صنعاء نيوز/ عبد الفتاح الحكيمي -
من الخطأ الاعتقاد أن القضاء على الحوثيين وسحقهم عسكريا سوف ينهي تداعيات الأزمة الطاحنة في اليمن.
الحوثيون فقط قد يكونون بداية لحلحلة مؤقتة لكن عودة الشرعية وتطبيع الحياة العامة في حكم المستحيل.
الحوثيون امس يقدمون مبادرة تهدئة بالوكالة عبر الإيرانيين كما هي حربهم نفسها بالوكالة أيضا , سبقتها تسريبات للمبعوث الأممي.
الإيرانيون سيبيعون ادواتهم في اليمن بعد أن فشل رهانهم على الحوثيين في كسب المعركة .. بل هي مبادرة إنقاذ ما تبقى للمكبرين بعد ان حصحص الحق وأصبحت ملامح هزيمة ماحقة أقرب اليهم من حبل الوريد.
الإيرانيون يريقون ماء الوجه في الوقت الضائع , ومبادرتهم تستخف كثيرا بواقع الأحداث وملامح المعركة , كما لو أن الحوثيين لا يزالون ذلك الرقم العسكري الصعب , وليسوا مليشيات تحتضر على شفا جرف هار.
مبادرة لو قبلها الطرف الآخر , عليه فقط أن يلتزم بتوفير ممر آمن لهروب زعيم العصابة المبردق.
مع ذلك فالخطر على اليمن ليس في الحوثيين الذين عليهم اولا واخيرا استيعاب الدرس وتخلي تياراتهم السياسية عن حلف الشيطان الذي جمعهم على الإثم والعدوان والبغي الماجن بغير الحق.
الخطر القادم على اليمن هو من تيارات وجماعات مليشيات دعم الشرعية نفسها المفخخة بعداوات بينية قاصمة تقوض اي تطبيع حقيقي للأوضاع وتهدد بموجات اقتتال لا تبقي ولا تذر.
مقدمات الصراع المسلح بين الإصلاحيين والسلفيين والمجلس الانتقالي والحراكيين والقوى الداعمة للشرعية وجيشها في تعز والجنوب ستكون الأعنف والأسوأ.
فقد يعود عبدربه منصور هادي الى صنعاء لكنه لن يضمن عودته إلى عدن , وقد يتم تطبيع الأوضاع في صنعاء , لكن تعز وعدن وحضرموت وشبوة وأبين مفخخة بأكثر من انفجار.
معركة الساحل الغربي واستعادة الحديدة وحتى صنعاء بالحرب او سلميا ليست أهم من استعادة عدن وتعز وشبوة وحضرموت اولا الى حضن الشرعية.
ليس امام الحوثيين ملاذات أخرى , ولا توجد حيل والاعيب إنقاذ اكثر مما قد كان.
ولكن على زعيم الشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ادراك حقيقة ان معركته الفاصلة والحاسمة لم تبدأ , واي نصر على الحوثيين سيكتب للسعوديين والاماراتيين والسودانيين فقط دون غيرهم , وعندما يتحقق ذلك للسعوديين قبل غيرهم لن يجدوا الحماسة الكافية لا لعودة الشرعية ورئيسها ولا اليمن الاتحادي وشعاراته.
يبدو ان هادي وحلفاؤه المحليين بلعوا طعم الحرب بالوكالة ايضا مثلهم مثل الحوثيين , فلا توجد ضمانات على أن السعودية وحلفائها سيدعمون الرجل ضد الحركات الانقلابية في الجنوب , ولن يتدخلوا جديا لاستعادة الدولة في تعز من يد مليشيات ابو العباس وحزب الاصلاح وباقي التيارات , كما أنهم لن يعيدوا الدولة المختطفة في عدن الى حاضنة الدولة وسلطتها الشرعية.