صنعاء نيوز/ بقلم : مباركة الكسير - مشروع تجريم القذف الالكتروني: نواب بلا أخلاق يعلمون الشعب الأخلاق!!!
مارس 27, 2018 الأخبار
يبدو أن معركة حرية التعبير لم تحسم بعد بل ازدادت حدة ، بين أعدائها ممن تربوا على سياسة الخضوع و الخنوع و تعودوا الركوع بأفواه مكممة ، و بين مناضلين تصدعت حناجرهم منذ سنوات الجمر دفاعا عن حرية التعبير.
و لأن الفرق بين بين من حررتهم الثورة من العبودية لكن الحنين يعاودهم من جديد لزمنها و بين من جعل حرية التعبير شعارا في حياته و خط أحمر لا يمكن تجاوزه. حق كوني أكدته جميع المعاهدات الدولية و ضمنته التشريعات الدستورية .
اليوم المعركة اشتدت و احتدت بعد ان انطلقت بوادرها مع المحاولات المتكررة للحكومة التضييق على الحريات بأشكال مختلفة وصولا الى "جريمة القذف الالكتروني" .
مشروع قانون زجري جادت به قريحة كتلة نداء تونس لقمع حرية التعبير. كنا ننتظر اقتراح قوانين يتطلع اليها المواطن تعيد اليه الامل و الثقة في من انتخبهم ، قوانين تتعلق بتسهيل قوته و تراعي ظروف معيشته التي أصبحت ضنكا لا تطاق..كنا ننتظر قوانين تحل أزمة المعطلين لسنوات و غيرها من القوانين التي قد تنهض بوضعية البلاد و تعكس متطلبات المرحلة الراهنة، لكن قريحتهم العفنة لم تجد علينا سوى بقانون كاتم للانفس و سالب للحرية في نسخة مطابقة لقوانين المخلوع .
هذا المشروع الذي ورد في شكل اقتراح يتعلق بتنقيح بعض أحكام المجلة الجزائية يعتبر كل من يعبر عن رأيه شتما و يتهمه بالقذف باعتباره في نظرهم يمس من النظام العام و الاخلاق الحميدة يستوجب عقوبة السجن سنتين و بخطية مالية تصل 3الاف دينار.
نواب يجرمون كل ما ينشر الكترونيا دون أن يعلموا حقيقة الجرم الذي ارتكبوه في حق من انتخبهم و أمنهم على البلاد والعباد لسنوات.
هؤلاء الذين يتحدثون بإسم الاخلاق الحميدة و نصبوا أنفسهم " شرطة أخلاقية"أو "حراس الاخلاق الكترونيا"هم في حقيفة الامر فاقديها و ما وقع منذ يومين تحت قبة المجلس من تبادل للشتم و السب و العنف المادي واللفظي جرد نواب الشعب من الاخلاق و كشف حقيقة مستوايتهم و درجة الانحطاط الاخلاقي لديهم .فكيف لنواب بلا أخلاق و ضمير أن يعلموا الشعب الأخلاق!!!.
هذا المشروع الذي دافع عنه النواب ، في الحقيقة لا ينوبون الا أنفسهم أغلبهم يتخفى وراء جيشا الكترونيا و يحشد مليشيات تقود صفحات صفراء مختصة في الثلب و هتك أعراض الناس و التشهير بكل من يخالفه الرأي ، كان عليهم تعلم مكارم الاخلاق قبل أن يعلموها ، هؤلاء أهديهم ما قاله الشاعر أحمد شوقي في الأخلاق:
هذا المشروع ظاهره سيعلمنا كيفية المحافظة على النظام العام و الاخلاق الحميدة و باطنه خنق حرية التعبير ،يحيل الى الفصول الزجرية لمجلة الصحافة بعد تنقيحها سنة 75 بموجبها تحيل الصحفي الى السجن .هذا الاسلوب الوضيع الذي يحاول تركيع الصحفي بترهيبه و تهديده ينم عن عقلية استبدادية ديكتاتورية خلناها مضت بعد ثورة الحرية والكرامة لكن بهذا المشروع المقترح تأكد لنا ان البعض لا يزال الحنين يراوده لسنوات الذل و الانكسار و تكميم الافواه.
"صالح أمرك للاخلاق مرجعه...فقوم النفس بالأخلاق تستقم". |