صنعاء نيوز/ياسين الشجاع - البيئة اليمنية ملهمة للإبداع
برع اليمنيون القدماء في نحت التماثيل التي ملأت المتاحف، وأصبحت آثاراً تخلد تاريخهم الغابر وتسرد العديد من فصوله. واليوم، لم يعد «فن النحت» يقتصر على الحجارة أو الطين أو الجدران أو حتى الثلج، بل امتد إلى الحلويات، فالنحت والتزيين على الكيك، أصبح من الفنون التشكيلية، حيث تستخدم طرق التجليد أو التفريز، وعناصر التزيين والزخرفة قابلة للأكل، لتبدو الكيكات العادية جذابة وجميلة ومثيرة للإعجاب. كما يمكن أن يتم تشكيل الكيك في قوالب، وتشكيله ونحته ليشبه أشخاص أو أماكن أو أشياء ثلاثية الأبعاد. ياسين أحمد عبده محمد الشجاع، من أبناء منطقة صبر الموادم في محافظه تعز، يعد من الشباب العرب القلائل الذين اشتهروا بإجادتهم تزيين ونحت الكيك والحلويات على مستوى الخليج العربي، «العربي» التقى به للحديث عن موهبته، ومواضيع ذات صلة:
كيف كانت بداياتك في عالم النحت وتشكيل المجسمات؟
منذ أن كنت في الصفوف الدراسية في المراحل الإبتدائية، كنت أهوى النحت على أي شيء، في الطين، وفي الجدران، ولكنني بصراحة، لم أكن مهتماً في تنمية هذه الموهبة، ومرت الأيام وبعد ما حصلت على الثانوية العامة، التحقت للدراسة في جامعة تعز، وتخصصت في إدارة التسويق، وفي العام الثاني من دراستي في الجامعة، أوقفت قيد التدريس، لأنني حصلت على فيزا للعمل كمساعد شيف في إحدى الشركات المتخصصة بصناعة الحلويات والجاتوهات، في المملكة العربية السعودية، واتجهت للعمل في تزيين قوالب الكيك، حيث استذكرت موهبتي السابقة في النحت، والحمد لله نجحت في عملي.
الكيك
كيف استهويت فن النحت على الحلويات والكيك؟
استهويتها من موهبتي في التشكيل والنحت والممارسة سابقاً، لكن تزيين ونحت الكيك يعتبر فن بحد ذاته، وليس فناً عادياً، لأنه يتطلب مهارة معينة في التعامل مع العجائن اللينة، كالكيك المستخدم فيه مواد الدقيق والسكر، في اليمن، لم يكن لدينا في السابق اهتمام بهذا الجانب، واليوم، على الرغم من ظروف الحرب، يزداد الطلب من قبل شركات صناعة الحلويات لمن يجيد عمل هذه المهنة، وجدت فرصة لتجشيعي، واستطعت أن أثبت نفسي في هذا الفن.
سس
هل تقصد أن تفاعل المتخصصين والمهتمين بما تقدمه من أعمال، شجعك للاستمرار؟
بالضبط، أنا عملت مع متخصصين في صناعة وتزيين الكيك والحلويات من جنسيات غير عربية، وكانوا يستغربون كيف يمكن ليمني أن يبدع في تزيين الكيك بالطريقة التي يرونها، وكانوا يطلبونها مني، وحصلت على تشجيع من إدارة الشركة أيضاً، كوني أحد العرب القلائل الذين يجيدون هذا الفن.
برأيك هل اليمن بيئة حاضنة للإبداع؟
بلا شك، اليمن فيها كل المبدعين في شتى المجالات، لكن الظروف السيئة التي يعاني منها اليمن تحبط الشباب اليمني، وتحد من إطلاق مواهبه، وفي الحقيقة، البيئة اليمنية تعتبر ملهمة للإبداع، وإنشاء الله يتغير الوضع في اليمن للأفضل.
ألا تشعر بالحرج كون مهنة تزيين الكيك والنحت عليه المعروف عنها أنها حكراً على النساء؟ وخاصة في مجتمعات تقليدية كاليمن والخليج؟
بالعكس أفتخر بمهنتي، وغير صحيح أن مهنة نحت وتزيين الكيك يعتبر حكراً على النساء، صحيح نحن نعيش في مجتمعات تقليدية، ولكن اليوم نشهد انفتاحاً في كافة المجالات، وفي الفترة المقبلة أسعى إلى أن أشارك في مسابقات وفعاليات خاصة بالنحت في الكيك والحلويات.
ما هي أبز الأعمال التي ابتكرتها؟
ابتكرت تصاميم وأشكال جديدة ومميزة تتماشى مع مختلف المناسبات، بحسب ما شهد لي عدد من الخبراء المتخصصين في فن تزيين الكيك. لي أعمال خاصة لعدد من الأمراء والوزراء والمسؤولين، ونجوم الفن والرياضة، سواء في المملكة العربية السعودية أو في عدد من دول الخليج العربي. وعلى الصعيد المحلي، عملت كيكة خاصة بثورة 11 فبراير، ولي أعمال كثيرة في زخرفة وتزيين الكيك في الاحتفالات الخاصة، كما في أعياد الميلاد وحفلات الزفاف، ومختلف المناسبات الدينية والوطنية.
كم المدة التي تستغرقها في نحت وتزيين كيكة واحدة؟
من 4 إلى 5 ساعات تقريباً.
ألم تتلقى عروضاً للعمل في شركات أو مؤسسات تتواجد في غير السعودية؟
أنا ملتزم بعقد عمل لشركة تعمل في السعودية، وبالفعل تلقيت عشرات العروض في شركات تعمل في البحرين ومصر والجزائر والأردن، وحتى اليمن.
ما مدى تشجيع الأهل والأصدقاء لك للاستمرار في ما تقوم به؟
الأهل والأصدقاء هم من أعطوني الثقة في عملي، وهم سندي، ويفتخرون بما أقوم به ويتبادلون صور الكيك الذي أقوم بتزيينه.
برأيك، هل العمل في نحت الكيك والحلويات مربح مادياً؟
نعم.
ما الذي تطمح إليه؟
طموحي العمل ليس فقط في التشكيل والنحت على الكيك، بل في كل الفنون التشكيلية.
كلمة أخيرة؟
شكراً على هذه الفرصة الطيبة، وتسليط الضوء على موهبتي، ومواهب الكثير من الشباب اليمني في مختلف المجالات.
يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويتر alshalali70@
* نقلا عن العربي |