صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي صحفي وفاعل جمعوي -
يتساءل البشر جميعاً ما هو الهدف من الحياة ولماذا وجدنا فيها ولماذا نريد أن نصل؟ إذا تناولنا الموضوع من الجانب الديني والعقائدي سوف نعلم ما هو الهدف الرئيسي من الحياة والعيش فيها، فقد قال الله سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" صدق الله العظيم.
هذه الآية تعني برمّتها أن الله خلق هذه الكائنات المختلفة والمقسّمة إلى شعوب وقبائل وأنسال على الأرض ليتعارفوا ويتكاثروا ويتبادلوا الثقافات مع بعضهم البعض، ويجب أن يتمتّع هؤلاء الناس جميعهم بالأخلاق حتى يتّصفوا بالتقوى عند الله عزّ وجلّ، وهنالك آيات أيضاً تبين الهدف من خلق الإنسان وهدف وجوده في الحياة من ناحية دينيّة، ومن تلك الآيات: "هُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً".
تبين هذه الآية بشكل صريح سبب خلق الإنسان وأنّ الحياة الدنيا هي ابتلاء واختبار للإنسان حتى يغربل الله الناس يوم الحساب ويميّز بين الجيّد ذي الأعمال الحسنة والرديء ذي الأعمال السيئة، أي الهدف من الحياة هو عبادة الله وطاعته وعدم ارتكاب المعاصي للفوز بالجنة، والثواب جزاء العمل الصالح الذي كان هدفك في الحياة الدنيا لقوله تعالى: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".
قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام : (إنّ هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء ، ومنزل ترح لا منزل فرح فمن عرفها لم يفرح لرخاء ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى وجعل الآخرة دار عقبى ، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سبباً، وعطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً، فيأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي) أي أن الإنسان سوف يواجه التعب والحزن والمشكلات في هذه الحياة، فإن كان سوياً وصابراً شاكراً سيجزى بعطاء الله ويعوضه الله عن متاعب الدنيا براحة الآخرة.
نرى في الأديان الأخرى مثل المسيحية، أنّ العبادة والزهد هو الهدف الوحيد لهم في الحياة، مثل اتباع الرهبنة الذي يقضي بعدم الزواج والتكاثر، وباعتقادهم أنّهم بهذه الوسيلة يتقرّبون من الله، لكن هذا الأسلوب محرماً في الدين الإسلامي الذي يقضي بوجوب التكاثر والتناسل لضمان بقاء أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
أمّا إذا نظرنا للهدف من الحياة من ناحية اجتماعية فإنّ الهدف هو البقاء والتكاثر بالزواج والإنجاب، والعمل وتوفير المعيشة الكريمة وتحقيق الأهداف التي يرغب بها كلّ شخص، وإنّ الإنسان منذ ولادته يسعى لإنجاز ما يريده ويضع لحياته أهدافاً يسير بها على الطريق الذي يراه صائباً، وكلّما وصل لهدف يسعى لتحقيق هدف آخر، فنرى الأشخاص الذين لا يمتلكون أهدافاً أو أسباباً لحياتهم يلجئون لأساليب خاطئة ويتخبّطون دون هدى في الحياة، ويلجئون للانتحار لإنهاء حياتهم، لأنّ انعدام الهدف يعني عدم وجود سبب لاستمرار الحياة بالنسبة للإنسان بل إنّ الإنسان هو مجموعة من الأهداف تحقّق بالإصرار والعزيمة، وحبّ البقاء في الحياة.
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي صحفي وفاعل جمعوي
[email protected] https://www.facebook.com/dghoughi.idrissi.officiel/