صنعاء نيوز -
قبل عامين قمت بتوجيه ايميل الى رئيس الأتحاد العربي - فياراب البرازيل بالوكالة، اعلمه برغبة بعض المؤسسات الفلسطينية للانتماء الى الاتحاد طالبا منه المساعدة والتوجية ، فلم استلم ردا حتى اليوم، سكرتير اتحاد المؤسسات الفلسطينية امير مراد اللبناني اتصل بمسؤول احدى المؤسسات الراغبة بالانتماء الى الاتحاد ملوحا له ان انتماء مؤسسته للاتحاد العربي لن تتم، ووصلني ايميلا من مدير معهد القدس ومديرها لبناني مؤسسته تنتمي الى الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية يعلمني ان الايميل الذي قمت بارساله للاتحاد العربي قد تم تحويله اليه، فعندما حاولت الاستفسار منه عن موقفه من انتماء وتنسيب مؤسسات فلسطينية الى الاتحاد العربي لم يجب على سؤالي حتى يومنا هذا.
القضية ليس الايميل وعدم الاجابه عليه، القضية بالاساس هي: لماذا المؤسسات الفلسطينية هي خارج اطار الاتحاد العربي؟
نائب رئيس فياراب فنزويلا هو فلسطيني، كذلك الناشط والمناضل الفلسطيني خالد سلامة من بنما انتخب عام 1990 رئيسا للاتحاد العربي لقارة امريكا اللاتينية والكاريبي وهو رئيس فخري للاتحاد حاليا...، الجاليات الفلسطينية بالعديد من دول امريكا اللاتينية والوسطى والكاريبي تنتمي الى الاتحاد العربي بدولها وعلى مستوى القارة وتشارك بمؤتمراتها على مستوى الدولة والقارة الا... البرازيل، فلماذا الجالية الفلسطينية ومؤسساتها بالبرازيل خارج هذا الاطار؟
المؤتمرات الاربعة الاخيرة للمؤسسات الفلسطينية التي انعقدت منذ عام 1989 بالبرازيل، والتي شاركت بها كمراقب او كمندوب، لم ارى مشاركة للاتحاد العربي، واعتقد انه لم يتم توجيه دعوة الى الاتحاد العربي كضيف، والسؤال: ما هي الاسباب التي جعلت القائمين على المؤتمر استبعاد توجيه دعوة للاتحاد العربي لحضور الموتمرات كضيف؟ او لماذا رفض الاتحاد تلبية الدعوة حال انها وجهت له؟
المؤتمر الاخير للاتحاد العربي الذي انعقد بالاورغواي خلال شهر تشرين الثاني كان الحضور الفلسطيني من اغلب دول القارة بالمؤتمر ما عدا البرازيل ذات التجمع الفلسطيني الكبير، والاورغواي دولة حدودية للبرازيل، وعلى حدودها اكبر تجمع فلسطيني بالبرازيل، فما هي الاسباب التي حالت دون مشاركة الفلسطينين بالبرازيل بهذا المؤتمر والى متى ستستمر هذه المقاطعة او هذا الجدار القائم للمشاركة الفلسطينية؟
مندوبين عن اتحاد المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل شاركا بمؤتمر المغتربين العرب بالقاهرة بداية هذا الشهر، هل المشاركة كانت مجاملة لدائرة شؤون المغتربين ام كانت نتيجة خطوة باتجاه الانتماء للاتحاد العربي؟
الملفت للنظر وعلى مدار سنوات عدة وبمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، يشارك الاتحاد العربي بهذه المناسبة سنويا بنشاطات ساوبولو، ومشاركة الاتحاد تجمع عدة رؤساء سابقين للاتحاد والعديد من وجوه الجالية العربية الى جانب رئيس الاتحاد، ولماذا تستمرالمؤسسات الفلسطينية خارج الاتحاد العربي اذا؟
عندما تتحدث مع بعض ابناء الجالية الفلسطينية القدامى، يتحدثون عن مؤسسات شاركوا بهيئاتها الادارية على مستوى المدن والولايات، قبل تاسيس الجمعيات الفلسطينية بداية الثمانينات، ما الذي حصل بعد ذلك، هل الفلسطينيون بالبرازيل انفصلوا عن انتمائهم العربي؟
بولاية سانتا كاترينا تم تشكيل الاتحاد العربي بالولاية ولم يتم توجيه دعوة الى فلسطيني واحد للمشاركة بتاسيس الاتحاد، فما هي الاسباب التي تقف وراء بناء مزيد من المؤسسات ويتم استثناء الفلسطيني عنها؟
فما هي الاسباب التي تحول دون مشاركة الجالية الفلسطينية ومؤسساتها بالاتحاد العربي؟ يقول احد نشطاء الجالية بدولة اخرى بالقارة، ان تشكيل اتحاد المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل والاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية بقارة امريكا اللاتينية والكاريبي - كوبلاك خلال فترة الثمانينات، جاءت كبديل للمشاركة الفلسطينية بالاتحاد العربي، فالقائمين على هذه المؤسسات نجحوا باستبعاد الجالية الفلسطينية ومؤسساتها بالبرازيل ولم يوفقوا بالدول الاخرى، واخر يقول ان الدور السوري بالاتحاد العربي يشكل ايضا عائقا امام دور فلسطيني مؤثر لسياسة الاتحاد، وان فوز الفلسطيني خالد سلامة برئاسة الاتحاد العربي عام 1990 على المرشح السوري، اعتبر وقتها هزيمة قوية للنفوذ السوري بالقارة، احد الوزراء السوريين باحدى جلساته مع بعض ابناء الجالية العربية يقول: ان لم يكن الاتحاد العربي سوريا سنقوم بدفنه.
من هو الطرف المستفيد من ابقاء الجالية الفلسطينية ومؤسساتها بالبرازيل خارج اطار الاتحاد العربي؟ وما هو موقف الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية اليوم اتجاه تنسيب وانضمام مؤسسات الجالية الفلسطينية الى الاتحاد العربي؟
هذا الواقع يفرض على كافة القوى الفلسطينية سواء على مستوى القيادة او السفارة الفلسطينية او نشطاء الجالية الفلسطينية العمل على تعزيز وتطوير علاقات الجالية الفلسطينية مع الجالية العربية بشكل عام، من خلال انضمام المؤسسات الفلسطينية الى الاتحاد العربي، لا يجوز ان نبقى خارج محيطنا، ففلسطين هي قضية وطنية قومية اسلامية اممية، قضية الشرفاء والمناضلين بكل العالم من اجل فلسطين وحريتها
لا يجوز ان تستمر مؤسسات الجالية الفلسطينية بمأزقها، والذي يترك بصمات سلبية على الاداء الفلسطيني بشكل عام، فالانانية يحب ان تكون بعيدة عن العمل الوطني وتغليب المصلحة الوطنية ومصلحة جاليتنا ومؤسساتنا على المكاسب الضيقة التي لا تترك الا سلبيات على مجمل القضية وتعمل على اضعافها، فهل الاطراف التي لها مصلحة بتطوير المؤسسات وتفعيلها، وتطوير العلاقات مع الاتحاد العربي على قدر المسؤولية؟ |