صنعاءنيوز/نصر باغريب:سيئون - المشاركون بندوة المفكر والأديب/ علي احمد باكثير يتعرفون على تراث وتاريخ تريم وشبام حضرموت
قام المشاركون بالندوة العلمية العالمية عن الأديب والمفكر/ علي أحمد باكثير (السيرة ـ الريادة ـ الإبداع/ 1910م - 2010م) التي نظمتها جامعة عدن خلال المدة 22 – 32 ديسمبر2010م، اليوم الجمعة (24 ديسمبر2010م)، بزيارة استطلاعية لمدينة تريم بمحافظة حضرموت، وتعرفوا على معالم المدينة التاريخية ومساجدها العتيدة العامرة التي تزيد عددها عن ثلاثمائة وستين مسجداً.
وطاف المشاركون بالندوة من الباحثين اليمنيين والعرب والأجانب في أرجاء تريم الغناء وتنفسوا من عبيرها عبق التاريخ التليد وتعرفوا على مرابع علماء وجهابذة تريم كالإمام الحداد، والجنيد، والسقاف...، والقائمة تطول عن علماء تريم الذين نشروا العلم ودعوا إلى دين الإسلام وحملوا رسالة التسامح والاعتدال لمشارق الأرض ومغاربها.
كما قام المشاركون بالندوة من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، وبنجلاديش، والأردن، ناهيك عن أساتذة وباحثين من جامعة عدن والجامعات اليمنية الأخرى، ومن الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، بزيارة لرباط تريم ودار المصطفى وبعض القصور والديار التاريخية القديمة بتريم كقصور وديار السادة آل الكاف وآل بن يحي، وآل الجنيد، وآل الشيخ باغريب.
وقد عبر المشاركون عن سعادتهم لما شاهدوه من تراث أصيل وحضارة زاهرة ضاربة جذورها في أعماق التاريخ ولازالت وارفة بنور العلم والمعرفة والخير على الحاضر..، داعين الجهات المعنية إلى إيلاء المدينة اهتماما اكبر خاصة وإنها أضحت مركز جدب ثقافي وعلمي عالمي بعد إعلانها عاصمة ً للثقافة الإسلامية.
وكانت الندوة العلمية العالمية عن الأديب والمفكر/ علي أحمد باكثير (السيرة ـ الريادة ـ الإبداع/ 1910م - 2010م) قد اختتمت أعمالها العلمية والنقاشية يوم الخميس (23 ديسمبر2010م)، في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، والتي هدفت لإحياْءً الذكرى ميلاده المائة وعرفانا لدور هذه الشخصية اليمنية الفريدة ع الساحتين العربية والإسلامية.
وتزامن عقد الندوة التي نظمتها جامعة عدن على مدى يومين مع يوم ميلاد الأديب والمفكر على احمد باكثير وكذا مع فعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م , بمشاركة نحو 400 أديباً وباحثاً وكاتباً وأكاديمياً من اليمن ومصر والإمارات والسعودية والأردن وبنجلاديش.
وكان المشاركون قد زاروا خلال زيارتهم لمدينة تريم اليوم الجمعة (24 ديسمبر2010م)، بزيارة إلى مكتبة الأحقاف للمخطوطات التي تعد حالياً من أبرز دور الكتب العلمية التي توجد في تريم، بل في حضرموت واليمن عموماً، وتحتوى على مجموعات من الكتب المطبوعة والمخطوطة، يقدر عددها بنحو خمسة آلاف مخطوط، جمعت من مكتبات الأسر التريمية التي اهتمت بالعلم منذ القدم.
وتعود معظم المخطوطات إلى القرن الخامس الهجري، وأهمها ( مخطوط رقم 2468)، وهو نسخة من الجزء الثاني من كتاب القانون في الطب لابن سيناء (428هـ الموافق1036م) وبها حواشي منقولة من نسخة المؤلف.
وكان الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن رئيس اللجنة التحضيرية العليا للندوة قد أوضح في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للندوة العلمية أن أهمية هذه الندوة تتحدد في تناول واحدة من عطاءات الهامة والقامة الكبيرة علي أحمد باكثير .
ونوه الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور إلى الأهمية العلمية لإحياء جامعة عدن لذكرى مئوية علي أحمد باكثير في مدينة سيئون التي قضى فيها جزءاً هاماً من حياته وشبابه ..، مشيراً إلى أن للاحتفاء بهذا العلم الكبير مذاق خاص حيث يعود باكثير لمواقعه الطبيعية.
