة غير المسبوقة.
النقطة الحساسة و الخطيرة جدا التي يجب أن ننتبه إليها هي: هل إن هناك من سقف نهائي للتدخلات الايرانية في المنطقة؟ والإجابة يمکن إستشفافها و إستخلاصها من تصريحات و مواقف القادة و المسٶولين الايرانيين، وهي إنها باقية مالم يتم ردعها و إنهائها قسرا، لکن السٶال الاهم من ذلك هو: کيف سيتم ردعها، وهل سيتم ذلك حقا؟
|