صنعاء نيوز/ فلاح الخالدي -
الفتنة هي بلاء يصيب الناس على الارض بسبب ابتعادهم عن شريعة السماء الحقة مما جاء به رسل الله وانبيائه ومن سار على خطهم من الاوصياء والعلماء الاتقياء , علماً ان الفتن تصيب الناس بسبب تصرفاتهم وما ساروا اليه من فساد وملذات وشهوات متبعين في ذلك من هو ليس أهلاً للقيادة في المجتمع وتشمل هنا القيادة الدينية والسياسية وحتى الاجتماعية، فحتماً يكون ذلك القائد في خانة الجهل وبجهله تسير الامور نحو الهلاك تبعاً لملذاته وشهواته ومن كان كذلك يكون ابليس قائده ومسيره من حيث لايعلم بل يصور له نفسه انه على حق , فتذهب الناس خلف رغباته وشهواته فيسلك بهم طريق الفتن , لان الله يريد ان يُعبد من حيث ما يريد هو لا من حيث ما يريد الانسان القاصر المحتاج, قال العلي القدير (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّه لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ).
لقد أخبرنا وحذرنا الرسول الاكرم "صلى الله عليه وآله" من فتن آخر الزمان والولوج فيها لانها تستؤدي بنا الى الهلاك, والفتن هنا تشمل الفتن الدينية والاقتصادية والاخلاقية والاجتماعية وكل شيء يأخذ الانسان بعيداً عن طريق ربه ومتخذ من المضلين عضداً.
ففي محاضر عقائدية لأحد المحققين العراقيين وهو المرجع الصرخي نصح المسلمين والعالم أجمع ان يميزوا أنفسهم هل وقعوا في الفتنة أم لا من خلال ما أورده من روايات وتعليقات فريدة من نوعها في المحاضرة الاولى من بحث (الدولة المارقة في عصر الظهور من عهد الرسول) قال المحقق بخصوص الفتن وكيف للأنسان ان يميز نفسه منها:
((والآن نسأل: هل إنّ قتل الأخ من أبناء الوطن من أبناء الدين من أبناء الإنسانية، هل تراه حلالًا أم حرامًا؟ هل كان حلالًا وصرت تراه حرامًا أو كان حرامًا وصرت تراه حلالًا؟ هل تهجير الناس؟ هل الفرح بما يصيب الأبرياء؟ هل قتل الأبرياء؟ هل تهجير الأبرياء؟ هل إثارة الطائفية؟ هل الفساد والإفساد والسكوت على الفساد والإفساد كل هذا تراه حلالًا؟ هل كنت تراه حرامًا فصرت تراه حلالًا أم أنت قد فقدت الاتزان والميزان والتمييز منذ البداية ومن الأصل؟ إذاً علينا أن نُميِّز، علينا أن نُحدِّد، علينا أن نُشخَّص، هل أنّ الإمام الحسين عليه السلام خرج لطلب الإصلاح؟ هل الإمام الحسين خرج ضد الفساد أم خرج ضد الإصلاح؟ هل الإمام الحسين خرج أم بقي؟ سكت أم تكلم وتحدَّث؟ طالب بحق طالب بإصلاح، طالب بمعروف، نهى عن منكر؟ أنت الآن ماذا تفعل؟ ونحن الآن في أيام عاشوراء هل تخرج لكربلاء لزيارة الحسين عليه السلام وأنت تقتدي بالحسين وتسير على سيرة الحسين، تهتم بالآخرين، تهتم بأمور المسلمين، خرجت ضد الفساد، خرجت للإصلاح، خرجت وتركت خلفك مظلوميات، خرجت وتركت الواجب في الدائرة في الوظيفة في المدرسة أو محل العمل المهني أو الأكاديمي أو غيره من أعمال، تركت العيال، تركت الأهل، تركت الواجب وذهبت لزيارة الحسين، تركت الواجب وذهبت إلى مستحب، هربت وتركت قضاء حاجة الناس وذهبت إلى مستحب، تركت الواجب فارتكبت المحرم وذهبت إلى مستحب، لا يبقى استحباب صار هذا الاستحباب مقدمة لترك الواجب، صار هذا الاستحباب مقدمة لارتكاب المُحرَّم، فلا استحباب في الزيارة، فعليك أن تُميِّز أن تفكر، أن تُحدِّد هل أنك قد أصابتك الفتنة أم لا؟)) انتهى كلام المحقق.
للأطلاع اكثر على المحاضرة
https://goo.gl/gJYuAt
وأخيراً كل عاقل يبحث عن مرضاة الله ورحمته ونحن نعيش سنين البلاء والفتن كالليل المظلم، عليه ان يُميِّز نفسه حسب الكلام أعلاه ليكون في مأمن من الفتن ومضلاتها حتى لايكون مع خانة ابليس وأئمة الضلال الذين يسيرون به الى الضلال والانحراف فيكون مصيره النار والخسران المبين، أعاذنا الله وإيّاكم من شرها وشرورها. |