صنعاء نيوز/بقلم // الكاتب حسن حمزة العبيدي -
يسعى كل منا إلى نيل شرف تحقيق التكامل في شتى مجالات الشخصية الإنسانية عبر عدة طرق و مقدمات يعمل على خوض غمارها جميعاً حتى و إن كان طريقها غير معبد بالورد و الرياحين إلا أنها لا تثني عزمه في بناء شخصية متكاملة تكون فاتحة خير في إقامة دولة المواطنة الصالحة وهذا ما حتم عليه طرق جميع الأبواب التي تفتح له كل الآفاق الرحبة و تسهل عليه مهمته الإنسانية النبيلة فكان التكامل الاجتماعي أحد أبرز تلك الطرق المتعرجة المحفوفة بالمخاطر و المتاهات التي لا يُستهان بها فكان لزاماً على الإنسان البحث عن الطرق التي تحقق له الغاية الساعي خلفها و التي أكدت له مدى أهمية التكافل الاجتماعي و دوره الكبير في تحقيق ما يصبو إليه فقد وجد ضالته في الوحدة الفكرية عند بني البشر و خاصة عند المسلمين الذين تتوحد أفكارهم و تتفق رؤاهم في العديد من المواقف التاريخية و عند إقامة الطقوس و الشعائر الدينية بغض النظر عن الانتماء المذهبي المهم أنهم وعلى اختلاف أجناسهم الدينية إلا أنهم في العبادات يقفون كالجسد الواحد مثلاً الصلاة فالكل يرفع فيها كلمة واحدة تتجلى في إظهار العبودية الكاملة و الخالصة وفي المقابل فهي تعبر عن حقيقة الإقرار بالوحدانية لله تعالى فحقاً انها كلمة تزرع في نفوسنا صورة الإيمان المشرقة و الناصعة الصفاء تلك هي كلمة الله أكبر وما يتبعها من جملة الشهادتين و غيرها من العبارات العطرة فعندما يرى الإنسان نفسه في موضع التذلل و التصاغر في حضرة الباري جل و علا و يقر و يعترف بتصاغره أمام عظمة الخالق سبحانه و تعالى و يشعر في الوقت نفسه بحاجته الماسة إلى أخيه الإنسان بعد الله تعالى وهذا الشعور يؤجج في داخله أسس التعايش السلمي و توطيد أواصر التكافل الاجتماعي من خلال مد يد العون و المساعدة و فتح أبواب الرحمة و الشفقة و العطف على المعوزين و المحتاجين و المستضعفين فيرسم الفرحة و الابتسامة على محياهم و يُعيد إليهم الأمل و الطمأنينة و الشعور بدفء الحياة و حلاوة طعمها وهذا ناتج من وحدة الفكر عند بني البشر عندما تكون كلمتهم واحد يعلوها أسم الإله و الإقرار له بالعبودية الخالصة فالوحدة الفكرية تُعد بحق الخطوة الأولى المهمة في نشر قيم التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد وكما يقول أحد الباحثين الإسلاميين ( يوجد ثمرات اجتماعية عديدة تترتب على الالتزام الحقيقي بالصلاة فالنهي عن الفحشاء و المنكر له آثار اجتماعية كثيرة لان المنكرات الروحية و الأخلاقية لها تأثيرات سلبية على المجتمع بصورة مباشرة أو غير مباشرة كالذب و التكبر و الرياء و الظلم فإنتفاء هذه المنكرات و غيرها يؤدي إلى صيانة المجتمع و حفظه و تحقق المثالية و الأمان فيه ) فالوحدة الفكرية خطوة جيدة في طريق بناء المجتمع المثالي المؤمن بجوهر التكافل الاجتماعي فكل العبادات التي يؤديها المسلمون تؤكد على الوحدة الفكرية فهي مما يقوم عليها المجتمع المسلم و يعتقد بها .
|