صنعاء نيوز - تل أبيب وواشنطن: صفقة القرن تتضمن نقل 10 بالمائة من الضفة بما فيها الخليل لإسرائيل بدون تبادل الأراضي والعاصمة ستكون بأحياءٍ بشرقي القدس والسعوديّة وافقت عليها
متابعات - الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، نقلاً عن مصادر أمريكيّةٍ وإسرائيليّةٍ، وصفتها بأنّها رفيعة المُستوى، كشفت النقاب عن بنود صفقة القرن، الذي يعكف الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب على وضع اللمسات الأخيرة عليها لعرضها، لا بل فرضها على الأطراف، على حدّ تعبير المصادر.
وبحسب المصادر عينها، تابعت الصحيفة، فإنّ جايسون غرينلات، مبعوث ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط، عمل على مدى سنة ونصف مع فريق من خمسة من كبار المسؤولين في مجلس الأمن القوميّ على إعداد خطة التسوية للشرق الأوسط، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّه في كانون الثاني (يناير) الماضي وصلت الخطة إلى نُضجٍ معيّنٍ، وأوشكت على أنْ تعرض على الطرفين، وشدّدّت المصادر على أنّ غرينبلات قد اجتمع مع رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، الذي لم يكن سعيدًا بما سمع، ولكنّه لم يقطع الطريق على المبعوث الأمريكيّ، أيْ أنّه ترك الباب مفتوحًا، على حدّ قول المصادر.
وتابعت المصادر إنّ “صفقة القرن”، مرّت بتحوّلين: الأوّل، في كانون الأوّل (ديسمبر) عندما أعلن ترامب عن اعتراف بلاده بالقدس كعاصمةٍ لإسرائيل، حيث تطرّق إلى التسوية في صيغتها السابقة وقال: إسرائيل أيضًا ستضطر إلى دفع ثمنٍ، ولكن في شهر آذار (مارس)، وهذا التحوّل الثاني، عندما التقى نتنياهو ترامب مرّةً أخرى، حيثُ تبينّ أنّ الصفقة اجتازت انعطافة كبيرة بدرجة 180، بحسب قول المصادر.
وكشفت الصحيفة أيضًا أنّ مَنْ رأى الخطة أكّد على أنّ الحديث يجري ضمن أمورٍ أخرى عن دولةٍ فلسطينيّةٍ مجردة، وإسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي، تبادل للأراضي بنسبة 1:1، وعاصمتين في شرقي القدس من دون تعريف أين بالضبط ستكون العاصمة الفلسطينيّة.
ولفتت المصادر إلى أنّ السفير الأمريكيّ في إسرائيل ديفيد فريدمان هو الذي منع التسوية التي قادها غرينبلات مؤكّدةً أنّ فريدمان، الذي يعمل مباشرة مع ترامب ويسافر كثيرًا إلى واشنطن للاجتماع معه شخصيًا، نجح في إقناع الرئيس وصهره جارد كوشنير بأنّه لا معنى للدخول في مواجهةٍ مع إسرائيل، وبالتأكيد ليس في الموضوع الفلسطينيّ، الذي على أيّ حالٍ، لا يوجد احتمال للوصول فيه إلى حلول وسط من دون ضعضعة ائتلاف نتنياهو، مُشدّدّة على أنّ المسألة الجوهريّة في الأجندة الأمريكيّة هو إيران، وإسرائيل هي مدماك هام في هذه المعركة، وهكذا اجتازت “صفقة القرن” في الأشهر الأخيرة تحولاً.
وبحسب التسريبات من واشنطن، تابعت الصحيفة، فإنّ الخطّة الجديدة تتضمن نقل 10 في المائة من أراضي الضفة، بما فيها الخليل، للسيادة الإسرائيليّة بدون تبادل أراضٍ، والعاصمة الفلسطينيّة ستكون قائمة في أحياءٍ
بشرقي القدس، والتي لم تكُن جزءً من المدينة حتى 1967، وليس بينها تواصل إقليميّ، مُوضحةً أنّه مع تسويةٍ كهذه يمكن لنتنياهو أنْ يحفظ ائتلافه حتى لو أدّت إلى إقامة دولتين.
وتابعت المصادر أنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي زار واشنطن في بداية نيسان (أبريل) سمع تفاصيل الصفقة الجديدة ولم يتأثر، بل بالعكس أعرب حتى عن التأييد لحيوية وجود دولة إسرائيل.
ومن تلك اللحظة، أضافت المصادر، لم يعد ممكنًا الاستماع من عبّاس كلمة عن إعمار غزة برعايةٍ أمريكيّةٍ. من ناحيته، فلتُحرق إسرائيل وغزة الواحدة بعد الأخرى، واجتماع الدول المانحة لغزة، الذي عقد في واشنطن قبل بضعة أشهر، سبق أنْ عُقد بدون تمثيل فلسطينيين.
الأوروبيون، أكّدت المصادر، لا يُمكنهم أنْ يستثمروا دولارًا في غزة من دون أنْ يمر في رام الله، والاحتمال أنْ ينجح غرينبلت في تحقيق مشروع إعمار غزة منخفض، بحيث أنّه ليس للآمال التي يعلقها الغزيون بالولايات المتحدة الكثير من الأسس، فعبّاس لا يعتزم تحمّل أيّ مسؤوليةٍ عن القطاع، ولا يبدو أنّه يتجّه إلى رفع العقوبات التي فرضها على غزة.
ورأت المصادر: “يبدو أنّه لا يسير إلى أيّ مكانٍ، فبعد أنْ أُدخل إلى المستشفى في نهاية الأسبوع الماضي كان هناك إحساس، حتى في محيطه القريب بأنّ هذه المرة حالته الصحية قد تخونه، بيد أنّه كالعنقاء، فقبل خمسة أشهر كانوا أبنّوه، بعد أنْ ادخل إلى مستشفى جون هوبكنز في بولتيمور مع ورم تبينّ أنه حميد. وقبل أسبوعٍ ونصف، عشية انعقاد منظمة التعاون الإسلاميّ في تركيا، اجتاز عمليةً جراحيّةً في الإذن الوسطى، ولكنّه في نهاية المطاف اجتاز الـ”وعكة الصحيّة” وعاد لمزاولة أعماله، كالمعتاد”.
وخلُصت المصادر إلى القول إنّه إذا كانت ثمة أيّ مواساةٍ لإسرائيل فهي تكمن في أنّه بحسب جميع الدلائل، فإنّ مؤسسات حكم السلطة الفلسطينيّة تتمتّع بما يكفي من القوّة كي لا تنشأ فوضى في اليوم الذي سيلي عبّاس، مُوضحةً أنّ الشارع الفلسطينيّ في الضفة الغربيّة أيضًا لن يتقبّل بروحٍ طيبّةٍ حروب الخلافة على قيادة السلطة، بحسب قولها. |