صنعاء نيوز عدن -رندى باعشن -
يضرب الأطفال من حوله بقوة أو يقوم بشتمهم، حاد في طبعه، وإذا عوقب زاد شقاوة أكثر, ليس شريرا وإنما لم يستطع أن يتعلم الحب والتسامح وفي النهاية سنلقي باللوم على الوالدين انه الطفل العدواني.
الطفل العدواني يتسم بكثرة الحركة والرغبة دائما باستفزاز الآخرين والعناد والعصبية. لا يحب المشاركة والتعاون ويكون محب للتملك والسيطرة وميال لفرض سطوته وقوته عن طريق ضرب الآخرين. "السياسية" طرحت في السطور التالية أسباب العدوانية عند بعض الأطفال كيفية التعامل معهم.
أسباب عدوانيته
قد يلجأ الطفل للعدوان لشعوره بالظلم أو لعدم ثقته بنفسه. وهناك عدد من الأسباب من أهمها التدليل الزائد عن الحد وبالتالي رفض أي شيء يطلبه سيدفعه للتعبير عن اعتراضه بالصراخ ورمي الأشياء، أو بسبب التقليد. فقد يقوم بتقليد شخص عصبي من أفراد العائلة أو شخصية تلفزيونية عنيفة، والغيرة أيضا فالطفل يغير من نجاح أحد الأطفال الذين من سنه وتفوقه فيعبر عن غيرته بضرب هذا الطفل أو شتمه وإهانته وذلك بغرض لفت الانتباه إليه. بالإضافة إلى أن تصرفات الطفل العدوانية في كثير من الأحيان تكون بسبب تشجيع بعض الآباء عليها بطريق مباشر أو غير مباشر، مثل الفرح حين يعلمون أن أطفالهم استطاعوا ضرب أحد أو حتى السكوت على تصرفات أبنائهم العدوانية دون معاقبتهم عليها.
كيفية التعامل مع الأطفال العدوانيين
يعتقد البعض أن أنسب عقاب للطفل العدواني هو الضرب، إلا أنه في الحقيقة أسوأ عقاب؛ لأنه سيصور له أن الضرب مسموح. والعقاب اللفظي أيضا بالسب والشتم سيسبب له حالة عدم الثقة بالنفس التي هي من أسباب عدوانه. لذلك يجب أيتها الأم أن تبدئي بنفسك. هدوئك سيعلمه الهدوء والحد من المشاجرات العائلية سيفيده كثيرا. بالإضافة إلى استخدام أسلوب الحوار والمفاوضات. وحاولي إشراكه في رياضة معينة حتى يفرغ فيها طاقاته. دعيه يمارس هوايته وحقه باللعب بحرية تبدئي، لكن تحت إشرافك. والأهم من ذلك راقبي تصرفاته لتعلمي جيدا ما هي الظروف التي يظهر بها العدوان.
كما يجب تحميل الطفل مسؤولية أفعاله فإذاحطم نافذة الجيران مثلا. فيجب أن يدفع من مصروفه لإصلاحها ولا يجب أن يراها على أنها عقاب، ولكن يجب أن يعلم أن هذا نتيجة طبيعية لتصرفه العدواني. ومن الأفضل تنمية الحس الأخلاقي له دائما بHن يعرف ان عدوانيته تسبب أذى وألم للآخرين.
الثواب والعقاب
تقول سميرة (ربة منزل): "ابني يتحرك أكثر من أي طفل رايته في حياتي كنت في البداية سعيدة جدا به فهو بكري وكنت أقول إنه ذكي ويريد التعلم. لكني فوجئت بأنه بدأ بسلوك عدواني فهو يريد أي شيء بيد غيره وحين لا يناله يبدأ بضرب الطفل الذي أمامه.
وتضيف أن سبب عدوانية يوقعها في حرجا كبير حيث انه في إحدى المرات ضرب زميل له في رياض الأطفال بشكل عنيف لدرجة أن والد الطفل اخرج ابنه من الرياض، مشيرة إلى أنها لم تعد تعرف كيف تتعامل معه فالضرب والصراخ لم يعد مجديا معه.
الصبر مفتاح الفرج
وتعاني منى (موظفة) من نفس المشكلة، لكن مع ابنتها. تقول: الغريب إن كل من يعاني هذه المشكلة تكون مع أبنائهم الذكور؛ لكن أنا مشكلتي مع ابنتي فهي كانت بغاية العدوان مع من حولها. وأعتقد أن السبب الرئيسي في ذلك أني حين كنت أذهب للعمل أضعها في منزل جديها وكبرت مع أبناء أخوالها ولعبت معهم وأصبحت تتصرف مثلهم وحين دخلت المدرسة كانت قد تعلمت كيف تقاتل واعتقدت القتال الحل الوحيد للتعامل مع من حولها. ولكم أن تتخيلوا كمية المشاجرات التي كانت تقوم بها وليس مع الفتيات فقط بل الفتيان أيضا والمصيبة أن زوجي كان يشجعها في أغلب المشاجرات وكان يقول لها: دافعي عن نفسك.
