صنعاء نيوز -
تعددت السنن الكونية كما تعددت السبل للوقوف عند حقيقة واحدة؛ وأختلفت الأسباب كما تعدد الطرق للوصول الى هدف واحد وغاية منشودة وهي معرفة واجد الوجود جل شأنه
فلله في الأفراد سنن، وفي الأمم سنن، وفي المسلمين سنن، وفي الكافرين سنن. والسنن تعمل مجتمعه ولا تتخلف أو تتبدل، يخضع لها البشر في تصرفاتهم وأفعالهم وسلوكهم في الحياة، ويترتب على ذلك من نتائج كالنصر أو الهزيمة، والسعادة أو الشقاوة، والعز أو الذل، والرقي أو التخلف، والقوة أو الضعف، وفق مقادير ثابتة لا تقبل التخلف ولا تتعرض للتبديل: ***64831; فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ***64830; ..والطريق إلى الله هيَ غاية ما ينشده الأنسان في هذهِ الحياة ، وهذه حقيقة لايمكن انكارها باي حال من الأحوال ؛ فمن لطف الله على الانسان ان جعل له سنن كونية تبين حقيقته وتكشفها بكل وضوح لمن يدرك حقيقتها ويعرف كنهها ؛
فمن خلال السنن الإلهية نفهم التاريخ، ونفسر أحداثه تفسيرا شرعيا سليما ينفعنا في تقييم حاضرنا وتوقع مستقبلنا ؛ فالذي يفهم السنن الإلهية وعمومها يملك القدرة على التعامل مع هذه السنن، ويحسن الاستعداد لنتائجها ؛ كما ان معرفة السنن ما يعين المسلمين على الخروج من متاهة الاختلاف والنزاع والضعف والتشتت ؛ لأن كشف السنة التي تحكم أمرا من الأمور، سيجعل النظرة إلى هذا الأمر نظرة عليم خبير، وينقل التعامل معه من نطاق الفرضيات والنظريات القابلة للأخذ والرد والاختلاف إلى آفاق العلم الذي لا جدال فيه ولا اختلاف ؛ لهذا أختلفت وتعدد سبل الوصول الى الهدف وما تعدد الرسل والانبياء والاولياء ورجال الله الصالحين في الارض الا سنة من سنن الله للوصول الى سبيل النجاة وكل طريق صحيح يكون سبيل الخلاص وطريق الى الله والهداية ؛ فالذي يطلب الأسباب ليخرج من ظلمات هذا التيه دون بصيرة لا يزيد إلا بعدا، ولن يفهم التاريخ، فيعرف عوامل البناء والأمن والاستقرار والبقاء والتمكين، وعوامل الهدم والخوف والتدمير و الاستبدال إلا بمعرفة سنن الله عز وجل؛ على عكس أصحاب البصائر من أهل العلم فهم يعرفون عوامل البناء والأمن والاستقرار والصحة والرفاهية، وعوامل الهدم والخوف والجوع والمرض، وهذا ماجرى على لسان المرجع الاستاذ الصرخي الحسني احد دعاة الله في الارض الصالحين في محاضرته الثامنة من بحثه الموسوم (الدولة المارقة في عصر الظهور منذ زمن الرسول ( صلى الله عليه و آله و سلم ) قائلاً:(كل السبل الصحيحة تؤدي إلى الله تعالى
أنبياء كثر، وأئمة كثر، وأولياء كثر، والطريق واحد، سبل كثيرة لكن كل السبل الصحيحة النقية التقية تؤدي إلى الله سبحانه وتعالى .)
اذا اردنا إذا أردنا أن ننهض فعلينا أن نسير وفق الحقيقة الواحدة ، بدلاً من العبثية.
https://f.top4top.net/p_8530s2ko1.jpg
|