صنعاء نيوز/ بقلم // أحمد الخالدي - حينما خلق الله تعالى العقل و جعله في أفضل خلقه فهل من حكمة في ذلك الجعل الإلهي ؟ فلكي يقوم الانسان بفعل الخيرات، و نشر المقدمات الحسنة، و إشاعة ابجديات السماء، فلابد من وجود محرك يوجه هذا الكائن الحي على ضرورة عمل تلك المعطيات وفق ما تريده الإرادة السماوية، فكان لزاماً وجود العقل المتحكم الأول في الانسان، وكل ما يصدر منه من حسنات، و أخلاق فاضلة، و أما خلاف ذلك مما يصدر منه، فهو ناتج عن وسوسة إبليس، و جنوده الغاوين، إذاً للعقل ذا دور بارز في رسم حياة الانسان، وهذا مما لا يختلف عليه إثنان، فدور العقل لا يمكن أن يحجم في إطار معين بل يمتلك مساحة شاسعة في تكوين الحياة الإنسانية من حيث بناء الشخصية المتكاملة القائمة على أسس و مقدمات رصينة، ثم تحصينها بما يجعلها تتلائم مع مجريات الأحداث التي تدور من حولها، فتدرسها بدقة متناهية، و موضوعية عالية المستوى، فتستخلص منها النتائج الإيجابية، و تحاول تفادي السلبية منها، فتخرج بتجربة حية تكون لها بمثابة الدرس المهم حينما تمر بها مثل تلك الظروف، ولعل الحصانة الفكرية في مقدمة النتائج الإيجابية التي يصدرها العقل إلى الخارج او الواقع الخارجي لتكون الأداة المناسبة للإنسان في بناء القاعدة الثقافية، و العلمية، فتجعل منه انموذجاً يُحتذى به و تنقاد له الأمور حسبما مخطط لها، فالحصانة الفكرية أرضية لابد منها في مواجهة الانحرافات العقائدية، و الأخلاقية خاصة في عصرنا هذا وما يواجهه المسلمون من تيارات الأفكار الضالة و المنحرفة وفي مقدمتها دعاوى الالحاد، و انكار وجود الله تعالى، و نزاهة خاتم الأنبياء ( صلى الله عليه و عليهم أجمعين ) ، و أيضاً الطعن بمعتقدماتهم منها بأن الإمام المهدي لم يولد أصلاً أو أنه أوانه من كذلك الحقوق الشرعية التي أقرتها رسالة ديننا الحنيف فلم تكن بمأمن من هذه الدعاوى الشيطانية لأقاويل و افتراءات أهل الجهل و الضلال و البدع و الشبهات في الفكر و الاعتقاد و الرأي العقيم فكان للعقل و الحصانة الفكرية الدور البارز في التصدي لهذه الأفكار المنحرفة و الرد عليها و نسفها من أصولها الفاسدة التي انبثقت منها وقد أعطى المفكر الأستاذ الصرخي الحسني الصورة الحقيقية للحصانة الفكرية بما هي و ليست القمبنية على حب الدنيا و زينتها الفانية جاء ذلك في مقدمة كتابه الموسوم ( المهدي و النواب ) و الذي يقول فيها :( من نعم الله تعالى المتواصلة على الانسان أن منحه العقل الذي به يثيب و به يعاقب، ومن نعمه جلت قدرته منحنا القدرة على التفكير الصحيح و الوصول إلى الحصانة الفكرية و تكاملها بعد التجرد عن العواطف و حب الدنيا و زينة و زخرف و أموال و واجهة ومنصب و غيرها ) ، فالعقل و الحصانة الفكرية من نعم السماء و على الانسان أن يُحسنُ التعامل بها في مواجهة الانحرافات فكرية و المخططات الماسونية التي تريد شراً بالإسلام
https://f.top4top.net/p_7373nm3e1.png
|