صنعاء نيوز/ ضياء الراضي -
رغم المحن رغم الإقصاء رغم الظلم والجور والتهميش والعزلة وضنك الحياة والغربة الى أن هذا الأمر ما هو إلّا غربلة وتمحيص واختبارات إلهية؛ حتى يخرج النادر الأندر، وتخرج الصفوة والمؤمنة المضحية التي تكون مستعدة لتقبل كل الأوامر الإلهية، التي ليس لها عقد مع أي أحد، سوى مع ربّها، مع خالقِها؛ الغاية رضاه، ونيل المرتبة العليا لتحقيق الحصول على الرضا المطلق، والحصول على المغفرة والرضوان وكسب الجنة، وهذا مشروط بأنّ العبدَ ملزمٌ بالأيمان بالله ورسله ومستعدًا للجهاد بالمال والنفس والأهل؛ فهنا يربح الإنسانُ بهذه الصفقة مع ربّه والحصول على الرضوان؛لأن الله -سبحانه وتعالى- صاحب الفيوضات وصاحب النعم اللامتناهية قد أوعد عباده الصالحين من استحبوا الإيمان، من سعوا لتحقيق العدل الإلهي، من آمنوا بالحقّ وساروا على نهج الحق، فإن وعدَهم هو النصر والفتح القريب، وأي فتح عظيم ذلك؟!! الفتح الإلهي الذي يتحقق على يد مهدي الأمم، حيث يعُم الخير والبركة كل المعمورة وتنعُم الناس بحكم الله وحكم رسوله على يد قائم آل محمد المنتظر-عليه السلام- الذي هو الربح والبشارة الإلهية لعباده المؤمنين الذين استضعِفوا في الأرض.
وقد أشار الى هذا الأمر سماحة الأستاذ المحقّق خلال محاضرته {الثامنة } من بحث: ( الدولة..المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول "صلى الله عليه وآله وسلّم") بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي.
بقولهLبشارةٌ أخرى أيها المؤمنون!!!
قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿10﴾ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿11﴾ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿12﴾ وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿13﴾ سورة الصف.
وقد علّق الأستاذ المحقق بقوله:
)أقول : ما هي التجارة؟! الإيمان بالله وبالرسول والجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس، ما هي النتيجة؟! يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار، ومساكن طيبة في جنات عدنٍ ذلك الفوز العظيم، انتهت التجارة، انتهى العقد التجاري، بيع وشراء، أخذ وعطاء، إلى هنا انتهى، لكن لاحظ الشاهد القرآني، والمعاني القرآنية، انتقل إلى تجارة أخرى، و قضية أخرى في مقابلَ القضية الأولى، في مقابلَ التجارة الأولى، يقول سبحانه وتعالى: (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)) هذه بشارة أخرى، ما هذه المعاني السامية الراقية الرسالية المتضمنة للوعد وللوعود الإلهية الصادقة؟!))
فالأرض لابد أن يَعمُها العدل، لابد أنْ يحكمها الحقّ، لابد أنْ يكون الحكم هو حكم الإسلام، حكم الله في أرضه وعلى سنّة النبي المختار، وهذا وعدٌ وعدهُ الله لعبادهِ، وإنّها البشرى الإلهية، لِمن عاشوا الحرمان، عاشوا الظلم والاضطهاد، إلّا أنهم لم يتزعزع إيمانهم، لم يعيشوا الكسل والفَترة، كانوا يترقبون الى تلك الطلعة البهية، وتلك الساعة الموعودة.
مقتبس من المحاضرة {8} من بحث ( الدولة..المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول "صلى الله عليه وآله وسلّم") بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي للمرجع المعلم
17 صفر 1438 هـ - 2016/11/18م |