صنعاء نيوز -
متابعات “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
الهدف الإستراتيجيّ الإسرائيليّ للحصول على قطعةٍ من “الكعكة السوريّة” يتمثّل في اعتراف المجتمع الدوليّ بأنّ الجزء المُحتّل من هضبة الجولان العربيّة السوريّة هو منطقة سياديّة إسرائيليّة، ليس وليد الصدفة، كما أنّه ليس جديدًا. فكما يقول المثل مع الأكل تزداد الشهيّة، هكذا يُمكن وصف المطالب الجديدة التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، خلال لقائه بالرئيس الأمريكي، باراك اوباما، في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2015، وبحسب مراسل الشؤون السياسيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، باراك رافيد، الذي رافق نتنياهو في زيارته للولايات المتحدّة، فقد طالب رئيس الوزراء الإسرائيليّ بضرورة إعادة دراسة الموقف الأمريكيّ من ضمّ إسرائيل للجولان العربيّ السوريّ المحتل، في ضوء الحرب الأهليّة الدائرة في سوريّة، واستبعاد، كما قال، إمكان عودة الدولة السورية إلى سابق عهدها.
الصحيفة العبريّة، التي كشفت عن هذا الطلب، لفتت نقلاً عن مصادر مطلعةٍ على تفاصيل اللقاء بين الجانبين، إلى أن الموضوع لم يُطرح في العمق ولم يُناقش بصورة واسعة، بلْ أنّ نتنياهو ذكره باقتضابٍ في سياق نقاشٍ أوسع حول ما يحصل في سوريّة، وحول المحاولات الدوليّة للتوصل إلى تسويةٍ سياسيّةٍ تُنهي الحرب الأهلية الدائرة هناك.
وأشارت المصادر التي طلبت من “هآرتس” عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية الموضوع، إلى أنّ موقف نتنياهو وتلميحاته حول الجولان، لم يلقيا إجابة من اوباما، وعندما سُئل نتنياهو في الموضوع من قبل الإعلاميين، رفض الإجابة وفضّل الصمت. مع ذلك، أكّد نتنياهو على أن أيّ حل سياسي أوْ اتفاق دوليّ حول سوريّة، يجب أنْ يتضمن مراعاة المصالح الإسرائيليّة في هذا البلد، على حدّ تعبيره.
ويوم الأربعاء، نشرت وكالة (رويترز) للأنباء مقابلةً مع وزير الاستخبارات الإسرائيليّ يسرائيل كاتس، قال فيها إنّ اعتراف الولايات المتحدّة بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان كان يتصدّر جدول الأعمال في محادثات واشنطن، حيث اعترفت الإدارة بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، وهذا الشهر نقلت سفارتها إلى المدينة، على حدّ تعبيرها.
على صلةٍ بما سلف، وخلال جولة على الحدود الشمالية، حذّر وزير الماليّة الإسرائيليّ السابق ورئيس حزب (يش عتيد)، النائب يائير لبيد 40 سفيرًا ودبلوماسيًا من التواجد الإيرانيّ في سوريّة، مُشدّدًا على أنّه إذا سُمح
لإيران اكتساب موطئ قدم عسكري في سوريّة، فقد يؤدي ذلك إلى حربٍ شاملةٍ. ولفت موقع (تايمز أوف أزرائيل) إلى أنّ لبيد هو أيضًا عضو في لجنة الشؤون الخارجيّة والأمن في الكنيست.
كما أوضح لبيد للدبلوماسيين أنّ التهديد الذي تُواجهه إسرائيل من قبل حزب الله اللبنانيّ المدعوم من إيران هو أكثر من 100.000 صاروخ موجه على إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب وجنوبها، وإذا لم يخرج الإيرانيون من سوريّة، فقد يؤدي ذلك إلى حربٍ شاملةٍ، قال.
وشدّدّ لبيد أيضًا على حاجة إسرائيل للحفاظ على السيطرة على مرتفعات الجولان الإستراتيجيّة، وقال في هذا السياق إنّه من الجنون الاعتقاد بأنّ إسرائيل سوف تنسحب من مرتفعات الجولان وتتركها في يد قاتل قتل نصف مليون من شعبه ويهدد رفاهية إسرائيل من خلال التعاون مع الإيرانيين وحزب الله، قال في إشارةٍ إلى الرئيس السوريّ د. بشّار الأسد.
وقال لبيد متحدثًا إلى التلفزيون العبريّ إنّه أحضر السفراء إلى الحدود حتى إذا حدث صراع في المنطقة فإنّ إسرائيل لن تجد نفسها في وضعٍ مشابهٍ لما حدث على الحدود مع قطاع غزة، حيث أن إسرائيل فازت في المعركة، ولكنّها خسرت المعركة أمام الرأي العّام العالميّ، على حدّ تعبيره.
ولفت إلى أنّ العديد من الدول قد قبلت الرواية الفلسطينيّة، التي وصفت “مسيرة العودة” على أنّها احتجاج سلميّ إلى حدٍّ كبيرٍ ضدّ إسرائيل، وهذا الاحتجاج السلميّ، أضاف، قوبل بقواتٍ قاتلةٍ ومفرطةٍ وغيرُ متناسبةٍ من جانب القوات الإسرائيليّة.
لبيد لم يكُن الأوّل في اعترافه، فقد سبقه وزير الطاقة يوفال شتاينيتس، الذي قال للإذاعة الإسرائيليّة إنّ هناك انتقادات يمكن سماعها بخصوص مبادرات الجيش للعلاقات العامة، لافتًا إلى أنّ وحدة الناطق باسم الجيش كان يُمكن أنْ تعمل بشكل أفضل، ربما قبل المظاهرات، بحسب قوله.
ومن ناحيته نشر المراسل العسكري المخضرم رون بن يشاي من موقع (YNET) أيضًا انتقادًا لاذعًا لتعامل وحدة الناطق باسم الجيش مع اشتباكات غزة بعنوان: فشل العلاقات العامة حول سياج غزة.
وتصاعدت الانتقادات للوحدة بعد تسريب مكالمة هاتفية بين قائد قسم الجيش للإعلام الدولي، يونتان كورنيكوس، وممثلين عن المجتمعات اليهودية الأمريكيّة في الأسبوع الماضي، حيث قال الضابط إنّ الصور الدراماتيكية الصادرة من غزة التي تظهر فلسطينيين مصابين قدّمت لحماس انتصارًا ساحقًا في المعركة على الرأي العام.
ودان الناطق الأسبق باسم الجيش وعضو الكنيست الحالي في حزب (العمل) نحمان شاي الوحدة لاعترافها علنًا بما هو واضح للجميع: أنّ حماس انتصرت في معركة الروايات. |