صنعاء نيوز/ بقلم الاستاذ / جميل مفرح -
حين يحكى عن الحب بلا حدود، تخطر في بالي بلا منازع أو منافس.. وحين تكون الصداقة المثلى عنوانا لجلسة حوار أو مجلس حديث، سرعان ما تسبق من قد يخطر على البال وإن كان معلما في الوفاء..
حين تغيب نشعر بالاشتياق إلى الحديث مع روحك المحلقة دوما في أعالي الدهشة، ومع قلبك الذي ينضح بالمحبة، وحين تحضر نظل نؤجل حواراتنا معك، لا ندري لماذا، ولكن قد يكون ذلك لنظل على اشتياق إليك..
أيها الصديق الكثير للغاية والأخ الأكثر جدا.. لاتحزن لأنك تحب، فالمحبون دائما معذبون في الأرض، منزهون في السماء.. وحسبك أننا نعلم أن لديك من الحب مالا يتسعه مكان سوى قلبك.. ومن العاطفة ما لو سقيت به أرض لاكتست بالزهور حتى صخورها وفوهات براكينها.. وأنك لا تدخر من الوفاء إلا أقل بكثير مما أعطيت، تدخره فقط ليكون بذرا لعطاءات مقبلة.. وأنك تظل ذلك الجبل المأوى والنخلة الباسقة الظل والعطاء والشموخ..
يا صديقي ،وكم أفخر بوصفك صديقا، لا تحزن، فالحزن غير لائق بمثلك، ولا تستدعي اليأس ولا خيبة الأمل فهما أبعد من أن يشبهاك، ولا تستسلم للحسرة لهزيمة أو خسارة، فالهزائم والخسارات عثرات واهية بسيطة لا تسقط رجالا بمتانة بأسك ولا تهز أطوادا بثبات أساسك..
يا صديقي.. ليت من يحيقون بك مكرا وخديعة يدركون ما لديك من الحب كما ندرك، أو ليتهم فقط يكلفون أنفسهم ويبحثون بداخلك عن مواطن الحب والوفاء، ليشعروا كم هم بعيدين عن الخلائق السامية لأبسط نماذج البشر.. ومع ذلك لا تحزن يا صديقي سيأتي اليوم الذي ينتصر فيه قدر ضئيل مما لديك من الحب على كل ما لديهم من الكراهية والبغضاء والحقد.. لأن الحب مهما كان قدره ضئيلا لا تجانبه الانتصارات، والكراهية مهما بلغت من الذكاء والدهاء لا تستطيع أن تجني أكثر من الهزيمة..
صديقي العزيز.. أنت كاسمك معاذ من كل تلك الألاعيب التي لا تسمن فكرا ولا تغني فكرة.. ستظل كبيرا وكثيرا يا صديقي بكرم روحك وفيض ذكائك وفطنتك.. وستنتصر دوما لأن فضائلك لا ولن تسمح بأقل من الانتصار ثوابا لما تتميز به أخلاقك من دماثة لا يجيدها ولا يحتكم عليها إلا ندرة نادرة من البشر الصالحين المحبين..
يا صديقي الحبيب.. هل تصدق؟ بدأت أشعر بالغيرة تجاهك لأنني أحيانا أحس بأنني أحبك أكثر من نفسي...، ...، وكفى |