وقال: "نريد من هذا الجيل الشاب التعلم منه معنى العصامية والإبداع في ظروف معقدة، فباكثير مفكر ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستوى العربي والعالمي، وأعماله العلمية شاهدة على ذلك".
ولفت الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور إلى أن جامعة عدن منذ أربع سنوات تحتفي برموز الأمة وتعيد إنتاج أعمالهم وتناقش أعمالهم وأفكارهم ومشاريعهم التنويرية التي بدأوها في أزمنتهم بهدف توثيقها ومناقشتها والتعلم منها كرسالة أرادت الجامعة أن تبعثها لكل المؤسسات العلمية في الداخل والخارج على حدٍ سواء.
واستعرض رئيس جامعة عدن إنجازات باكثير الأدبية والفكرية ودفاعه عن الأمة بكاملها ومحاولاته في تمثل فكر توحيدها من المحيط إلى الخليج على أسس إنسانية واستلهامه من خلال أعماله ورؤيته الأدبية الرائعة إيقاظ الوعي لدى هذه الأمة الإسلامية المنتشرة في كل بقاع العالم، فضلاً عن نبوءته بقضية الوحدة اليمنية المباركة التي نفرح نحن في هذا الزمن البهيج بتحقيقها والتي كانت الخلاص من كل مآسي التشطير.
وطالب رئيس جامعة عدن بتأسيس مركز علمي لباكثير يهتم بتراثه ونتاجاته الأدبية والفكرية واستحداث جائزة دولة رسمية تسمى جائزة الأديب والمفكر باكثير تمنح للمبدعين في مختلف مجالات الأدب وبتسمية أحد شوارع مدينة سيئون باسم القامة الأدبية الشامخة باكثير.
يشار أن حفل التدشين للندوة قد شهد حضور رسمي وأكاديمي منقطع النظير حيث حضر الدكتور/محمد أبوبكر المفلحي وزير الثقافة والأستاذ/سالم الخنبشي محافظ محافظة حضرموت والأستاذ/عمير مبارك عمير وكيل محافظة حضرموت لشئون الوادي والصحراء، والأخ/ هشام علي بن علي وكيل وزارة الثقافة ، والأخ/ علي جباري وكيل وزارة المالية ، والأخ/ فهد صلاح الأعجم الوكيل المساعد لشئون الوادي والصحراء وعدد قيادات واساتذة جامعة عدن ومن المسئولين والمهتمين بشئون الأدب والثقافة في محافظة حضرموت.
وناقش المشاركون بالندوة على مدى يومين 17 بحثا علميا محكما، تناول جوانب لم يتطرق له الباحثون من قبل شملت سيرة باكثير وتراثه الأدبي والشعري.
وقد تولت جامعة عدن إصدار الأبحاث المقدمة للندوة في عدد خاص من مجلة التواصل العلمية المحكمة، كما أصدرت كتاب أخر عن حياة وتراث باكثير وزعت على المشاركين في الندوة.
وشهدت مدينة سيئون مساء أمس وأمس الأول أمسيتان ثقافية وفنية وجلسة دان حضرمي شارك فيها كوكبة من الأدباء والكتاب وشعراء الدان الحضرمي ومن أساتذة جامعة عدن، وذلك على هامش فعاليات الندوة العلمية الدولية لذكرى مئوية الأديب على أحمد باكثير والتي تنظمها جامعة عدن تحت شعار "با كثير، السيرة، الريادة، الإبداع".
وتضمنت الأمسيتان اللتان حضرهما وزير الثقافة والدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن، باقات من قصائد وأشعار ومواويل الدان الحضرمي الذي يزخر به الموروث الثقافي بحضرموت.
وقدمت في الأمسية قراءات مختارة من قصائد الأديب الراحل على أحمد باكثير وقصائد أخرى لعدد من الشعراء والمبدعين، وأطرب الفنان سعيد عبدالخير والفنان أحمد بن عثمان الحضور بأعذب الألحان.
وكان المشاركون في الندوة قد قاموا يوم أمس بزيارة استطلاعية لمدينة شبام حضرموت وتعرفوا عن قرب على عظمة العمران في هذه المدينة التي تعد أقدم ناطحات للسحاب في العالم، بل وتعد أقدم مدينة كبيرة تبنى من الطين ولازالت قائمة حتى الآن. |