صنعاء نيوز/ فكري قاسم - فرحنا به أول ما وقع رئيس للجمهورية، وقلنا الرجال عاقل وحصيف وبيفرع بين اليمنيين بحس الأب الكبير اللي كل اليمنيين عياله، وكل اليمن بلاده، ولكن سعما يقولوا اخواننا المصريين، جت الحزينة تفرح مالقت لها مطرح.
واليوم هو مشرد بلا مطرح، واحنا وأطفالنا مشردين من بيوتنا ، وبلادنا لست على ما يرام، ، لكن جلال هادي مرتاح ومعه شغل كبير في النفط وأموره سابره، والرئيس الشرعي راجع راجع، اليوم او بكره او بعد عشرين سنة، مش مشكلة، وليش مستعجلين؟ المهم الشغل ماشي، والشرعية تحبي والارباح في ازدياد، ما فيش داعي لأي قلق.
وليش القلق أصلاً يا بو يمن؟ جلال اموره سابره والحمد لله، ونشاطه التجاري ينمو، ووزراء هادي مثابرين في عملهم الفندقي و يستلموا رواتبهم بالدولار، ومستقبلهم ومستقبل ابنائهم وعائلاتهم ماشية وفق الخطة التنموية لدولة الهاربين، واحنا الشعب نشوفهم مرتاحين، ونقوم نشغلهم: هيا اقطبوا، هيا حررونا... هيا رجعوا لنا الدولة... هيا رجعوا لنا الأمور مثلما كانت عليه... هذه والله قدهي قلة ذوق مننا كيمنيين بنشغل رئيسنا وحكومتنا المقعللة في الرياض بالتوافه.
عبدربه النائم ، ضميره مرتاح على مايبدو، ويحسب الشعب كلهم جلال ابنه، شايصبروا ويصابروا بينما هو مقعلل في الرياض يتواسق العودة الى البلد بأذرع وسخة وشرعية فالتة تهافتت عليها الذباب.
تخيلوا ياشعب ان ابوكم يقولكم انا خارج من البلد عشان احميكم، وعشان احمي سيادة بلدكم وعشان ارجع الأمن وارجع الدولة، وتمشي ثلاث سنوات وهو ولا رجع ولا الدولة رجعت ولا الأمن رجع ولا قدر يحمينا او حتى يحمي نفسه؟ هذا في الحسابات الدولية والسياسية والاقتصادية والقلافد كلها يعتبر مقلب كبير من مقالب الكاميرا الخفية.
تخيلوا ثلاث سنوات واحنا مراعيين لقائد يطلع يكلمنا بالتلفزيون حتى بالروسي، ويقولنا أي شي يبهج قلوبنا او يطمئنا ان عد معانا رئيس ومعانا دولة وهو مدعمم!
الجماهير يا والدي الطيب، لا تعشق القائد المدعمم ولا يستهويها الغائبون حتى ولو كانوا على صواب. وحدهم المراهقين الصغار والعطالة اللذين فقست بيضتهم اثناء ثورة الشبان، والمسؤولين الذين وجدوا في دولة الهاربين مغنماً وصيت، هم من يتمسكون بهادي رئيساً على هذا النحو من الانعزال والاغتراب، في بلد هي الاخرى لم تعد تعامله كرئيس للدولة وإنما رئيساً للشحن والتفريغ.
هادي جل جلال ابنه، رئيس طيب وعلى نياته صراحة، شحن لنا البلد كلها جبهات حرب لتحرير البلد من الحوثيين وافكارهم السلالية، لكن المصيبة ان غالبية الجبهات في الميدان وعلى قنوات الفضاء فارغة من محتواها الوطني، وغالبا ما تحارب في سبيل افكار واشخاص لاعلاقة لهم أساساً بالدولة الوطنية المنشودة. حتى أصبح مجرد ذكر «الشرعية» يصيبني بالغثيان. وحول فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي مسؤولين من بضاعة تالفة وقد جلستهم في الرياض جنبه، وجنب جلال، أحسن ألف مرة من عودتهم مكرشين الى بلد الناس فيه مخوقين جوع. وكلما تشتي تشحن قلبك بالصلاة على النبي وآله عموماً، ما عليك يا مواطن إلا ان تشوف تعيينات هادي وتشوف قراراته وتشوف ارتباكه، وتصلي على الحنبة اللي احنب نفسه بها واحنبنا معه.
صحيح ان عبدربه منصور هو الرئيس الشرعي اللي يفترض نلابج بعده لأنه يمثل الشرعية والقانون والدستور والقلافد الوطنية كلها، لكن شرعية هادي نفسها اصبحت مع الوقت نغمة للاستهلاك السياسي، زيها زي نغمة العدوان لدى الحوثيين. وإذا كان الحوثيون بجنونهم قد جلبوا لنا الويلات كلها وهم يحاربوا العدوان، فإن عبد ربه جل جلال ابنه، جلب لنا بسذاجته الويلات كلها واصبحنا بين الاثنين عموما شعب ملبوج من الداخل وملبوج من الخارج، وما عد إلا ستر الباري هو اللي معيشنا بين ذولا الجن. |