صنعاء نيوز/ عمار جبار الكعبي -
قراءات في المنهاج الثقافي والسياسي لشهيد المِحْراب (رض)
ثانيا ً : السياسة واتباع الهوى
الهوى ضمن منظومة الفهم الاسلامي، تعتبر من العناوين العقائدية المهمة، واتباع الهوى قرنه الله تعالى في كتابه بالشرك، كقوله تعالى " أفرأيت من أتخذ إلهه هواه " ، ليورد عن ذلك الشهيد الحكيم (رض) ان الهوى هنا ليس إلهاً بمعنى التقديس والتعظيم، كما يفهمه البعض من تسمية الاله، وإنما يتخذه إلهاً في مقام العمل والطاعة والاتباع، فهو يخضع في سلوكه لهواه وليس للمصلحة العامة التي أوجبها الشارع المقدس .
منظومة الفكر السياسي لأي عامل في هذا الميدان، تفرض عليه جملة من الاولويات التي يترتب عليها سلوكه ومواقفه، فحينما يتم ترتيب أولوياته حسب منظومة الهوى تختلف مواقفه وسلوكياته، لتنطلق من رغباته وشهواته ومصالحه المادية، وبالتالي لن يكون للمصلحة العامة وجود واضح من ناحية المؤثر القيمي في سلوكه السياسي، سواء كان المتبع ناخباً او متصدياً سياسياً .
الناخب سينتخب على أساس هذه الميول والرغبات والأهواء والمصالح، وهكذا ادارة الحكم والحياة والمصالح العامة ستكون منطلقة من هذه الأسس التي تمثل غاية وهدف المشاركة السياسية، ولن يكون لخدمة المجتمع والوطن حيّز كبير، كوّن هذه الأسس ستستولي على مجمل اهتمام السياسي، وستؤطر حركته السياسية، لينتج ناخباً لا يفكر الا بمصالحه الشخصية، وسياسياً ليس للوطن والمجتمع مكان ضمن سلم أولوياته ! .