صنعاء نيوز/ عمار حبار الكعبي -
الانتقاد قد يكون سببه حالة نفسية متعبة، تدعوا الى محاولة منع الآخرين من التقدم، تعويضاً للفاقد التطوري في سلوك الأفراد، ليكون هذا المفقود سبباً في عرقلة الآخرين ما دامت المنافسة منتفية لأسباب ذاتية أو خارجية، بينما يمكن ان يكون الانتقاد بدافع المحبة والإصلاح والنماء، فكلاهما انتقاد، ولكن مبررات الأخير ابعد ما تكون عن الثاني، لان ما يترتب عليه سيكون بناءاً لا هدماً، واصلاحاً لا تخريباً ، لان منطلقات كل منهما تحددان نتائجهما مسبقاً .
أسس الانتقاد المتبادل بين أبناء الوطن الواحد، ممن ينتمون لثقافة واحدة ونسيج اجتماعي واحد، ومشتركات اكبر من ان يتم القفز عليها، لتكون مبنية على أساسين مهمين حسب ما طرحته المرجعية الدينية العليا، ليكون الأساس الاول النقد البناء بغرض الإصلاح والبناء، لا الهدم والاقصاء، ليكون أساسا ً يحدد غرض المنتقِد للمنتقَد، لان النقد الهدام يظهر من خلال إبراز اكبر قدر ممكن من المشاكل وإيجاد المعوقات بدافع تعطيل وإيقاف كل الجهود المبذولة، ليكون الانتقاد موثقاً وواضحاً ومؤشراً ليكون بداية للحل وليس للتعقيد .
الأساس الثاني الذي اشارت اليه المرجعية الدينية، هو اُسلوب توجيه الانتقاد، فرب فكرة صحيحة تقدم بأسلوب خاطئ تفقد كل صحتها وهدفها، الكثير من الأفكار الصحيحة تندثر وتنتهي بسبب عدم مراعات اُسلوب الطرح، التجريح والانتقاص والسخرية كلها أساليب تدفع لعدم تقبل الفكرة المطروحة مهما كانت صحيحة، لانها تدفع المنتقَد بفعل الكبرياء والحفاظ على الكرامة الى رفضها، وبالتالي يكون الحوار مبني على أسس غير علمية وغير صحيحة واشبه بالمصارعة، وبالتالي يفقد فائدته، خصوصاً عندما يكون الأسلوب معلن في وسائل التواصل الاجتماعي، ومحاولة السخرية امام الناس مما يعقد الأمور وقد يدفع المنتقَد بالتمادي في خطأه، بغضاً أو دفاعاً أو حفاظاً على الكرامة، لندفعه الى مزيد من الأخطاء لنكون أولى بالانتقاد منه ! . |