محمد يوسف -
ابداَ اخي الغالي عمر الناجي لم اتوقع ان يكتب لي الله ان انعى صديقين عزيزين ورفيقي درب اوفياء ومخلصين خلال فتره
لا تتعدى العشرين يوماً , فلقد إعتقدت ان فاجعه فقدان الأخ عمر ابو سمور صبغت نهايه عامنا هذا بسواد حالك لم يعد فيه مجالاَ للمزيد ..
ولكن إراده الله شائت أن لا يتفارق رفاق الدرب الطويل من العُمَرين , ابو سمور والناجي , فكتبت لك ان تلحق بصديق عمرك بعد ايام قليله من رحيله , وكأنك التوأم الذي لم يستطيع تحمل فراق شقه الآخر
فلحقت به
وتركتنا مثله في حسره على فراق اخوه احبه اوفياء ومخلصين
وهل لنا غير ان نتقبل مشيئته تعالى خاشعين متضرعين بالدعوات لكلاكما غفرانا لذنوبكم ورحمه بكم
وإن يتقبلكم في رحاب جناته ,
اليس هو الرحمن الرحيم ؟؟
عرفتك انت الآخر يوم حلولك في تولوز عام الخمسه وسبعين , حيث كنت تبحث عن رائحه فلسطيني مثلك , لتتواسى معه غربه مفروضه , وفيك وجدت ابن طيره حيفا الأصيل , المخلص لفلسطين والذي يحملها في قلبه وعقله ووجدانه حيثما حل , سبّاق للمشاركه في كل نشاط يُعلي أسمها ,
فكنت يا ايها الغالي مثالا للجندي المجهول الذي يعطي بلا حساب
ذكريات كثيره هي تلك التي تملاء عقلي في يوم رحيلك عنا
يوم فتحت بيتك المتواضع لمُعلمنا الشهيد عزالدين القلق الذي كان قد شرّفنا بزياره ليرفع كلمه فلسطين في تولوز
يوم التحفت الحطه الفلسطينيه وصعدت على سقف سياره لتُأبن رفيق دربنا الشهيد فضل الضاني في ذلك التجمع
الجماهيري الضخم الذي جاب شوارع باريس تنديدا بالجريمه الصهيونيه البشعه
يوم استقبالنا للمناضل بسام الشكعه , وفرضه ضيفا على بلديه تولوز , بعد محاوله إغتياله في جبل النار
تذكرتك يا اخي العزيز خلف الستار , تعمل بلا كلل ولا ملل , في مهرجانات الإنسانيه في باريس وتولوز ونيم ومونتبليه وإكس ان بروفنس , وغيرها الكثير
تذكرتك تُحاضر للتعريف بقضيه شعبك في مدينه البي واوش وغروناد وغيرها الكثير
تذكرت الليالي الطويله التي كُنا نقضيها لملئ جدران تولوز بملصقات المقاومه
تذكرت الساعات الطويله التي كنا نقضيها في المدن الجامعيه او في سوق سان سرنان الشعبي لتوزيع البيانات حول قضيه شعبنا
تذكرت الحوارات الساخنه , والجدل العنيف مع مُدّعي صداقه شعبنا ومع اعدائه
تذكرت يوم اجبرنا رئيس المنظمه الصهيونيه العالميه لأن يصدر بيانا يندد بمشاركتنا رافعين أعلام فلسطين على رأس مظاهرات عيد العمال , كان يعتقد يومها ان للفلسطينيين جيشاً في تولوز , وعددنا يومها لم يكن يتجاوز اصابع اليد الواحده
لقد كنت يا صديقي إبناً باراً لحركه فتح التي التحقت بها حال وصولك الى تولوز , فآمنت بها كطريق حريه لشعب يستحقها , فأصبحت بيتك المعنوي في الغربه , وابنائها اصبحوا عائلتك وربعك
لقد كنت ذو قلب كبير يتسع لكل إبناء وطنك , ولم تُكِن الضغينه ابدا لأحد إلا لهؤلاء الذين يحجبون شمس الحريه عن عيون اطفال شعبنا ..
نم قرير العين , انت ايضاً ياعزيزي
فنحن إخوانك ورفاق دربك لن ننساك
وسنبقى على العهد والقسم
رحمك الله تعالى , وغفر لك ذنوبك , واسكنك فسيح جناته
وألهمنا واهلك الصبر والسلوان
وإنّا لله وإنّا اليه راجعون |