صنعاء نيوز/ م/يحيى محمد القحطاني -
تحتفل الجمهورية اليمنية اليوم الثلاثاء، بالذكرى الثامنة والعشرون، ﻹعادة تحقيق الوحدة اليمنة، في 22 من مايو من عام 1990م، والتي تحققت بإرادة الله سبحانه وتعالى، هذه الوحدة ولدت لتحيارغم أنف المتآمرين، من ذوي المشاريع الصغيرة، والمصالح المادية والسياسية القذرة، الذين ينفذون مخططات دول اﻹحتﻻل والغزو الخليجي اﻷمريكي الصهيوني، لخلق صراع وحروب دائمة بين اليمنيين، والسيطرة على باب المندب وبعض الموانئ والجزر اليمنية، وما يحدث في جزيرة سقطرى اليمنية، إلا غيض من فيض، مما يعدون من تآمر وخراب ودمارلليمن أرض وإنسان، وكلنا نعرف أن المؤامرة على الوحدة اليمنية، وعلى الثورة اليمنية ليست وليدة اليوم، بل تمتد تلك المؤامرات إلى ما قبل، وبعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وهناك حربين حدثت بين الشطرين قبل الوحدة، وحرب اﻹنفصال عام 1994م بعد الوحدة، واﻷزمات السياسية المتﻻحقة، بسبب اﻹرهابيين واﻹنفصاليين.
وكذلك الحرب الكونية الظالمة التي تشنها أكثر من 17 دولة، على اليمن منذ أكثر من ثﻻث سنوات من البر والبحر والجو، وقتل وجرح أكثر من ستون الف من اﻷطفال والنساء والشيوخ، وتهديم المدارس والمصانع والمساجد والبيوت على ساكنيها، وصاﻻت اﻷفراح واﻷتراح بمن فيها، والحصارالمطبق لمنع وصول الغذاء والدواء وعﻻج الجرحى، وعودة اليمنيين العالقين في الخارج، وإحتﻻل المحافظات الجنوبية والشرقية وبعض الجزراليمنية، من قبل دول الغربان الخليجية، ومرتزقتهم من شذاذ اﻷفاق وإرهابيين، جلبوهم إلى اليمن من كل حدب وصوب، إلا حلقة جديدة من التآمرعلى الوحدة والثورة اليمنية، وعلى السﻻم واﻷمن المجتمعي اليمني، وهؤﻻء اﻷعداء من دول اﻹقليم ومن خارجة، يخططون على إقامة حروب دائمة، في اليمن على أسس مذهبية وطائفية وحزبية، لكي يستقطعون المزيد من اﻷراضي اليمنية في البر والبحر.
وما تقوم به قطر والسعودية واﻹمارات، وبمساعدات عسكرية ولوجستية ومخابراتية، من الشيطان اﻷكبر امريكا، ومساندة من تركيا وإيران، من تمويل وتجنيد مرتزقة وعمﻻء من الداخل والخارج، وتزويدهم باﻷسلحة واﻷموال، كل ذلك لقتل اليمنيين صغيرهم وكبيرهم، وتهديم مشاريع البنية التحتية، ومدنهم التاريخية واﻷثرية، تحت مبرركذبةإعادة الشرعية، وهناك قوى سياسية جنوبية مصلحية، جعلت من الوحدة اليمنية، مصدر إبتزاز سياسي، وإرتزاق خارجي، ومكسب مالي من الوطن والدولة، فهم عندما يكونوا وزراء وسفراء ولهم إعتمادات شهرية بالمﻻيين، تصبح الوحدة عندهم خط أحمر، غيرقابل للمساومة، ومن يعارض الوحدة، فهو مجرم وعميل ومرتزق، وعندما يخرجوا من المسئولية، يتحولوا إلى حراكيين وإنفصاليين، بدعوى انهم مظلومين ومنهوبين من الدحابشة الشماليين، فيقومون بتعطيل حركة البناء والتجارة والصناعة، وفي مﻻحقة وقتل إخوانهم الشماليين، ونهب بيوتهم ومحﻻتهم التجارية، حتى كرهونا بيوم الوحدة، وبتاريخ تحقيق الوحدة، رغم أنهم كانوا وﻻ يزالون، هم المستفيدون من الوحدة، ومن مكاسب الوحدة.
