صنعاء نيوز -
واشنطن ـ (أ ف ب) – أكد الرئيس الاميركي بيل كلينتون جملته الشهيرة “لم أقم علاقات جنسية مع هذه المرأة”، ما ادى الى اجراء لاقالته بعد ان تبين انه كذب حول علاقته مع مونيكا لوينسكي.
توالى بعده ثلاثة رؤساء واليوم جاء دور دونالد ترامب ليكون محط الشبهات بانه دفع لنجمة أفلام إباحية لقاء صمتها حول علاقتهما.
مثل هذه المعلومات من شأنها منطقيا نسف اي مسيرة سياسية في الولايات المتحدة لكن الملياردير أثبت انه ليس كالاخرين وهذه القضية “ليست حتى الأكبر هذا الاسبوع″، بحسب آرون بليك أحد مراسلي صحيفة “واشنطن بوست”.
ويجد المحللون السياسيون والمراقبون والمؤرخون أنفسهم في حيرة لتفسير لماذا لا يثير كشف مسألة كهذه سوى اهتمام محدود عندما يتعلق الامر بترامب.
إن ما لا شك فيه ان كلينتون كان رئيسا للبلاد عندما أقام العلاقة مع لوينسكي (22 عاما) المتدربة في البيت الابيض وان الاحداث كانت تقع في مكتبة منعزلة بالقرب من المكتب البيضاوي.
في المقابل، ترامب كان مواطنا عاديا في العام 2006 عندما أقام علاقة جنسية مع الممثلة الاباحية ستورمي دانيالز. لكنه كان متزوجا ولم يكن قد مضى أربعة أشهر على ولادة ابنه.
يقول البروفسور المساعد في جامعة بوسطن توب بيركوفيتز لفرانس برس “ترامب حالة غير طبيعية. انظروا الى غيره من السياسيين والمشاهير والصحافيين الذين قضت على مسيرتهم الاتهامات بسلوك أقل خطورة او سوءا مما قام به ترامب”.
وأوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” الاسبوع الماضي ان ترامب دفع لدانيالز 130 الف دولار لقاء صمتها عن علاقتهما. الا ان محامي ترامب ودانيالز (38 عاما) واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد نفوا حصول أي علاقة بين الاثنين.
لكن مجلة “إن تاتش” نشرت الاسبوع الماضي مقابلة تعود الى العام 2011 مع دانيالز أسهبت فيها بالحديث عن العلاقة بما فيها الجانب الجنسي.
والمقابلة التي لم تُنشر من قبل، أجريت قبل توقيع دانيالز المفترض على اتفاق السرية في تشرين الاول/اكتوبر 2016.
– عدم اكتراث الناخبين –
يقول جي. تيري مادونا مدير معهد السياسات والعلاقات العامة لدى معهد فرانكلين اند مارشال انه يستغرب بعض الشيء عدم الاكتراث بقضية دانيالز خصوصا وانها انكشفت بينما حركة #انا_ايضا ضد التحرش الجنسي تحصد تأييدا كبيرا.
وتابع مادونا “لا يبدو انها تحدث تأثيرا مع انه كان هناك شعور بأنها ستحظى باهتمام كبير… لكن يبدو ان الامر على العكس مع وسائل الاعلام بينما نلاحظ نوعا من عدم الاكتراث من قبل الناخبين”.
يقول مادونا ومحللون آخرون ان ذلك مرده جزئيا الى كثرة الاحداث التي تتصدر العناوين من البيت الابيض، مضيفا “لا استطيع ان افهم وانا اعمل في هذا المجال منذ فترة طويلة ما اذا كان السبب ان هناك كل يوم مأساة وطنية من نوع او من آخر”.
ومضى يقول “او (ربما) لأن الأمر حصل في العام 2006 عندما كان ترامب مواطنا عاديا والعلاقة الجنسية برضا الجانبين بحسب كل المعلومات”.
في كل الاحوال، يرى مادونا ان الرئيس ليس لديه ما يخشاه، ويقول “صدقوني، الامور مع ترامب يمكن ان تتغير بطرفة عين ولا أعتقد ان هذه المسالة يمكن ان تعرقل رئاسته في هذه المرحلة”.
وتنسب مراسلة مجلة “نيويورك” اوليفيا نوزي عدم الاكتراث الظاهر لدى الرأي العام والصحف الى ما يمكن تسميته ب”السأم من فضائح ترامب”.
وقالت نوزي في مقابلة مع برنامج “مصادر موثوقة” (ريلايبل سورسز) على شبكة “سي ان ان” ان ترامب “لديه العديد من الفضائح من هذا النوع حتى بات هناك شعور بالسأم لدينا جميعا”.
يوافقها بيركوفيتز الرأي ويقول “ليست هناك معايير مختلفة في ما يتعلق بترامب، بل الامر يتعلق بالطريقة التي يتعامل فيها ترامب مع الادعاءات فهو لا يتردد في التغريد بعفوية عن كل شيء”.
ويتابع بيركوفيتز ان ذلك يذكره ببيل كلينتون، مضيفا “ان شعار كلينتون في تسعينات القرن الماضي كان عدم ترك اي اتهام دون الرد عليه (…) حتى لو أدى ذلك اذا لم نقل الى الكذب أقلّه الى تحريف الحقيقة بشكل كبير”.
في المقابل، تعود الشهرة بالمال على دانيالز فهي تشارك حاليا في جولة بعنوان “اعيدوا أميركا شبقة مجددا” ستشمل عدة ولايات في الاشهر المقبلة.
الراي اليوم |