وتضيف لم أجد أي وسيلة للتعامل مع ابنتي إلا الصبر والتفهم والحوار إلى أن كبرت وعقلت وحدها بعد أن أتعبتني كثيرا.
المدرسة
يتخلص معظم الأطفال من هذا النوع من السلوك عند دخولهم المدرسة؛ لأنهم يطورون مهاراتهم اللغوية للتعبير عن أنفسهم باستخدام الكلمات. ويتطور حسهم الاجتماعي ليدركوا أن عدوانيتهم الجسدية أسلوب خاطئ وغير مجد.
فإذا فشل الطفل في استيعاب هذه الدروس فقد يكون الطفل اكتسب اضطرابا سلوكيا عاطفيا يجعل من الصعب عليه أن يستمع أو يركز، أو يقرأ... مما يعيق أداءه في المدرسة، أو قد يعاني من صدمة نفسية مثل انفصال والديه، مما يثير لديه المزيد من الغضب، عندها لا بد من استشارة أخصائي نفسي لعلاج الطفل.
الحرمان الجزئي كحل
وتوضح لنا المشرفة الاجتماعية بثانوية عبد الباري قاسم للبنات بخورمكسر عدن، كاملة شمشير، إن الطفل العدواني بحاجة إلى معاملة خاصة جدا. أولا وقبل كل شيء يجب أن نتحرى سبب عدوانيته والأسباب عادة في هذه الحالات تكون، إما بسبب مشاكل الأهل أو بسبب انفصالهم. وتؤكد أن العدوانية لا تنحصر بالأطفال الذكور فقط بل تصل إلى الأطفال الإناث أيضا ويكون سبب عدوانية الطفلة هو ضغط الأهل وتفرقتها عن أخيها الذكر وهذا سائد في مجتمعاتنا الشرقية كثيرا.
وترى شمشير أن العدوانية تتولد نتيجة ضغط كبير يفرض على الطفل إما من الأهل أو المحيطين به وهذا الضغط يولد خوف وتذمر وبالتالي يؤذي إلى الانفجار ويولد العدوانية، مشيرة إلى أن الانطواء أحد أعراض العدوانية لأن الطفل الانطوائي عادة لا يتحمل أحد ولا يتحمل أصدقاءه وبالتالي يولد العنف. والعدوانية إذا لم تعالج منذ الصغر يمكن أن تتطور وتصبح مرضا نفسيا. لذلك يجب معالجتها وتجاوزها بسرعة بالتفاهم والحوار مع الطفل العدواني من قبل الأهل والمدرسين على حدا سواء. وبعد الحوار نعطي الطفل فرصة واثنتين لمحاولة إصلاح أخطائه ثم نقوم بحرمانه من بعض الأشياء التي يحبها لمعاقبته، ولكن ليس حرمانا كليا بل جزئي، وبالتدريج؛ لأن الحرمان الكلي والكبير يؤذي إلى الضغط الذي هو أهم أسباب العدوانية.
إذا عرف السبب
أما المشرفة الاجتماعية أمل خلاقي، فترى أن من المهم معرفة أكثر ما يدفع الطفل إلى العدوانية مثلا مدرس معين، زميل معين معه، وكما يقال إذا عرف السبب بطل العجب. وإذا عرفنا سبب عدوانيته بالتحديد يمكننا تفادي هذا السبب وخلق جو من الألفة والتفاهم يستريح به الطفل ويقلع عن العدوانية. أما إذا كان عدوانيا بشكل كبير وعلى أتفه الأسباب فيجب الحوار معه ومحاولة معرفة أسبابه ودوافعه فهو في النهاية طفل إذا تحدث احد معه بهدوء وبالحسنى لا بد أن يستجيب في النهاية.
هذا بالنسبة إلى الأطفال الذين يمكن التفاهم معهم، لكن هناك نوعا من الأطفال العدوانيين انطوائيين ولا يحبون الحديث مع أحد وهذا نوع صعب جدا ويأخذ وقتا للتفاهم معه. لكن لكل مشكلة حل بالتفاهم والحوار. وبعد الحوار يأتي دور التحفيز والدعم والتشجيع عند العمل الطيب والمعاقبة عند العمل السيئ لكن الابتعاد عن العقاب بالضرب فهو يزيد ويعقد المشكلة ولا يحلها خصوصا مع الطفل العدواني.
وتأكد الخلاقي أهمية التعاون بين الأهل والمدرسين كما تشدد على الأهل ألا يدعموا سلوك أولادهم العدواني ويفرحون به ويظنون بذلك أنهم يربون أطفالا قادرين على الدفاع عن أنفسهم، إلا أنهم بذلك يربون أطفال غير قادرين على بناء صداقات وعلاقات اجتماعية سليمة مع من حولهم في المجتمع.
حل من الحلول
يمكن للأم أن تهدي طفلها عصفورا أو قطة أليفة يختارها ويشرف بنفسه على رعايتها وتلبية احتياجاتها. فهذا يجعله يتحول إلى طفل وجداني يشعر بالألفة والثقة والتعاطف وتبدأ ثقته بالناس تزداد وتدفعه للتعاون مع الآخرين بأمان وعطف.
السياسية |