وبسبب اﻹرهابيين واﻹنفصاليين، وفساد السياسيين اليمنيين من أحزاب وجماعات دينية وغير دينية، ومن قيادات عسكرية وأمنية ومشائخ قبليين ودينيين، والذين كانوا وﻻ يزالون يستلمون اﻹعتمادات السنوية، والمرتبات الشهرية من المال المدنس الخليجي، فتحولوا إلى عمﻻء ومرتزقة، يخدمون اسيادهم الخليجيين على حساب كرامت وعزت اليمنيين، فساعدو دول عاصفة الشيطان واﻹجرام، على شن حرب إجرامية ظالمة، على اليمن أرض وإنسان، منذ أكثر من ثﻻث سنوات، حولوا اليمن إلى دولة مليشيات وإرهابيين، وأرتفعت اﻷسعار، وانتشرت البطالة والفقر والجوع والخوف، وضاع اﻷمن واﻷمان، وتوقفت مرتبات الموظفين، وأصبح اليمنيين والوطن اليمني، قاب قوسين او أدنى من خبر كان وأخواتها، وتحولت اليمن إلى يمنين، وأصبح لهم عاصمتين، ورئيسين، وبنكين، وحكومتين، وجيشين، ومليشيات، ودول تدعم كل طرف، وأصبحت كل حكومة تصدرقرارات بالتعيين للجماعة، ولﻷهل واﻷنساب، وﻷصحاب القرية والطائفة والمذهب، بعيدا عن المعايير الوطنية والوظيفية، واصبح الكل يقتل الكل.
ولكي نحافظ على ما تبقى من الوطن والدولة، يجب علينا جميعا أن ﻻنغفل ونغض، الطرف عن أصحاب النفوس الشريرة خفافيش الظﻻم الذين ماانفكوا، يعبرون عن حقدهم وحمقهم على الوحدة اليمنية، في كل مناسبة أو فرصة تتاح لهم، وعلينا المحافظة على وحدة 22 من مايو العظيم، كون اليمن أرض وإنسان تمر بلحظة تاريخية فارقة، تحتاج فيها إلى مبادرات أبنائهاالمخلصين، مبادرات إيجابية تخرج الناس من تخندقهم وتعصبهم، خلف متاريس المكايدات والمناكفات، مبادرات تلغي أية شروط مسبقة للحوار الوطني، بين كل القوى السياسية، سواء ممن يدعون أنهم الحكومة الشرعية وهم ليسوابشرعيين، اومن حكومة اﻷمرالواقع، الذين يتصارعون على السلطة بدمائنا وأوجاعنا وفقرنا، بدعواأنهم يدافعون عن الوطن والمواطن، وكلهم ﻵيحبون إﻻ انفسهم وجماعتهم ليس إﻻ.
ولذلك فعليكم أيها اليمنيين في الشمال والجنوب، في الشرق والغرب، مستقلين وحزبيين، أن تتجاوزوا كل الخلافات الصغيرة، والمصالح الشخصية الضيقة والمناورات، ترفعوا عن أحقادكم، وأسقطوا كل المشاريع الرجعية والتشطيرية، حافظوا على وحدتنا وقوتنا وكرامتنا وعزتنا، أنصتوالصوت العقل أيها السياسيون، لكي تنتصرالمصالح العليا للوطن والمواطن، وتنحازجميع القوى للبناء، وليس للحرب أو الهدم وألإنتقام، فلا يجوزأن نترك الأمور للعواصف الخارجية أو الداخلية، لكي ترسم لنا مستقبلاً لا يعلم إلا الله سبحانه وتعالى ملامحه.
وفي الختام أقول أيها الشعراء والمثقفون والفنانون، أنشدوا مجدداً ليوم 22 من مايوا من عام 1990م، فهذا اليوم سيظل خالدا وأمل متجدد في حياة اليمنيين، من يومنا هذا إلى يوم الدين، وأقول للجميع كل عام والوحدة بخير، واليمن بألف خير، متمنيا من الله عز وجل، أن تنتصر اليمن على كل أعدائها في الداخل والخارج، وأن تتوقف الحرب الظالمة على اليمن، وينتصر العدل والسﻻم، وأن نعيش جميعا في يمن المحبة والخير والعطاء، في ظل الوحدة اليمنيةالخالده.