صنعاء نيوز/ بقلم // احمد الخالدي - أولت السماء حرمة الإنسان عناية كبيرة فجعلتها من الخطوط الحمراء التي لا يجب المساس بها و بأي حال من الأحوال إلا وفق سياقات خاصة تصدر من شارعها المقدس، وبذلك تكون حرمة الإنسان فوق كل الاعتبارات الإنسانية الأخرى، ولم تقف عند هذا الحد بل تعدتها إلى حيازتها مكانة مرموقة تفوق أعظم الأماكن الدينية في الإسلام، و أشرفها و أعظمها قداسة، وفي طليعتها الكعبة المشرفة، وهي أعظم مقدسات المسلمين، وهذا مما لا يختلف عليه اثنان ، لكن يا ترى هل غابت تلك الحقائق عن الجماعات المسلحة و التنظيمات الإرهابية المتعطشة لسفك الدماء كداعش رغم أن هويتها ذات صبغة إسلامية ظاهرياً ؟ حقائق جلية واضحة للعيان، ولا غبار عليها، و يفهمها الصغير قبل الكبير؛ لأنها تدعو إلى حفظ الدماء ؛ لأنها تدعو إلى حفظ كرامة الإنسان، و صون حرمته، وعدم التعرض لها بكل ما يخالف مقررات السماء و اتفاقيات الأعراف الإنسانية بما يساهم في إشاعة روح الأمن، و الأمان، و يفتح آفاق السلم، و السلام بين شعوب المعمورة، أما بالنسبة لقادة داعش في الماضي و الحاضر فكلاهما وجهان لعملة واحدة، فلا يختلف ماضيهم عن حاضرهم، تاريخ أسود يحمل معه صفحات عنوانها سفك الدماء، و زهق الأرواح، و إبادات جماعية بحجج واهية، و أدلة مزيفة ذاقت خلالها المجتمعات الإسلامية شتى ألوان العذاب، و أبشع الجرائم التعسفية، و تعود أصول و منابع هذا التشابه في المنهج، و الأسلوب عند قادة الجور، و الظلم، و التعسف إلى حقيقة واحدة لا ثاني لها، وهي وحدة الهدف لعقول متحجرة لا تريد للبشرية أن تهنئ بالراحة و نعيم الدنيا و سعادة الآخرة، بل تريدها دائماً، و أبداً في حروب طاحنة، تسودها حالة من التشرذم و الانحلال الأخلاقي، و التفكك الاجتماعي، و الاحتقان الطائفي المقيت، إنه منهج العداء للإسلام، و الحقد الدفين على المسلمين الذي يأخذ أصوله من يهود الأمة دواعش الفكر، و الضحالة العلمية، ومن قادة، و أئمة فساد، و إفساد في الأرض، فبالأمس قصور قادتهم عامرة بالخمر، و المجون، و ليالي الأنس الحمراء بينما يدفعون بآلاف المسلمين الأبرياء لمجازر الحروب الطاحنة لا لأجل حماية شعوبهم و حماية الدين، و المذهب، و حرمات، و أعراض، و ممتلكات، و مقدسات المسلمين بل لحماية مصالحهم الشخصية، و الحفاظ على عروشهم الخاوية، و إطالة حكمهم للبلدان، و المدن الإسلامية، و بقاء الأجواء الرومانسية، و مجالس الطرب، و الرقص، و الفحش، و المجون، فيتخذون من مقدسات المسلمين ذريعة للتأجيج الطائفي، و الزج بهم في حروب لا تعود بالنفع على الإسلام، و محرقة لآلاف المسلمين في الوقت الذي تكون عوائل القادة في أمن، و أمان بينما أرواح، و نفوس الفقراء، و الأبرياء تباد، و تنتهك على يد الفرنج، و غيرهم من محتلين، وقد علق الأستاذ المعلم الحسني على تلك الأحداث المؤلمة و الجرائم الداعشية التي تقشعر لها الأبدان بسبب عنجهية داعش، و قادتهم الفاسدين منتهكي الحُرَمِ و الأعراض فقال المحقق الحسني في محاضرته (32) ضمن سلسلة بحوثه العلمية في التحليل الموضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي بتاريخ 17 / 4 / 2017 قائلاً : ((وهل البيت المقدس أكثر حرمة عند الله من الآلاف المؤلّفة التي أبيدت على أيدي الفرنج وعلى الحرمات التي انتهكت والنساء والأطفال المسلمين الذين اُسروا واستُعبدوا، والذين أجبروا على ترك دينهم )) . |